أكد المختصون في مجال السياحة والفندقة على ضرورة الاهتمام بمجال التسويق لترقية وجهة الجزائر السياحية، وأشاروا إلى التأخر الذي تعاني منه الجزائر في هذا المجال، رغم الإمكانيات الكبيرة المتوفرة على صعيد التنوع وطبيعة المناطق السياحية الوطنية، موازاة مع غياب الإرادة السياسية لتجسيد الاستراتيجية الوطنية للنهوض بالقطاع، اقتداء بالدول الجارة التي خطت خطوات عملاقة في هذا الاتجاه، الأمر الذي يجعل الجزائر والخزينة العمومية خصوصا تفقد الملايير من المداخيل من شأنها أن تعوض صادرات الريع. وفي هذا الشأن، شدد رشيد حساس، المدير العام لوكالة ”أر أش الدولية للاتصالات”، خلال الأيام الدراسية الخامسة للتسويق الفندقي، على ضرورة الاهتمام بالعامل البشري الذي اعتبره نواة تطوير قطاع السياحة، موازاة مع تهيئة المؤسسات والمنشآت القاعدية. وذكر في هذا السياق التسويق للوجهة السياحة الوطنية، في ظل النافسة الكبيرة بين الدول على مستوى العالم وكذا على الصعيد الإقليمي على وجه الخصوص، باعتبار السياح والسياحة أحد أهم الموارد لرفع مستوى المداخيل وجلب العملة الصعبة. وأشار المتحدث، بمناسبة افتتاح الأيام الدراسية المنظمة من قبل وكالة ”أر أش الدولية للاتصالات”، إلى أن مربط الفرس في ترقية القطاع السياحي منوط بإعداد العامل البشري وتهيئته للقيام بدوره بكفاءة، من خلال الاهتمام بالتسويق للمنتوج الوطني السياحي والخدمات الفندقية المنوطة به، باعتبار أنه واجهة القطاع، فضلا عن تحسين الخدمات لدفع السياح وضيوف الجزائر للعودة مجددا إلى الجزائر لتمضية العطلة. وركزّ حساس، في الاتجاه نفسه، على مجال التسويق للمنتوج السياحي والخدمات الفندقية بالطريقة التي تحفز الأجانب والمواطنين على السواء على تجربة قضاء العطلة على مستوى المركبات أو المؤسسات الفندقية الوطنية. وذكر مدير الاعلام على مستوى مجمع فندقة السياحة والحمامات المعدنية العمومي، كمال بوزيدي، الاهتمام بالتسويق باستخدام التكنولوجيات الحديثة للاتصالات الرقمية واستغلالها للترويج للجزائر، حيث أوضح أنّ هذه الطريقة أصبحت مستعملة في كل المجالات، بما في ذلك مجال الإشهار والتسويق للسياحة والمواقع السياحية والخدمات والمنتجات الفندقية، الأمر الذي يستدعي، حسبه، رقمنة المنتجات السياحية والاستفادة من ”الثروة” الرقمية للاتصالات الحديثة. وأشار المتحدث بالموازاة إلى جانب تكوين القائمين على تسيير القطاع في التعامل مع المستجدات واستخدام التقنيات الحديثة بشكل يخدم وجهة السياحة الوطنية. من جهته، أشار ممثل وزارة تهيئة الإقليم والسياحة والصناعة التقليدية إلى البرنامج الوطني لترقية السياحة الذي أخذ شكل برنامج انطلق منذ سنة 2008، وقال إن القطاع تحول إلى صناعة قائمة بذاتها فرضت نفسها بكونها تمثل أحد أهم المداخيل والموارد على الصعيد العالمي، الأمر الذي يستدعي رفع التحديات والاهتمام أكثر بتجاوز العراقيل والاستجابة إلى انشغالات السياح أو الزبون بصفة عامة، من منطلق أنه مركز المعادلة والحلقة الأساسية في تطوير القطاع.