لم يعد التنافس بين النوادي الجزائرية المحترفة مقتصرا على انتداب اللاعبين واختيار الأفضل، بل صار يشمل المدربين الأجانب، حيث صار التهافت عليهم كثيرا، ما جعل التقني الأجنبي يعمر أطول فترة في البطولة المحترفة بانتقاله من ناد لآخر ما يثير الجدل حول مستوى ومصير المدرب المحلي. يجمع العام والخاص أن استنجاد مسؤولي النوادي المحترفة بالتقنيين الأجانب لا يخضع لمعايير علمية واستراتيجية مدروسة لبناء مشروع رياضي على المدى البعيد ولطالما كان هذا الخيار وسيلة لامتصاص غضب الجماهير لا غير. وأغلب التجارب تؤكد أن خيار المدرب الأجنبي يخدم هذا الأخير أكثر حيث حصل بعض الفنيين على فرصة لبعث مشوارهم والعودة إلى الواجهة في حين البعض الآخر عانى البطالة لسنوات بينما البعض الآخر كان “نكرة” في وطنه تحول في الجزائر إلى مدرب “كبير”. وقبل إطلاق صافرة بداية البطولة المحترفة الأولى المقررة هذا الجمعة فإن 10 أندية من أصل ال16 الناشطة في الرابطة الأولى فضلت الاعتماد على خدمات مدربين أجانب. وإذا كان الموسم الفارط قد شهد تواجد ستة مدربين أجانب في البداية، فإن بطولة هذا الموسم ستسجل جلوس 10 تقنيين أجانب على دكة البدلاء عند ضربة الانطلاقة. ثلاثة نواد تعاقدت مع مدربين محليين فالبداية من مولودية الجزائر التي قررت تجديد الثقة في المدرب الفرنسي برنارد كازوني في الوقت الذي تعاقد الجار اتحاد الجزائر مع الفرنسي الآخر تييري فروجي خلفا لميلود حمدي الذي التحق بنادي السالمية الكويتي. أما مولودية وهران التي قادها الموسم الفارط المدرب السويسري-التونسي معز بوعكاز، فقد قررت منح شؤون تولي العارضة الفنية هذا الموسم للتقني المغربي بادو الزاكي الذي كان وراء تتويج شباب بلوزداد بكأس الجزائر 2016-2017 لأول مرة منذ 2009. من جهته، تعاقد اتحاد بلعباس، حامل لقب كأس الجزائر في طبعتها الماضية، مع بوعكاز الذي سبق وأن قاد تشكيلة ‘'المكرة'' موسم 2015-2016. كما قرر وفاق سطيف انتداب المغربي رشيد الطاوسي خلفا لعبد الحق بن شيخة وهو قرار صائب إلى حد الساعة، بعد أن تمكن المدرب السابق للمنتخب المغربي من قيادة “النسر السطايفي” للتأهل إلى الدور ال16 من كأس العرب للأندية على حساب العين الإماراتي، كما تمكن من بعث مشواره من جديد في دور المجموعات لرابطة أبطال إفريقيا. وفضّل دفاع تاجنانت الذي ضمن بقاءه الموسم الفارط في الجولتين الأخيرتين من تجديد الثقة في المدرب التونسي حمادي الدو، أما مولودية بجاية وأهلي برج بوعريريج العائدان إلى حظيرة الكبار من جديد، فقد قررا التعاقد مع الفرنسي ألان ميشال والإسباني جوزيب ماريا نوغاس على التوالي. وفي قراءة أولية يتبيّن أن خمسة مدربين أجانب تعاقبوا على أكثر من ناد في الجزائر ويتعلق الأمر ب(الطاوسي، حمادي الدو، بادو الزاكي، بوعكاز، جوزيب ماريا نوغاس). وقررت شبيبة القبائل التعاقد مع الفرنسي فرانك دوما في الوقت الذي ضمن نادي بارادو خدمات البرتغالي فرانشيسكو أليكسندر شالو بعد رحيل الإسباني نوغاس إلى البرج. في المقابل، قررت ثلاثة أندية التعاقد مع مدربين محليين، ويتعلق الأمر بالصاعد الجديد جمعية أمل عين مليلة (لخضر عجالي)، أولمبي المدية (سعيد حموش) وشباب بلوزداد (سي الطاهر شريف الوزاني). ويحوز الشباب على رقم قياسي في التعاقد مع المدربين في فترة الراحة الصيفية حيث انتدب ثلاثة أسماء قبل أن يتم الطلاق في نهاية المطاف (آيت جودي، بوغرارة وروابح). من جهة أخرى، اختارت خمسة أندية عامل الاستقرار على مستوى العارضة الفنية ويتعلق الأمر بشباب قسنطينة (عبد القادر عمراني)، شبيبة الساورة (نبيل نغيز)، نصر حسين داي (بلال دزيري)، مولودية الجزائر (برنارد كازوني) ودفاع تاجنانت (حمادي الدو). إفتيسان: المدرب الأجنبي صار “موضة” في غياب الكفاءة لدى الرؤساء عبّر المدرب يونس افتيسان عن استيائه الشديد من ظاهرة اجتياح المدربين الأجانب البطولة المحترفة، وقال المدرب الأسبق لاتحاد الجزائر في تصريحه ل”الخبر” أمس الثلاثاء، “إقبال النوادي المحترفة على التعاقد مع المدربين الأجانب صار موضة لا غير، لأن أغلب رؤساء النوادي المحترفة تفتقد لمشروع رياضي والعملية تتم بطريقة عشوائية. وبقاء المدرب في منصبه يخضع للنتائج فقط” وعما إذا كان هذا الوضع ينعكس سلبا على مستقبل المدرب المحلي، رد قائلا “أوجّه سؤالي إلى مسؤولي هذه النوادي: هل المدرب المحلي لا يملك الكفاءة اللازمة؟”، مضيفا “أتحدى هؤلاء المدربين الأجانب أن يحققوا ما حققه المدرب المحلي من إنجازات وألقاب سواء البطولة المحلية أو العربية أو مع المنتخب العسكري ومع ذلك أتمنى لكل هؤلاء الفنيين النجاح في مغامرتهم بالجزائر” على حد قوله.