يبقى لغز مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي غير كامل الاركان، طالما ظل أحد اركان الجريمة مفقودا وهو جثة القتيل، فبعد الاعتراف السعودي بمقتل خاشقجي، أبقت الرياض على جانب مهم في القضية، ويتعلق بفقدان جثته، مع تردد أنباء عن تقطيعها، وحتى تذويبها في حمض الاسيد . وعلى غرار قضايا التصفية الشائكة التي عرفتها المنطقة العربية في حق المعارضين، فان العثور على جثة الضحية يبقى صعب المنال، على غرار قضايا سابقة مثل المعارض الليبي الكيخيا، والمغربي بن بركة، فالجثة تبقى اساسية للكشف عن أسباب الوفاة، ومن هذا المنطلق يظل احتمال العثور عليها صعبا، لأن ذلك من شأنه أن يميط اللثام عن خفايا لا تحبذ بالضرورة الاطراف التي ارتكبت الجريمة الكشف عنها. ومن بين المعلومات التي تم تداولها انه لتغطية الجريمة لف الفريق المناط اليه بمهمة التخلص من خاشقجي، جثته في سجادة وأخرجوها في سيارة تابعة للقنصلية، وسلموها "لمتعاون محلي" للتخلص منها. وأن صلاح الطبيقي خبير الأدلة الجنائية والطب الشرعي، حاول إزالة أي أثر للحادث. وكان مسؤولون أتراك قد أبلغوا وكالات الانباء أن قتلة خاشقجي ربما ألقوا أشلاءه في أحراش بلغراد المتاخمة لإسطنبول، وفي موقع ريفي قرب مدينة يلوا، التي تبعد بالسيارة عن جنوبإسطنبول مسافة 90 كيلومترا، وقال مسؤول كبير إن المحققين الأتراك سيعرفون على الأرجح ما حدث للجثة خلال فترة "غير طويلة". ويعد طرح فرضية تسليم الجثة ل "متعاون محلي" مقيم في إسطنبول، والذي لم يكشف عن جنسيته، من قبيل الفرضيات القائمة، لكنها نالت أيضا نصيبها من الشك. وأشار المحققون الاتراك الى انهم يحاولون معرفة مكان الجثة، في وقت يتساءل مشككون عن سبب مشاركة مثل هذا العدد الكبير، وبينهم ضباط بالجيش وخبراء في الطب الشرعي متخصصون في التشريح في العملية، إذا كان الهدف هو إقناع خاشقجي بالعودة للسعودية بإرادته.