لم نفعل شيئا سوى أننا كتبنا مقالات".. هكذا قال الصحفي عبد الرحمن سمَار في ساعة متأخرة من الليلة ما قبل الماضية، بعد دقائق من الإفراج عنه رفقة مروان بوذياب، منشط برنامج بقناة "بور تي في". وأمرت محكمة بئر مراد رايس بالعاصمة، بإجراء تحقيق تكميلي في القضية، ما يعني أن المفرج عنهما سيعودان إلى المحاكمة. في جلسة عجّت بأكثر من 57 محاميا تأسسوا تلقائيا في حق الصحفي عبدو سمار وزميله المصور، حيث دامت جلسة المحاكمة لقرابة 6 ساعات ورافع منهم أكثر من 42 محاميا، حيث جاء ضمن تصريحات الصحفي عبدو سمار، أنه قام فقط بإعادة نشر منشورات كل من "أمير دي زاد" والناشطة السياسية أميرة بوراوي، وأنه كان موضوعيا جدا في إعادة نشرها والدليل على ذلك أنه قام بإعادة نشرها ما بين مزدوجتين، وهو الأمر الذي علقت عليه النيابة بالقول بأن القانون يعاقب على النشر وحتى على إعادة النشر، خاصة وأن المنشورات تحمل عبارات سبّ وتجريح في حق الضحيتين.
أما فيما يخص المراسلة التي نشرها عبر صفحته بالفايسبوك، والتي كانت صادرة عن الوالي "عبد القادر زوخ" لرئيس بلدية القبة، جاء فيها أن الوالي زوخ يتستر على تجاوزات في مشروع سكني، حيث أوضح الصحفي أن هذه المراسلة تحصّل عليها عبر مصدر سري رفض الإدلاء باسمه، أما المصور فأكد أنه قام فقط بترجمة المقالات. وقد طالبت ولاية الجزائر العاصمة بتعويض قدره 5 ملايير سنتم جبرا بالأضرار اللاحقة بها، في حين طالب مجمع النهار بتعويض قدره 200 مليون سنتيم، في حين التمست النيابة إجراء تحقيق تكميلي في الأصل واحتياطيا التماس عام حبسا نافذا و10 ملايين سنتيم غرامة مالية نافذة في حق المتهمين اللذين سجنا لمدة 15 يوما، وهذا عن تهمة القذف والتهديد والمساس بحرمة الحياة الخاصة للأشخاص. تأسّس في حق المتهمين الصحفي عبدو سمار والمصور بوذياب مروان 57 محاميا، ثلاثة منهم أسّسهم المتهمان في حقهما، في حين تأسس البقية تلقائيا تضامنا ونصرة للمتهمين وجاء ضمن مرافعة 20 محاميا الذين أجمعوا على أن المتهمان مارسا مهامهما كصحفيين ليس إلا، وأن ذنبهما الوحيد اقتصر على قيامهما بإعادة نشر منشورات "أمير دي زاد" والسياسية المعارضة بوراوي، وندد المحامون بسجن الصحافيين، فيما يمنع دستور البلاد ذلك. ويتعلق التحقيق التكميلي الذي طالبت به المحكمة، بامرأة سلّمت سمار وثيقة تخص التعاونية العقارية التي تتبع لابن والي العاصمة. وعلى هذا الأساس سيعاد الملف إلى التحقيق الأولي الذي أجراه جهاز الدرك الوطني. وجاء في مرافعات المحامين، أن سمار وبوذياب تم اعتقالهما من طرف فرقة درك باب جديد من العاصمة، قبل أن تستلم شكوى الأطراف المدنية، وهي مدير قناة النهار ووالي العاصمة. وتجدر الإشارة إلى أن العشرات من المتظاهرين لبوا نداء المدوّن "أمير دي زاد"، أين حملوا لافتات تحمل صور كل من الصحفي عبدو سمار والمصور دياب مروان أمام باب المحكمة على الساعة التاسعة والنصف صباحا، حيث كان قد نشر المدوّن سالف الذكر نداء يطلب فيه من متابعيه الوقوف في مظاهرة سلمية أمام بوابة المحكمة على الساعة التاسعة والنصف صباحا.