غص شارع الحبيب بورقيبة اليوم الإثنين بالتونسيين على اختلاف أطيافهم السياسية، في احتفالات حاشدة استعادت نفس مشاهد مظاهرات 14 يناير 2011، والتي دفعت الرئيس زين العابدين بن علي إلى الهروب، لتبدأ مرحلة جديدة من تاريخ تونس. ونظمت الجبهة الشعبية التي تضم مجموعة الأحزاب اليسارية وقفة لمناضليها في شارع الحبيب بورقيبة، وقال منجي الرحوي القيادي في الجبهة أن هذه المناسبة محطة لتجديد العهد مع شهداء الثورة، والتمسك ببناء تونس الجديدة، وقرأ في التجمع بيانا باسم المجلس المركزي للجبهة أكد أن "الثورة التي أنهت عهد من الاستبداد السياسي وفتحت أفقا جديدا لبناء مستقبل يكفل لتونس ولشبابها الحرية والشغل والعيش الكريم، ولبلادنا استقلالية قرارها والسيادة على خيراتها، مازالت مستمرة"، ودعت "الشعب التونسي للمقاومة الشعبية بكافة الوسائل المدنية والمشروعة دفاعا عن سيادته الوطنية وحقوقه الاجتماعية ومكتسباته الديمقراطية". من جهتها استعرضت حركة النهضة قوتها في الشارع، وسيطرت على جانب كامل من الشارع، حيث حضر 20 ألف من أنصار الحزب في شارع الحبيب بورقيبة احتفالا بالذكرى الثامنة للثورة التونسية، وتداول قادة النهضة على المنصة للتذكير بمنجزات ثورة الحرية والكرامة، والحث على ضرورة مواصلة مسار الانتقال الديمقراطي، وتجاوز كل المصاعب السياسية والاقتصادية التي تعانيها تونس، للوصول إلى تحقيق باقي مطالب واستحقاقات الثورة. ونظمت باقي الأحزاب السياسية كالمؤتمر من أجل الجمهورية والتيار الديمقراطي والاتحاد الشعبي خيما وسط شارع بورقيبة لحث التونسيين على الاستمرار في الدفاع عن الثورة واستحقاقاتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية. من جهته حشد الاتحاد العام التونسي للشغل مناضليه النقابيين في ساحة محمد علي وسط تونس، وألقى الأمين العام للاتحاد نور الدين الطبوبي خطابا غاضبا بسبب الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في تونس، مؤكدا أن النخب السياسية يجب أن تعي دقّة الظرف الذي تمرّ به البلاد وأن تبحث في الملفّات الاجتماعيّة والاقتصادية المفتوحة على مصراعيها، وتضع نصب أعينها مصلحة البلاد وشعبها وأن تحترم ناخبيها ولا تصادر أصواتهم وانتظاراتهم"، مشيرا إلى أن " التحدّيات والتهديدات التي تتربّص بالبلاد وبتجربتها الديمقراطية الفتيّة كبيرة، وعلى النخب السياسية تحمل بكلّ مسؤولية ما تشهده البلاد من احتقان أشعلته إجراءات الحكومة الارتجالية وأحادية الجانب وأجّجتها سنوات متراكمة من الحيف والإقصاء والتهميش والوعود الزائفة. وأضاف الطبوبي "نستغرب أنه بعد مرور 8 سنوات على الثورة، لا زالت تونس تسير وفق نفس المنوال التنموي الذي تمليه وفق دوائر القرار الأجنبية والمكرس للحيف والتفاوت الجهوي والمغيّب للحماية والسالب للكرامة".