يخطئ من يعتقد أن هناك فرقا بين المعارضة التجارية والسلطة الفاسدة، ذلك أن المعارضة السياسية التجارية أشد فسادا من رجال السلطة أنفسهم! من يعادي تغيير النظام ليس السلطة ورجالها وأحزابها فقط، بل حتى المعارضة التجارية تعارض تغيير النظام أكثر من رجال السلطة، لأن تغيير النظام معناه تغيير قواعد اللعب السياسية، وهذا يعني اختفاء مثل هذه الحزيبات التجارية التي تستثمر في الانتخابات المزورة، سواء بالكوطات في البرلمان والبلديات والولايات، أو بواسطة الترنب السياسي مدفوع الثمن بسخاء أثناء الرئاسيات المتفق عليها بين الأرانب السياسية و”الضبوعة” وثعالب السلطة! هل تتصورون مرشحا أرنبا للرئاسيات يفعلها 3 أو أربع مرات ولا يحس بحرج لا من الشعب الذي يترشح له أو من حزبه الذي يقوم بتزكية خيباته المتتالية كأرنب، وفي بعض الأحيان “كخرنق”! (الخرنق هو ابن الأرنب)! ما رأيكم في رئيس يترشح 5 مرات ويهزم الأرانب والخرانق بنفس الطريقة؟ هل العيب في الخرانق والأرانب و”الضبوعة” المترشحين مع الرئيس، أم في الرئيس نفسه الذي يضحك على الناس بانتخابات يفوز فيها دائما حتى وهو غائب عنها؟! المسألة الآن لا تتعلق بانتخابات تجرى بأرانب ومعروف فيها الفائز مسبقا... بل المسألة تتعلق لما بعد هذه الانتخابات... فأحزاب الانتفاع السياسي تراهن على المتوقع في الساحة السياسية بعد الرئاسيات... لكن كل الدلائل تشير هذه المرة إلى أن ما بعد الرئاسيات القادمة لن يكون مثلما كان قبل الرئاسيات السابقة. الآن التيار الكهربائي بعد الرئاسيات سيكون ضغطه عاليا جدا، ولم تعد الحكومة ولا الرئاسة قادرة على القيام بدور “الفيزيبل” الكبس، والأكيد أن التيار هذه المرة سيضرب المصدر وليس الواجهة، وعندها لن تنفع حكاية التموقع السياسي لما بعد الرئاسيات. كل المؤشرات تدل على أن المقاطعة الشعبية لهذه الانتخابات ستتحول إلى قطيعة هذه المرة. وأن الحكاية لا ينفع معها لا رئاسيات بالأرانب ولا رئاسيات بالمال الفاسد ولا رئاسيات بالتحايل الدستوري والقانوني... ولا رئاسيات بالبلطجية السياسية وفرض الأمر الواقع بقوة وجبروت الفساد السياسي بالمناورات؟! الأمر جديد هذه المرة. [email protected]