قال لي أحد القراء في الهاتف: لماذا لا يعجبني العجب وحتى أكل رمضان في رجب بخصوص الأحزاب المشاركة في هذه الانتخابات المصيرية للجزائر!؟ ولماذا هذه العدمية؟! وأجيب هذا القارئ بصراحة: أنا لست عدمي بل أريد لبلاد أن تعيش انتخابات حقيقية تخرج البلد من حالة العدمية التي يعيشها حاليا. هل من الصدفة أن كل الأحزاب المشاركة في الانتخابات القادمة هي أحزاب التأييد والمساندة والمسيرات العفوية والانتخابات المزورة؟! وتتنافس هذه الأحزاب مع الأحزاب الأرنبية.. أي مع زعماء أحزاب قبلوا أن يكونوا أرانب في انتخابات رئاسية تحالف حولها أحزاب التأييد والمساندة! هل من الممكن أن نتصور انتخابات حرة ينتصر فيها النواب المناضلون في حزب سياسي زعيمه قبل أن يكون أرنبا في الرئاسيات ولا يكون هؤلاء النواب هم أيضا أرانب برلمانية في مزرعة النظام القائم منذ 50 سنة وأن لا يكون طموح هؤلاء في أبعد مداه هو الحصول على حق التسمين السياسي في مركز التسمين الذي يسمى البرلمان! التغيير الحقيقي يا صاحبي يبدأ من تغيير الأرانب من على رأس هذه الأحزاب وبعدها نتحدث عن انتخابات حرة ونزيهة تؤدي إلى تغيير الوجه السياسي للبلاد! الأرانب التي تشكل الزعامات السياسية سبعين في المئة من الأحزاب التي ستدخل الانتخابات القادمة تتحدث دون خجل على أنها ساهمت بتأرنبها في إنقاذ البلاد من كارثة سياسية! وبذلك استحق زعماؤها الأرانب أن ترخص لهم السلطة بتكوين شركات سياسية تسمى أحزابا! هل هذا النوع من السياسيين بالإمكان أن يعول عليهم في إحداث التغيير المطلوب؟! كل طموح الأرانب السياسية التي تجتاح الحياة الحزبية في البلاد هو المشاركة في السلطة وليس تغيير السلطة! في حين كل الشعب يطالب بالتغيير ولا يطالب بتحسين سلالة الأرانب السياسية؟! هل من المنطق أن نطمع في أن ترشح الأحزاب السياسية الأرنبية.. في الانتخابات القادمة أسودا أو أشبالا ولا ترشح "خرانق"؟! وفي جميع الحالات فإن السياسة في بلادنا ما تزال غائبة فيها الأولوية المطلقة لطول الناب والظفر! تطبق فيها ديمقراطية: أنت حر في ابتكار الطريقة التي تعبر بها عن ولائك لي!؟ تكون أرنبا أو خروفا أو دجاجة.. أو حتى فردا شريطة أن لا تستعمل قرونك.. كن ما شئت المهم أن تكون لك القابلية للافتراس عند الحاجة!؟ برلماننا القادم ستجتاحه مخلوقات تسمى خرانق! وهي مجموعة من أبناء الأرانب السياسية التي هي الوريث الشرعي لا يختلف عن الأسد في سوريا أو سيف القذافي في ليبيا أو جمال مبارك في مصر أو أي فصعون يرث أباه في إمارات المحار والبراميل في مملكات طيور البطريق.. فحالنا أسوأ من هؤلاء جميع يا هذا؟!