أصابع السلطة لعبت داخل ثورة الشعب في المظاهرات وبالذباب الإلكتروني في مواقع التواصل الاجتماعي. لعبت في المظاهرات على جبهتين، جبهة فرق تسد، من خلال إثارة النعرات الجهوية والعرقية بطريقة مكشوفة وبائسة لتبين بأن ثورة الشعب يمكن أن تؤدي إلى تقسيم البلاد.. وأن مصادرة الديمقراطية والحرية هي وحدها الكفيلة بضمان وحدة البلاد... وقد شجعت السلطة قطعانا من الناس على ممارسات مدفوعة الثمن، ترفع الأعلام الجهوية التي تعبر عن مطالب جهوية لأكثر من جهة في الوطن... رفعوا عدة أعلام إلى جانب العلم الوطني بغرض التطبيع الشعبي مع فكرة تحويل الجزائر إلى أمم متحدة... وتقديم الديمقراطية والحرية التي يطالب بها الجميع كمرادفات لفكرة الجزائر الفيدرالية! فالفيدرالية لا تعني تحويل البلاد إلى أمم متحدة... فالولايات المتحدة فيدرالية متعددة الأعراف والثقافات... ولكن لا ترى أبدا أعلاما ترفع إلى جانب العلم الأمريكي في المسائل الوطنية.! كما يحدث في الجزائر. ومع ذلك، فهم المتظاهرون هذه اللعبة من طرف أعداء ثورة الشعب فقالوا: “ماعليهش يرفعون الأعلام إلى جانب العلم الوطني”، وهذا لتفويت الفرصة على من يلعب داخل ثورة الشعب بهذه المسألة؟! الجبهة الثانية التي لعبت السلطة عليها ضد ثورة الشعب، هي تحريش الذباب الإلكتروني المدفوع الثمن بالمال الفاسد على ضرب كل من تبرزه ثورة الشعب كرمز محتمل للثورة الشعبية، والغرض هو تحويل هذه الثورة إلى مجرد مظاهرات فولكلورية لا أهداف سياسية لها؟! ليقول النظام بعد ذلك إنها ثورة رعاع وثورة عبث لا طائل من ورائها. ولهذا تدعم السلطة من حين لآخر هذا التخلاط داخل ثورة الشعب بالحديث عن المغرر بهم... أو الإرهابيين المندسين أو حتى الأيدي الأجنبية التي تريد اختيار رئيس للجزائر خارج المؤسسات الدستورية. اللعبة بين النظام الفاسد والشعب الثائر أصبحت واضحة... والتاريخ علمنا أنه من يقف ضد حركة التاريخ التي تصنعها الشعوب لابد وأنه سينهزم! فهل يتعفن حكامنا هذه المرة.! [email protected]