أكد رئيس الهيئة الوطنية للوقاية من الفساد و مكافحته طارق كور، اليوم الخميس بالجزائر العاصمة، صعوبة تقدير حجم الأموال المهربة من الجزائر إلى الخارج والتي توجد حاليا محل قضايا مفتوحة على مستوى القضاء. وخلال ندوة صحفية على هامش يوم دراسي حول موضوع "استرداد الموجودات...الواقع والتحديات"، و في رده على سؤال حول حجم الموجودات والأموال الناتجة عن الفساد و المهربة إلى الخارج، تحفظ رئيس الهيئة الوطنية للوقاية من الفساد ومكافحته عن تقديم تقديرات بهذا الخصوص، من منطلق أن "هذه الملفات مفتوحة على مستوى القضاء و تتسم بالسرية" كما أنه "من المستحيل تقدير هذه الأموال في البداية". وأكد كور بهذا الخصوص أن عملية استرداد هذه الأموال المحولة إلى الخارج و التي تعود ملكيتها للدولة "تعرقلها معوقات كثيرة". وفي وقت سابق، كان ذات المسؤول قد أشار خلال افتتاحه لأشغال اليوم الدراسي إلى أن السلطات العمومية أخذت على عاتقها مسؤولية محاسبة و مساءلة كل الضالعين في قضايا الفساد "مهما كانت وظائفهم السياسية و الإدارية أو مكانتهم الاجتماعية". ويندرج هذا المسعى ضمن "نظام شامل متكامل ورؤية سياسية واضحة المعالم" مبتغاها "تكريس دولة الحق والقانون وتعكس النزاهة والشفافية والمسؤولية في تسيير الشأن العام"، يقول رئيس الهيئة. و في سياق ذي صلة، شدد ذات المسؤول على أن إعادة النظر في القانون 06-01 المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته أضحت "ضرورة ملحة"، لمواكبة التطورات والتحولات التي تشهدها البلاد في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بها الجزائر. كما لفت في الإطار نفسه إلى أن هيئته عكفت على إعداد مشروع تمهيدي لاقتراح سياسة وطنية شاملة للوقاية من الفساد بإشراك جميع القطاعات الحكومية،غير أن "كل الجهود المبذولة في هذا الاتجاه تظل ناقصة إذا لم نتمكن من حرمان الفاسدين من عائدات وإيرادات الجرائم التي اقترفوها في حق أوطانهم واستردادها لإعادة ضخها في الاقتصاد الوطني".