قال مكتب شؤون هونغ كونغ ومكاو في الصين يوم الاثنين إن هونغ كونغ تمر الآن "بمرحلة حرجة" بعد الاحتجاجات المناهضة للحكومة المستمرة منذ شهرين، مضيفا أنه يجب أن تتوقف أعمال العنف هناك. ودفعت الاحتجاجات هونغ كونغ إلى أخطر أزمة سياسية منذ عقود، وشكلت تحديا للحكومة المركزية في بكين. وألقى يانغ قوانغ المتحدث باسم المكتب كلمة بثها التلفزيون وعبر فيها عن الدعم لأسلوب تعامل الشرطة مع الاحتجاجات وقال إن على من يهتمون بأمر المدينة إعلان رفضهم للعنف. ألغت سلطات مطار هونغ كونغ كل الرحلات بحلول مساء يوم الاثنين مع تجمع محتجين مناوئين للحكومة في المطار بشكل سلمي لليوم الرابع. وقالت سلطات المطار في بيان "بخلاف رحلات المغادرة التي استكملت عملية التحقق من أوراق الركاب ورحلات الوصول المتجهة بالفعل إلى هونغ كونغ، تم إلغاء جميع الرحلات الأخرى لبقية اليوم". وقالت السلطات إن حركة المرور على الطرق المؤدية إلى المطار مزدحمة بشدة ومرآب السيارات ممتلئة. وللأسبوع العاشر على التوالي عاد آلاف المتظاهرين إلى شوارع هونغ كونغ بعد ظهر أمس الأحد، متحدين الشرطة التي ردت بإطلاق الغاز المسيل للدموع. وبعد ظهر الأحد، تظاهر مؤيدون للديمقراطية في أماكن مختلفة من مدينة هونغ كونغ. رفع الآلاف، معظمهم ارتدى الأسود، سواتر من البلاستيك والمعادن وقطعوا الطرق قرب مركز للشرطة، في حي شام شوي بو في كولون الذي تسكنه خصوصا الطبقة العاملة وحيث منعت الشرطة أي تظاهرة. ومع حلول المساء، وفي خطوة استفزازية، وجه المتظاهرون أضواء ليزر زرقاء على واجهة مركز الشرطة التي رفعت لافتة تحضهم فيها على التفرق. وبعد ذلك، قام متظاهرون برمي حجارة على قوات الأمن التي ردت بإطلاق الغاز المسيل للدموع. أما في وان شاي، حيث المقر العام للشرطة وكذلك في حي كوزواي باي، قام متظاهرون كذلك بقطع الطرق، مرددين شعار "استعادة هونغ كونغ، ثورة زمننا". وعلى مسافة قريبة في شارع نورث بوينت، اندلعت مشاجرات بين سكان مؤيدين لبكين وعابرين وصحافيين، واضطرت الشرطة إلى التدخل. ويذكر أن الحركة الاحتجاجية انطلقت أساسا من رفض مشروع قانون مثير للجدل للحكومة الموالية لبكين يسمح بترحيل مطلوبين إلى الصين. لكن الحراك وسع بشكل ملحوظ مطالباته التي طالت كذلك الحكم المركزي في الصين. ويطالب المتظاهرون باستقالة رئيسة السلطة التنفيذية كاري لام، وانتخاب خلف لها بالاقتراع العام المباشر وليس تعيينه من بكين، كما هي القاعدة حاليا. ويريدون أيضا فتح تحقيق حول أعمال العنف التي يتهمون الشرطة بالقيام بها بالإضافة إلى إلغاء مشروع القانون. وبعد شهرين من بدء التحرك في 9 جوان في تظاهرة كبيرة، يؤكد المتظاهرون أنهم لن يتراجعوا.