بقيت كل أندية الرابطة الأولى لكرة القدم، باستثناء نادي بارادو، وفية لتقاليدها في مجال الانتقالات بالنسبة للموسم الكروي الجديد (2019-2020) الذي ستعطى إشارة انطلاقته يوم الخميس، ضاربة عرض الحائط استقرار تعدادها. فرغم الأزمة المالية الخانقة التي تجتازها أغلبية أندية النخبة، بما فيها حامل اللقب اتحاد الجزائر، إلا أن مرحلة الانتقالات الصيفية التي أسدل عليها الستار يوم 8 أغسطس في منتصف الليل، كانت بالنسبة لمختلف التشكيلات فرصة لتعزيز صفوفها، ولو أنه أحيانا لم تكن عملية الاستقدامات مدروسة. فمنذ انطلاق "الميركاتو" الصيفي يوم 1 يونيو، شرعت مختلف الأندية في سباق ضد الساعة طمعا في اصطياد العصافير النادرة و لو أنه في النهاية كالعادة، كانت الأندية الثرية، على غرار مولودية الجزائر و شباب بلوزداد، المستفيدة الأولى من هذه العملية التي اعتمدت بالدرجة الأولى على سياسة "لمن يدفع أكثر". ويعكس العدد الهائل من عملية الانتقالات مدى عدم استقرار الأندية الجزائرية و هو ما سيخلف انعكاسات سلبية على النتائج الفنية لمختلف الفرق. والدليل الأكبر لهذه السياسة ينطبق على اتحاد الجزائر المتوج باللقب الوطني للمرة الثامنة في تاريخه والذي كان ضحية هجرة جماعية للاعبيه الأساسيين كبن غيث ومزيان، حيث اضطر النادي العاصمي إلى اعتماد مراجعة شاملة لتعداده. فبالإضافة إلى ترقية عدد من لاعبي الرديف، كان فريق "سوسطارة" من أكثر الأندية نشاطا خلال "الميركاتو" الصيفي، حيث استقدم ثمانية لاعبين من بينهم الطاهر بن خليفة (نادي بارادو) وهشام بلقروي (الرائد السعودي)، و ذلك رغم وضعية مالية صعبة ناتجة عن انسحاب المساهم الأول للنادي، شركة حداد لأشغال الطرقات و البناء. واستقدمت مولودية الجزائر 13 لاعبا من بينهم صانع ألعاب وفاق سطيف السابق، عبد المؤمن جابو، في أبرز صفقة في الميركاتو، بينما استغنى "العميد" عن خدمات عدد من لاعبيه أمثال المالي أليو ديانغ المنتقل إلى الأهلي المصري و زكريا حدوش (اتحاد الجزائر) و اسامة تبي (وفاق سطيف) و الملغاشي إبراهيم أمادا (الخور القطري) وإسلام عروس (نهاية إعارته/نادي بارادو). أما شباب بلوزداد المتوج بكأس الجزائر و الذي ضمن بقاءه في الرابطة الأولى بشق الأنفس بعد نهاية موسم مثيرة، فقد كان بدوره نشطا خلال المرحلة الصيفية للانتقالات. وقد نجح المدير العام الرياضي، سعيد عليق المعروف بحديثه المقنع، في "اصطياد" عدد من اللاعبين حيث جلب عشرة منهم في مقدمتهم العربي ثابتي (اتحاد بلعباس)، ثنائي نصر حسين داي أحمد قاسمي و الحارس قايا مرباح، و كذا محمد زيتي (أهلي برج بوعريريج). أما شبيبة القبائل، وصيفة بطل الجزائر، فقد أحدثت ثورة كبيرة على مستوى التعداد باستقدام ما لا يقلّ عن 11 لاعبا منهم توفيق عدادي (أولمبي المدية) و حمزة بانوح (وفاق سطيف) و وليد بن شريفة (شباب قسنطينة). بهذا التدعيم النوعي، يأمل رئيس النادي شريف ملال في رؤية فريقه يؤكد صحوته وطنيا و خاصة التألق في منافسة رابطة الأبطال الإفريقية. من جهته، عرف وفاق سطيف على غرار اتحاد العاصمة، صيفا مضطربا نتيجة رحيل عدد من إطاراته والبداية بالثنائي جابو-ربيعي المتنقل لمولودية الجزائر و عبد القادر بدران (الترجي التونسي)، و هي وضعية دفعت بإدارة "النسر الأسود" إلى استقدام 8 لاعبين يتقدمهم الحارس السابق للفريق سفيان خذايرية (اتحاد بلعباس) العائد مجددا لصفوف نادي عاصمة الهضاب العليا. وحطم نصر حسين داي الرقم القياسي في الميركاتو الصيفي بجلبه ل14 عنصرا جديدا بعد تعرضه لهجرة جماعية لأحسن لاعبيه (مرباح، علاتي، براهيمي، خياط، العرفي، حراق، قاسمي، الورتاني...). في المقابل، يشكل نادي بارادو الاستثناء في بداية كل موسم حيث أثبت مرة أخرى بأنه يعتمد على أكاديميته الشهيرة "جان مارك غيو" لتدعيم صنف الأكابر (تم ترقية حوالي 10 لاعبين من فئة الرديف نحو الفريق الأول). فالسياسة المتبعة من طرف النادي العاصمي مكنته من التخلي عن "جواهره" على شكل إعارة لمدة موسم واحد كالطاهر بن خليفة (اتحاد الجزائر) و هداف البطولة الوطنية للموسم الماضي زكريا نعيجي (جيل فيسنتي البرتغالي). و الواضح بأن كل هذه التحركات المسجلة من طرف أندية النخبة خلال المرحلة الصيفية، ستجعلها تبحث عن الانسجام، وهو المبرر الذي سيتخذونه لأسابيع عديدة من أجل تغطية إخفاقات محتملة مثلما يحدث بداية كل موسم.