تسبب إضراب وسائل النقل العام في العاصمة الفرنسية باريس والمناطق المجاورة لها اليوم الجمعة، عن العمل في شلل تام لحركة السير احتجاجا على مشروع إصلاح أنظمة التقاعد الذي يريده الرئيس إيمانويل ماكرون. وشهدت حركة السير في العاصمة، اضطرابا كبيرا بدءا من الأرصفة المزدحمة بالمارة إلى أساطيل الدراجات الهوائية واختناقات امتدت لأكثر من 280 كيلومترا في مجموعها. ويشارك عمال قطار الأنفاق (المترو) بشكل واسع في إضراب اليوم, ما أدى إلى إغلاق عشرة خطوط بينما سجل اضطراب كبير على سكك الحديد لقطارات المناطق, في حين لا تعمل سوى واحدة من كل ثلاث حافلات. وكانت نقابات عديدة لوسائل النقل العام, دعت العاملين فيها إلى الإضراب لإنقاذ نظام التقاعد الخاص بهم الذي يفترض أن ينتهي في إطار إصلاح يريده ماكرون. وقال فيليب مارتينيز، الأمين العام للكونفدرالية العامة للعمل لشبكة "فرانس-انفو"، إن هذا ليس إضرابا لأصحاب امتيازات بل إضراب موظفين يقولون: "نريد تقاعدا في سن معقولة وبناء على شروط معقولة". وينص الإصلاح الذي يطالب به الرئيس الفرنسي, على إنهاء كل الأنظمة الخاصة التي يستفيد منها بعض الموظفين والعاملين في الشركات العامة الكبرى وقلة من القطاعات المهنية الأخرى، وفرض نظام عام للتقاعد يعتمد على النقاط. وتعتبر الحكومة أنظمة التقاعد مكلفة جدا ففي قطاع النقل في باريس بلغ معدل سن التقاعد 55.7 عاما في 2017 مقابل 63 عاما لمتقاعدي النظام العام حسب تقرير لمحكمة التفتيش نشر في جويلية. أما النقابات فتؤكد أن هذا النظام الخاص يأخذ في الاعتبار "قيودا محددة" و"صعوبات مرتبطة بمهمتهم في الخدمة العامة".