اعتبر وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان يوم الأحد 2 فيفري 2020 أن القيام ب "عمل على الذاكرة" مرغوب فيه بين فرنساوالجزائر بحيث يتناول "كيفية عيش الطرفين" للحرب. وكان لودريان يرد على أسئلة خلال حلقة مشتركة بين قناتي "ار تي ال" و"ال سي أي" وصحيفة "لوفيغارو" حول الجدل الذي أثارته تصريحات أدلى بها مؤخرا الرئيس ايمانويل ماكرون مقارنا بين فترة استعمار الجزائر واعتراف فرنسا في 1995 بالمسؤولية عن ترحيل يهود إبان الحرب العالمية الثانية. وقال لودريان "المحرقة (النازية لليهود) جريمة لا تطاق ولا يمكن مقارنتها بشيء آخر في أي مكان، يجب الاعتراف بها كما هي"، لكن "السؤال الذي يطرح في العلاقات بين فرنساوالجزائر حول الذاكرة وكيف عاش الطرفان هنا وهناك النزاع، مطروح. ويجب أن نعمل معا على الذاكرة". وأضاف الوزير الفرنسي ان السلطات الجزائرية ترغب في هذا العمل مشددا على واقع أن الفرنسيين بدورهم "يحتاجون للحظة تذكير تاريخي وتثبت بشأن هذا الملف". ومنذ بداية ولاية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي ولد بعد فترة من الحرب العالمية الثانية، تدخل الرئيس عدة مرات في هذا الحيز التاريخي الحساس، عبر تكريم ما يعرف ب "الحركيين" (جنود محليون في خدمة فرنسا)، او عبر الاعتراف بأن موريس اودين عالم الرياضيات المؤيد لاستقلال الجزائر والذي اختفى في 1957، كان "قضى تحت التعذيب على يد النظام الذي كانت تقيمه حينها فرنسا في الجزائر". وأثارت تصريحاته الأخيرة احتجاجات خصوصا لدى اليمين الفرنسي. ودعا لودريان إلى التفكير "بذهن صاف بما في ذلك مع مؤرخين جزائريين". وقال ماكرون يوم الخميس أن على باريس مراجعة ذكرى حرب الجزائر (1954-1962) لإنهاء "نزاع الذاكرة" الذي "يجعل الأمر بالغ الصعوبة في فرنسا". ورأى وزير الخارجية أن "لدينا في الجزائر وضعا جديدا بالكامل سيؤدي بالتأكيد إلى تطورات مهمة في هذا البلد"، في إشارة إلى انتخاب الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون. وأضاف "هناك آفاق جديدة ترتسم للعلاقات بين فرنساوالجزائر. وإذا كانت الذاكرة المشتركة ضمن هذا الأمر الجديد، سيكون ذلك نبأ سارا للجميع".