شدّدت اللجنة الوزارية للفتوى على أنّ "المصاب بمرض مُعدٍ مثل مرض 'كوفيد-19'، لا يجوز له ولا لمعارفه وأقربائه شرعًا إخفاء إصابته بالمرض". وطالبت لجنة الفتوى الوزارية، التابعة لوزارة الشّؤون الدّينية والأوقاف، في بيان اليوم، من المصاب بفيروس كورونا 'كوفيد-19' أو أقربائه أو معارفه بوجوب "التّصريح بذلك للجهات المختصة، والامتثال للحجر الصحي وأسباب العلاج"، مشدّدة على أنّ "مَن تكتَّم على مرضه وتسبّب في نقله إلى غيره فهو آثم شرعًا، ومَن علِم بإصابة هذا المريض وتكتَّم عليه فهو مشارك له في الإثم". ودعت اللجنة إلى "ضرورة التّعاون مع الجهات المختصة في الدولة لنشر الوعي بين أفراد المجتمع جميعًا في شفافية تامة، من أجل نشر ثقافة تبليغ المصالح المختصة عن هذا المرض الخطير المُعدي من طرف المصاب أو معارفه، سعيًا إلى مواجهة هذا الوباء والقضاء عليه، عملًا بواجب النًّصح بين أفراد المجتمع". كما دعت الرأي العام في الجزائر إلى "مواساة عائلات الموتى وأسرهم في مصابهم"، مشيرة إلى أنّ "الموتى بسبب وباء كورونا شهداء، تأسيًا بسُنّة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم الّذي قال: "الشُّهداء خمسة: المطعون، والمبطون، والغرق، وصاحب الهدْم، والشّهيد في سبيل الله" رواه البخاري ومسلم". ولفتت اللجنة إلى أنّ "أجر الشّهيد يصل بفضل الله إلى مَن التزم بالحجر الصحي حماية لنفسه ولغيره، ولو بقي حيًّا معافًا، لقول الرّسول صلّى الله عليه وسلّم 'ليس من رجل يقع الطاعون، فيمكُث في بيته صارًا مُحْتسِبًا يَعلم أنّه لا يُصيبه إلّا ما كتبه الله له إلّا كان له مثل أجر الشّهيد' رواه الإمام أحمد". وحثّت الأسر الجزائرية إلى استغلال ظروف الحجر الصحي من أجل الاستفادة من هذا الظرف "بالصّلاة جماعة والذِّكر والدّعاء وتلاوة القرآن، ومختلف النّشاطات العائلية الّتي تعود على أفراده بالفائدة والرُّقي المعنوي والمادي" إلى جانب "استحضار معاني السّماحة والعفو وسعة الصّدر وتجنّب أسباب الخلاف بين أفراد الأسرة". وأشارت لجنة الفتوى إلى أنّ "شهر رمضان فرصة للتقرّب إلى الله تعالى بشتى الطّاعات والمبرّات والخيرات كالصّلاة والصّوم"، موضّحة أنّه "ميدان فسيح لبذل الخير وإسداء المعروف وتقديم المساعدات للمعوزين". وأضاف بيان اللجنة "لئِن جرت العادة في السّنوات الماضية بتنظيم موائد رمضان الّتي يستفيد منه المعوون وتُضفي جوًّا روحيًا إيمانيًا وترسم لوحة تكافلية جميلة للمجتمع، فإنّ الظروف الاستثنائية المتعلقة بوباء كورونا قد تحوَّل هذه السنة دون تنظيم تلك الموائد الرمضانية". وتابع "ولكن هذه الظروف لا ينبغي أن تحول دون الاستمرار في صنائع المعروف ومواصلة التكافل". ودعت لجنة الفتوى المواطنين والمواطنات إلى "تكييف نشاطاتهم الخيرية والتكافلية بما يتناسب مع الظروف ويجلب المصلحة ويدفع المفسدة"، كما دعتهم إلى "مواصلة إعانة الأسر المحتاجة، إمّا في شكل مساعدات عينية أو مالية".