كشفت تقارير صحافية ألمانية أن وزارة العمل أوصت بوضع اللاعبين كمامات طبية على أرض ملاعب كرة القدم، في حال عودة المنافسات كما هو متوقع الشهر المقبل، بعد توقفها لأسابيع بسبب فيروس كورونا المستجد. وأشارت مجلة "در شبيغل" الألمانية إلى أن وزارة العمل أعدت حزمة من التوصيات، تشمل ارتداء اللاعبين "كمامات لا تسقط عن وجههم في حال الركض بسرعة، أو الارتقاء للكرات الرأسية أو الإلتحامات المباشرة". وأضافت الوزارة "في حال سقطت الكمامة, يجب وقف المباراة فورا"، وأنه نظرا لأن هذه الكمامات ستبتل جراء تعرق اللاعبين "يجب استبدالها كل 15 دقيقة كحد أقصى". لكن هذه التوصية لقيت ردود فعل متفاوتة، وإن كانت بمعظمها غير محبذة لها. ونقلت صحيفة "بيلد" عن المدير الرياضي لنادي لايبزيغ، ماركوس كرويشه "ربما يمكن (للاعبين) الركض وهم يضعون كمامة مرة واحدة, لكن ليس لمرات متتالية". وأضاف "هي فكرة مثيرة للاهتمام، لكن بالنسبة إلي، غير قابلة للتطبيق". من جهته، رأى طبيب باير ليفركوزن، كارل-هاينريخ ديتمار، أن هذه الكمامات لن تكون ضرورية، نظرا لأن الرابطة الألمانية تعتزم إجراء فحوص دورية للاعبين لكشف "كوفيد-19". وتابع "وضع كمامة هو غير مريح ويعيق التنفس (...) هذا لن يصلح في كرة القدم، لكن لا أعتقد أنه ضروري. مع الاختبارات، احتمال الإصابة سيكون ضئيلا جدا". كما شكك طبيب المنتخب الألماني تيم ماير، المشارك في اللجنة الخاصة المكلفة النظر في كيفية استئناف مباريات البطولة المحلية, بإمكانية تطبيق توصية من هذا النوع. وقال ماير في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية "د ب أ"، "كانت ثمة اقتراحات أيضا بأن على اللاعبين الحفاظ على مسافة فاصلة في ما بينهم لدى اصطفافهم في مواجهة ركلة حرة (...) لكن عند ذلك، ستصبح اللعبة غير أصلية من وجهة نظر المشجعين". وتابع "لا أعتقد أن أحدا سيقبل أن يتنافس اللاعبون وهم يرتدون كمامات". وأشارت "در شبيغل" إلى أن من بين التوصيات الأخرى التي تقدمت بها وزارة العمل، الحجر الصحي على كامل أفراد كل فريق من البطولة في فندق، طوال الفترة التي يتطلبها إنهاء مباريات الموسم الحالي. وتأمل الهيئات الكروية الألمانية في التمكن من إنهاء الموسم بحلول نهاية جوان، علما بأن المنافسات توقفت قبل انطلاق الجولة 26 (من أصل 34). وسبق للاعبين أن أبدوا وجهات نظر متفاوتة بشأن فكرة أن يكونوا معزولين عن محيطهم في الفترة المتبقية من الموسم، ففي حين رأى البعض أنه سيكون من الصعب عليهم البقاء بعيدا من عائلاتهم لهذه الفترة، رأى آخرون أن هذا قد يكون الحل الوحيد للتمكن من إتمام الموسم بشكل صحي وآمن. وأبدت رابطة "البوندسليغا" استعدادها لمعاودة منافسات القسمين الأول والثاني اعتبارا من التاسع من ماي خلف أبواب موصدة في وجه المشجعين ومع اعتماد إجراءات صحية صارمة، في حال نيل الضوء الأخضر من السلطات الصحية والسياسية. وترتبط هذه الخطوة بموافقة نهائية يرجح أن تصدر عن اجتماع بين المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل ومسؤولي مختلف المقاطعات المحلية، يعقد الخميس المقبل في برلين. وفي حال الموافقة على ذلك، ستكون ألمانيا الأولى بين البطولات الوطنية الخمس الكبرى في أوروبا، التي تستأنف مباريات اللعبة بعد توقفها منذ منتصف مارس. وتعد ألمانيا من أقل دول القارة تأثرا ب"كوفيد-19"، حيث سجلت فيها حوالي خمسة آلاف حالة وفاة، وهو رقم منخفض نسبيا مقارنة بدول مثل إيطاليا وإسبانيا وفرنسا وإنجلترا.