تعيش ولاية بسكرة خلال الأيام الأخيرة حالة من الحزن والمأساة بسبب الوفيات اليومية التي تسجل نتيجة الإصابة بجائحة كورونا والارتفاع المذهل في أرقام المصابين حيث تعرف مستشفياتها خاصة مستشفى الحكيم سعدان حالة طوارئ حولته إلى "سوق" وفوضى عارمة بسبب الأعداد الكبيرة للوافدين الذي ينتظرون الفحوصات وإجراء الأشعة والبحث عن سرير في ظل تشبعه حيث فاق طاقة استيعابه المقدرة بمائة سرير. هذه الوضعية الكارثية التي خلفت الرعب والخوف في أوساط العائلات البسكرية حركت نواب البرلمان الذين توجهوا إلى العاصمة لإعطاء صورة حقيقة عن حجم المعاناة التي يعيشها المرضى والطواقم الطبية التي تكاد تنهار نفسيا. واستنادا إلى تصريحات عدد من ممثلي الولاية في المجلس الشعبي الوطني فإن لقائهم بوزير الصحة عبد الرحمان بن بوزيد المرتقب جاء نتيجة الارتفاع المذهل لعدد المصابين بفيروس كورونا مما جعل الولاية تتصدر الولايات الأكثر انتشارا في الأيام الأخيرة، ناهيك على أن بسكرة ضبطت ساعتها على الوفيات بأعداد مقلقة وملفتة للنظر وبشكل يومي حركت الشارع المحلي. كما أن مسالة المرافق ستطرح هي الأخرى؛ فجميع المستشفيات تعرف تشبعا مما فرض فتح أخرى وتوسيع طاقتها كما هو الحال بزريبة الوادي وسيدي عقبة والتحضيرات جارية لتخصيص عيادة العيون بحي البخاري كمركز للمصابين بكورونا. ويضاف إلى ذلك أهمية تدعيم الطواقم الطبية وشبه الطبية بالتعداد البشري اللازم لتغطية العجز المسجل. وعدم وفرة التجهيزات الضرورية وبالأخص أجهزة التنفس الاصطناعي. وكذا علامات الاستفهام التي تطرح بشأن استخدام جرعات دواء كلوروكين على المصابين خاصة أولئك الذين يعانون من الأمراض المزمنة.