EPA أظهرت صور نُشرت على منصات وسائل التواصل الاجتماعي تشويه تمثال كولبير بالطلاء الأحمر شوه ناشط تمثالا تاريخيا لرجل الدولة الفرنسي جان-باتيست كولبير، ينتصب خارج مبنى البرلمان في العاصمة باريس. وكان كولبير قد ساعد في كتابة "قانون السود" في القرن السابع عشر، الذي شرّع العبودية والعنصرية في الإمبراطورية الاستعمارية الفرنسية. وأظهرت لقطات مصورة، نُشرت على منصات وسائل التواصل الاجتماعي، ناشطا يرش تمثال كولبير بالطلاء الأحمر يوم الثلاثاء. وكتب بالرش على قاعدة التمثال، قبل أن تعتقله الشرطة، عبارة "رهاب الدولة". ونشرت مجموعة أطلقت على نفسها "لواء مكافحة رهاب الزنوج" الفيديو، وكان الرجل نفسه يرتدي قميصا يحمل اسم المجموعة. وأثار مقتل جورج فلويد الشهر الماضي على يد الشرطة الأمريكية في مدينة مينيابوليس موجة من الاحتجاجات المناهضة لوحشية الشرطة والعنصرية المؤسسية في شتى أرجاء العالم. وتعرضت تماثيل لشخصيات تاريخية لاستهداف بزعم علاقات أصحابها بالعنصرية. وكانت فرنسا قد شهدت احتجاجات حاشدة عام 2016 في أعقاب وفاة أداما تراوري، البالغ من العمر 24 عاما، الذي توفي أثناء احتجازه لدى الشرطة، وشبّه المتظاهرون وفاته بوفاة جورج فلويد. وليس هذا أول تمثال فرنسي يتعرض للتشويه خلال الأسابيع الأخيرة، فقد شهدت مدينة ليل، شمالي البلاد، واقعة كتب فيها متظاهرون عبارة "قاتل" و"مستعمر" على تمثال لويس فيدرب، حاكم السنغال، عندما كانت مستعمرة فرنسية في القرن التاسع عشر. من هو جان-باتيست كولبير؟ img alt="ينتصب تمثال كولبير خارج مبنى "الجمعية الوطنية"، البرلمان الفرنسي، في العاصمة باريس" height="549" src="https://c.files.bbci.co.uk/C3C4/production/_113061105_whatsubject.jpg" width="976" / GETTY IMAGES ينتصب تمثال كولبير خارج مبنى "الجمعية الوطنية"، البرلمان الفرنسي، في العاصمة باريس كان كولبير رجل دولة فرنسيا خدم الملك لويس الرابع عشر خلال القرن السابع عشر. حصل على لقب "كولبير العظيم" بعد إصلاحات اقتصادية وضعها إبان توسيع فرنسا لإمبراطوريتها الاستعمارية خارج حدود البلاد. وفي عام 1680، بناء على أوامر من الملك، ساعد في كتابة "قانون السود" الذي حدد عددا من اللوائح الخاصة بالمستعمرات الفرنسية في الأمريكتين ومنطقة البحر الكاريبي، بما في ذلك حظر اليهود في جميع المستعمرات الفرنسية، وتشريع العبودية، وتقييد حريات السود الأحرار. وأصبح كولبير، في ظل الاحتجاجات التي شهدتها فرنسا في الأسابيع الأخيرة، شخصية مثيرة للجدل بشكل متزايد. وينتصب تمثال كولبير خارج مبنى "الجمعية الوطنية"، البرلمان الفرنسي، في العاصمة باريس، كما يوجد بالداخل أيضا مبنى يحمل اسم "قاعة كولبير"، وأبنية أخرى في شتى أرجاء البلاد تحمل اسمه. ودعا جان-مارك آيرولت، رئيس الوزراء السابق ورئيس مؤسسة إحياء ذكرى العبودية في نانت، إلى إعادة تسمية قاعة كولبير. وقال لصحيفة ويست فرانس: "حان وقت اتخاذ فرنسا خطوة جديدة بشأن مسألة الاستعمار والعبودية". وأضاف آيرولت: "أنا لا أقول إننا نزيل جميع التماثيل، على سبيل المثال، ولكن نضع لوحة تذكّر بمن هو كولبير وما فعله". وقال الرئيس إيمانويل ماكرون في وقت سابق الشهر الجاري، في أعقاب احتجاجات، إن فرنسا "لن تنسى أيا من أعمالها الفنية، ولن تزيل التماثيل". وأضاف في كلمة بثها التلفزيون: "سأكون واضحا جدا الليلة أيها المواطنون، الجمهورية لن تمحو أي اسم من تاريخها". كما تعرضت عدة تماثيل لتشويه وإسقاط في شتى أرجاء أوروبا خلال الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك بلجيكا وبريطانيا. &