حسمت وزارة الشباب والرياضة موقفها بشأن مصير مختلف البطولات الرياضية العالقة منذ غلق المرافق الرياضية بسبب انتشار وباء "كوفيد 19"، واختارت الإعلان، عن قريب، عن استحالة العودة إلى النشاطات الرياضية، قياسا بالارتفاع المخيف للمصابين بالوباء ومخاطر انتقال العدوى بين الرياضيين في حال تم فتح المرافق الرياضية من جديد. كشف مصدر مطّلع أن وزارة الشباب والرياضة بصدد التحضير للإعلان عن "إلغاء" كل النشاطات الرياضية، الفردية أو الجماعية، للموسم الرياضي 2019/2020، خلال أيام قليلة، بعدما حصل الوزير سيد علي خالدي على تقرير اللجنة العلمية، والتي دعت صراحة، عن طريق رئيسها بقاط بركاني، إلى ضرورة إلغاء التجمعات والمنافسات الرياضية، بل حرص الدكتور بقاط بركاني على القول إن ثمة خطورة كبيرة على سلامة الأشخاص واحتمال انتشار الوباء بشكل كبير، في حال تمت العودة إلى النشاط الرياضي، حيث يستعد وزير الشباب والرياضة "لوضع النقاط على الحروف"، والإعلان عن انتهاء الموسم الرياضي لأسباب تتعلق بضمان سلامة الأشخاص. وأضاف مصدرنا أن تأخر إعلان الوزارة عن القرار مردّه وجود بعض "الاستثناءات" المتعلقة بالرياضات الفردية وليس الجماعية، خاصة رياضيي النخبة المعنيين بالمشاركة في الألعاب الأولمبية، التي تم تأجيلها من سنة 2020 إلى 2021، بسبب الوباء، حيث من المقرر تمكين عدد من رياضيي النخبة من استغلال المرافق الرياضية وفق شروط دقيقة ومتابعتهم يوميا مع اعتماد بروتوكول صحي لتفادي أي انتقال محتمل للعدوى، بينما سيتم إلغاء بقية المنافسات، منها بطولة كرة القدم، على الرغم من تمسك رئيس "الفاف"، خير الدين زطشي، بقرار الاستئناف، وهو موقف أحرج السلطة وتم تسويقه من طرف رئيس الاتحادية على أنه تحدّ واضح للسلطة، بنفس الطريقة التي تحدى فيها رئيس "الفاف"، وزير الشباب والرياضة، في قضية تعديل القانون الأساسي للاتحادية، والذي رفض الوزير خالدي لحد الساعة، منح الضوء الأخضر لزطشي لتمريره، لقناعته بوجود خلفيات "انتخابية" لدى خير الدين زطشي وبعض المحسوبين عليه من المكتب الفدرالي والأمانة العامة. قرار الوزارة المنتظر هو قطع للشك باليقين ورسالة مشفرة أخرى من السلطة للاتحادية التي وضعت نفسها في الطرف النقيض لمصلحة الجزائر صحيا واقتصاديا واجتماعيا ورياضيا، على اعتبار أن المؤشرات الخطيرة لانتشار وباء كورونا، وتداعياته على الاقتصاد الوطني وتأثيره سلبيا على الجزائريين على جميع النواحي، حتى نفسيا، لم يكن كافيا لكبح رغبة الرجل "الغريبة" في فرض نظام المنافسة الجديد الموسم المقبل، ولو تأتى له ذلك على حساب حياة وسلامة الرياضيين الجزائريين، وضد إرادة السلطة الغارقة في مخطط الانتصار على الوباء، الذي يضع كرة القدم، اليوم، في آخر الاهتمامات. ومثلما أراد رئيس "الفاف" إحراج السلطة ووقف بقراراته ومواقفه المتعنتة ضد الوزارة والنوادي والجمعية العامة وحتى الإعلام، فإن السلطة اليوم ستقف بجانب المنطق الذي تدعو إليه النوادي والإعلام وأعضاء الجمعية العامة، بالإعلان أن سلامة المواطنين أهم بكثير من مباراة في كرة القدم، بما يحمل رسائل مشفرة على أن "الفاف" التي تخالف مواقف السلطة، ستتلقى "صفعة" جديدة، خاصة وأن قول عمار بهلول، عضو المكتب الفدرالي، في تصريح سابق لوكالة الأنباء الجزائرية بأن الاتحادية "تريد استئناف البطولة من أجل تطبيق نظام المنافسة الجديدة"، هو كلام خطير جدا، وإعلان صريح من المقرب من زطشي بأن الاتحادية الحالية لا تفكّر سوى في تحقيق مكاسب شخصية ولو على حساب صحة وسلامة ومستقبل الرياضيين والرياضة الجزائرية. وسيتعين على كل اتحادية من الاتحادات، اعتماد القرارات المناسبة مع "الظرف الاستثنائي"، إما بإعلان "موسم أبيض" دون تحديد البطل أو اعتماد الصعود والنزول، أو تحديد الأبطال والصاعدين والنازلين، بطريقة تكون محلّ إجماع، وهو ما سيضع زطشي في ورطة حقيقية، خاصة وأنه أعلن في وقت سابق موقفه من "تتويج شباب بلوزداد باللقب"، وذلك خارج المكتب الفدرالي الذي يعتبر الفضاء الشرعي والقانوني لاتخاذ قرارات "باسم المكتب الفدرالي"، ما يوحي بصدام وشيك بين عدة أندية ورئيس "الفاف"، على اعتبار أن إبداء زطشي بموقفه من تتويج شباب بلوزداد بعيدا عن المكتب الفدرالي، هو إعلان صريح على أنه "الآمر الناهي" وبأن اجتماع المكتب الفدرالي، لا يختلف عن اجتماعات سابقه محمد روراوة، والغرض منه أخذ شرعية القرارات الأحادية التي تُتخذ أصلا خارج الاجتماع القانوني.