Getty Images في لندن رياضة التأمل في المتنزهات وسيلة للتغلب على ضغوط الأزمة يوم السبت الماضي 10 تشرين الأول/أكتوبر، أحيت منظمة الصحة العالمية، اليوم العالمي للصحة النفسية، وهو اليوم الذي يستهدف رفع الوعي بقضايا الصحة النفسية، وحشد الجهود من أجل دعمها عالميا، وفي الوقت الذي يتركز فيه جهد المنظمة الدولية، كل عام على جهود مختلفة، لدعم الصحة النفسية، فإن المناسبة حلت هذا العام،في وقت يتأثر فيه مليارات الأشخاص، حول العالم بجائحة كوفيد-19،التي يتفاقم أثرها أيضا على صحة الناس النفسية وفقا للمنظمة. ظروف نفسية قاسية ووفقا للمنظمة أيضا، فإن جائحة كورونا جلبت معها على مدى الأشهر الماضية، العديد من التحديات التي باتت عواقبها الاقتصادية والإجتماعية والنفسية محسوسة بالفعل، خصوصا بالنسبة للفئات الهشة، التي تتعرض سبل عيشها للخطر، و كذلك بالنسبة للأشخاص الذين يعانون أصلا من أمراض مزمنة، و المصابين بالحالات الصحية النفسية، والذين يعانون من عزلة إجتماعية أكثر من ذي قبل. وعلى مدى الأشهر الماضية، ومنذ بداية العام، يعيش الناس في أرجاء المعمورة، ظروفا قاسية بفعل استطالة أزمة كورونا، من فرض لإجراءات الإغلاق، والحجر المنزلي في العديد من مدن العالم، إلى خسارة الملايين لوظائفهم، وكذلك تفاقم الأزمة أيضا لدى الأطفال، الذين باتوا يعانون وفق مختصين، من أعراض نفسية وجسدية مرتبطة بالأزمة، باعتبار أنهم مرآة للظروف التي تمر بها عائلاتهم، وفقا ما يرى المختصون، الذين يرصدون تزايدا في أعراض نفسية وجسمية للأطفال بفعل الأزمة، تتراوح بين حالات الوسواس القهري والزيادة في الوزن. استطالة الأزمة والضغط النفسي وكما يشير العديد من الأطباء النفسيين في تقارير منشورة، فإن استطالة أمد الأزمة، بما يرافقها من تداعيات الحجر المنزلي، وعدم القدرة على السفر والحركة، وكذلك عدم وضوح الرؤية فيما يتعلق بطبيعة التعامل مع الجائحة، أدى بصورة كبيرة إلى تراجع الصحة النفسية لدى الناس، ومن ثم أدى إلى زيادة في معدلات البطالة، والطلاق والعنف المنزلي والاكتئاب والانتحار. وتشير عدة أبحاث علمية، إلى أن استمرارالضغوط الناجمة عن استطالة الأزمة، أصاب كثيرين بأعراض نفسية جديدة، يتركز جلها في تنامي حالات الوسواس القهري، في حين زادت المعاناة النفسية، لدى من كانوا يعانون بالفعل من حالات القلق والتوتر، والاكتئاب والخوف والصدمة، إذ أدت الأزمة إلى تضاعف مستويات الخوف والتوتر والكآبه لديهم عن الآخرين. ويفاقم حظر السفر جوا، وعدم قدرة الناس على القيام برحلات سياحة ترفيهية، لكسر جمود الحياة في مزيد من الضغوط النفسية، إذ أن بدء تفشي وباء كورونا، كان قد حل، بينما كان الناس على أبواب موسم الإجازات السنوية، وحيث كان معظمهم في أنحاء العالم، يتطلع إلى قضاء إجازات تعيد إليه الحيوية، بعد شهور من العمل وهو ما لم يحدث، وعوضا عن ذلك وجدوا أنفسهم، أسيري منازلهم ومدنهم شهرا بعد شهر بعد شهر وحتى الآن. نصائح وفي ظل زيادة ساعات البقاء في المنزل، والروتين اليومي الممل، وكلها تداعيات لأزمة كورونا، ينصح الأطباء النفسيون بالقيام بعدة أنشطة، لتخفيف الضغط النفسي المتزايد، لحين انتهاء الأزمة، من بينها تقليل متابعة الأخبار، التي تثير القلق والتوتر، وتقليل استخدام الأجهزة الإلكترونية، هذا بجانب تعزيز التواصل مع الأصدقاء والمقربين، واستخدام منصات التواصل الاجتماعي، في متابعة أخبار كل ما هو إيجابي، ومحاولة كتابة اليوميات والمذكرات، التي قد تؤدي إلى إخراج مايعتلج داخل النفس، وفيما يتعلق بالأطفال ينصح الأطباء النفسيون، بضرورة مساعدتهم في التعبير عن أنفسهم، عبر أنشطة فنية مثل الرسم والموسيقى. ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن الصحة النفسية تعد من القطاعات المهملة، في الوضع الطبيعي في العديد من البلدان، وتشير المنظمة إلى أن هناك مليار شخص تقريبا في العالم، يعانون الاضطرابات النفسية، في حين تزيد نسبة الذين يعانون من تلك الاضطرابات في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، دون الحصول على أي علاج على 75 في المائة. ويشير مسح أجرته المنظمة أيضا إلى أن جائحة كوفيد-19 عطلت خدمات الصحة النفسية الضرورية جدا، أو أوقفتها في 93% من البلدان حول العالم، في وقت يتزايد فيه الطلب على تلك الخدمات. هل تأثرت صحتكم النفسية باستطالة أمد أزمة كورونا وإلى أي مدى؟ أي التداعيات تؤثر عليكم هل استمرار البقاء بالمنزل؟ أم عدم القدرة على السفر والحركة؟ أم هي تداعيات أخرى لطول الأزمة؟ وما الذي تفعلونه من أجل تخفيف الضغط النفسي الناجم عن استمرار الأزمة؟ إذا كان لديكم أطفال هل لاحظتم تأثرهم نفسيا بالأزمة؟ وكيف؟ وما الذي تفعلونه من أجل مساعدة الأطفال على التغلب على الأزمة؟ من خلال خبرتكم في التعامل مع الضغوط النفسية لتلك الأزمة ما الذي تنصحون به غيركم من وسائل للتغلب عليها؟ سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الاثنين12 تشرين الأول/أكتوبر من برنامج نقطة حوار في الساعة 16:06 بتوقيت غرينتش. خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989. إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على [email protected] يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message كما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/hewarbbc أو عبر تويتر على الوسم @nuqtat_hewar &