وزير الأمن والتوثيق في الجمهورية الصحراوية عبد الله الحبيب ل"الخبر"
اعتبر رئيس لجنة الدفاع والأمن بالمكتب الدائم للأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو، وزير الأمن والتوثيق، عبد الله لحبيب البلال أن خسائر المغرب في المعارك اليومية التي يخوضها جيش التحرير، دفعت المخزن للاستنجاد بالخبرة العسكرية الإسرائيلية والمال الخليجي الإماراتي مضيفا في حواره مع "الخبر" أن الاستنجاد بالقوة الأجنبية ليس بالجديد على النظام المغربي فقد انتهج نفس الطريقة في حرب 1975 - 1991 حين استعان في بالقوة الاستعمارية فرنسا التي تدخلت مباشرة إلى جانبه بسلاحها وطيرانها.
هل يمكن الربط بين التطورات العسكرية في الصحراء الغربية ولجوء المغرب للتطبيع مع ''إسرائيل''؟ أكيد، فلجوء النظام المخزني لتطبيع علاقاته مع إسرائيل جاء للاستفادة من الخبرة العسكرية الإسرائيلية والتقنية والتطور الذي وصل إليه الجيش الإسرائيلي، وأيضا من أجل الاستفادة من المال الخليجي الإماراتي والاستنجاد بالقوة الأجنبية ليس بالجديد على النظام المغربي ففي حرب التحرير بين 1975 – 1991 استنجد بالقوة الاستعمارية فرنسا التي تدخلت مباشرة إلى جانبه بسلاحها وطيرانها وكذلك إسرائيل بخبرتها وسياسة الأحزمة الدفاعية، ورغم أن هذا التطبيع العلني جديد إلا أن علاقات النظام المخزني بإسرائيل تعود إلى ستينيات القرن الماضي فكانت هناك اتصالات سرية وحتى تعاون عسكري سري.
وفي هذه الحالة كيف ستتعاملون مع هذا التفاوت العسكري؟ جيش التحرير لديه خبرة أكثر من 18 سنة في الحرب منها 16 سنة ضد المحتل المغربي وقرابة ثلاث سنوات في مواجهة المحتل الاسباني، اكتسب فيها الجيش خبرة كبيرة، وتكثيف التعاون الأمني بين المغرب وإسرائيل لن يزيد شيئا في الأمر أن التعاون كان موجود سلفا بسرية تامة، والفارق أنه أصبح علنيا فقط. أما عن مواكبة جيش التحرير للتطورات العسكرية فإن الجبهة تفطنت لهذا الأمر منذ البدايات وركزت على العنصر البشري من خلال التدريب والتكوين والتثقيف ومواكبة التطورات التقنية ففي الحرب السابقة استطاع المقاتل الصحراوي إسقاط الطائرات واستعمال مدفعية الميدان والصاروخية وأجهزة الإشارة المعقدة وهو من استعمل مدفعية الميدان على الآليات الخفيفة "ب10 –ب11" ورشاش 14-5 ورشاش 14-23، حتى تصبح محمولة وليست مجرورة كما في القتال الكلاسيكي، وهو أيضا من خبر كيف يتعامل مع الرادارات لشل فعاليتها، أما في موضوع الكثرة البشرية والوسائل فالعبرة ليست في الكم بل في الكيف والنوعية، فحساب تبادل القوى يُعتمد عليه في الحرب الكلاسيكي حينما تكون المواجهة بين جيشين كلاسيكيين لكن نحن لسنا جيش كلاسيكي، إنما جيش تحرير شعبي يعتمد حرب الاستنزاف سيكون فيها الاعتماد على الفرد المقاتل المؤمن بقضيته والمقتنع بعدالتها و المضحي لأجلها بأعز ما يملك و كذلك صبره ومعرفته بالأرض جيدا.
وهل لديكم مخاوف أمنية من التواجد الإسرائيلي في المنطقة ؟ تواجد إسرائيل والإمارات ومن سار في فلكهم لن يؤثر على أمن الصحراء الغربية فحسب، بل سيكون له تأثير سلبي على المنطقة برمتها لأنه يعني عدم الاستقرار ودر للفتن والصراعات الطائفية وانتشار فوضوي للسلاح وسينتعش الإرهاب والجريمة المنظمة وسيعمل الحلف على خلق المشاكل لكل الدول المعارضة لسياساتهم، وطبعا هذه المخاوف مبررة فعالم اليوم عالم مصالح، وبحث عن النفوذ، وهذه المنطقة أصبحت مرشحة لاصطدام المصالح ولتصعيد المواجهة، فهناك قوى نافذة لا تزال تتعامل بالمنطق الاستعماري القديم، وتحاول آن تفرض مصالحها وتدافع بشتى الطرق عنها، وجاء هذا التحالف الإسرائيلي الفرنسي المغربي لفرض هذا المنطق، لكن في الجهة المقابلة هناك شعوب لن تقبل بهذا المنطق وستكافح من اجل سيادتها وكرامتها فرض إرادتها.
بعد مرور شهر على استئناف الكفاح المسلح هل لك أن تضعنا في صورة التطورات الميدانية ؟ نعم أتممنا شهرا كاملا من العمل العسكري الميداني بعد خرق الجيش المغربي لوقف إطلاق النار بخروجه من حزام الذل والعار في منطقة الكركرات واعتدائه على المتظاهرين الصحراويين المدنين واحتلاله لجزء من الأراضي المحررة وإقامة حزام جديد أوصله حتى الحدود مع الشقيقة موريتانيا، إن حزام الذل و العار الذي يتخندق فيه الجيش المغربي كله عرضة اليوم لضربات وقصف جيش التحرير الشعبي الصحراوي من الكركرات جنوبا إلى المحبس شمالا، ويوميا هناك ضربات وتسللات وأنشطة عسكرية أخرى يتعرض لها الجندي المغربي المغلوب على أمره، والحرب اليوم لا زالت في مرحلتها الأولى التي نعتمد فيها على أسلوب الاستنزاف وإنهاك قوات العدو وإزعاجه حتى تنهار معنوياته، فهم الآن في حيرة من أمرهم لا يعرفون لا متى ولا أين ولا كيف سيُضربون، الأمر الذي يجعلهم يعيشون على أعصابهم ويشهدون حالة ارتباك وضعف وهلع ولا يعرفون هل يتقدمون أم يتراجعون ام ينجدون القوات في الجنوب أو في الشمال .
المغرب ينكر وجود حرب ميدانية كيف تفسر هذا الموقف؟ موقف المخزن مرتبك ولا يحسد عليه فهو مرة يقر بوجود عمليات عسكرية ويعترف بخسائر حربية أي جرحى وقتلى ومرة أخرى ينفي وجود حرب ويهدد عائلات الضحايا بعدم الإفصاح عن ضحاياهم بمبرر الأمن القومي والحفاظ على معنويات الجيش، ويقول انه متمسك بوقف إطلاق النار وقام فقط بعملية أمنية عسكرية من أجل ضمان الحركة المرورية المدنية والتجارية وأن الممر دولي، وهذا مجانب للحقيقة فهذه الثغرة والممر غير شرعيان لأنهما لم يكونا في بنود اتفاق وقف إطلاق النار عام 1991. وهذا الموقف المرتبك يعود لكونه لم يتصور أن رد الجبهة الشعبية على خرقه لوقف إطلاق النار سيكون بهذا الحزم الذي استجاب له الشعب الصحراوي وأيده وجاء من كل الجهات للالتحاق بجبهات القتال والمدارس العسكرية، وهذا ما أرهق المحتل الذي كان يعتقد أنه ببعض الضغوطات على الجبهة الشعبية وتدخل الأممالمتحدة وأمينها العام ستكتفي البوليساريو بإدانة الخرق وتراسل مجلس الأمن وأمين عام الأممالمتحدة وينتهي الأمر لتعود الأمور إلى سابق عهدها، لكن هذه المرة جاء الرياح بما لا يشتهيه نظام المخزن المحتل فكان قرار 13 نوفمبر تاريخيا حازما متناغما مع تطلعات الشعب.
وفي ظل كل هذه التحديات ما الذي تنتظرونه من الصحراويين في الأراضي المحتلة؟ الذي ننتظره من الصحراويين في الأراضي المحتلة، هو الذي ننتظره من كل صحراوي وطني غيور على بلده ومؤمن بعدالة قضيته وبأن وطنه محتل ومغتصب ويجب بالتضحية بالنفس والاستشهاد في سبيله، وهنا أذك قول الشهيد الولي المصطفى "إذا أردت حقك لا بد أن تسخي بدمائك''، إذا لا بد من التضحية من قبل جميع المواطنين في الأراضي المحررة والمحتلة وفي الجاليات ونعول على شعبنا في الأراضي المحتلة ونعتبره احتياطا لجيش التحرير فيمكن الزج به في أي لحظة إلى أراضي القتال ونعتبر كل الصحراء الغربية منطقة حرب وساحة معارك يمكن حتى أن تمتد خارج الأراضي الصحراوية.