تضرب سوق الجملة للخضر والفواكه بالكاليتوس موعدا لزبائنها وزوارها كالعادة في رمضان، حيث الوفرة من كل ما طاب من خضر وفواكه، ولو أن أسعار الطماطم والبطاطا والكوسة سجلت ارتفاعا قياسيا، لكن يرتقب البعض انخفاضها في غضون الأسبوع الثاني من رمضان. وفي غمرة ذلك، يكشف آخرون أن 40 بالمائة من التجار ينشطون دون فاتورة، مما يطرح تساؤلات بشأن الملابسات التي تسكن السوق. تتلاحق الشاحنات المحمّلة بالخضر والفواكه صوب سوق الجملة للخضر والفواكه بالكاليتوس، جنوب العاصمة، كل لحظة كما لو أنها في سباق، فيما كانت عشرات العربات من نوع "هربين" قد ملأت محيط السوق مثل أسراب النحل، في مظهر أضفى على السوق أجواء حركة ونشاط عشية رمضان فالسوق وإلى غاية اليوم، لا تزال وجهة لعشرات الفلاحين الممونين بمختلف أنواع الخضر والفواكه القادمين من ولايات شرق وغرب ووسط البلاد، بل وحتى جنوبها، وحيثما وليت وجهك فثمة كل المنتوجات من جزر وفلفل وبطاطا وبروكلي وكوسة وخردل وطماطم وثوم..الخ، فضلا عن باقي الفواكه التي جاد بها فصل الربيع.
أسعار مرتفعة.. لكن اللافت في بعض الخضر التي تشكل قاعدة في إعداد مائدة رمضان، هو ارتفاع أسعارها كالطماطم التي كانت أسعارها عبر غالبية المربعات التجارية تتراوح بين 100 إلى 130 دج، والأمر ذاته بالنسبة للبطاطا التي تراوحت أسعارها بين 40 و55 دج، ولم تتخلف الكوسة (القرعة) عن هذا الارتفاع وتراوح سعرها بين 60 و80 دج. وفسر فيصل، صاحب مربع بالسوق، ارتفاع هذه الخضراوات الثلاثة، بقلة منتوج الطماطم، على اعتبار أن الفصل ليس فصلها، لكنه يرتقب أن يشهد نهاية الأسبوع الأول لشهر رمضان انخفاض في أسعار هذه المادة الحيوية، لأن منتوجات ولايات مستغانم وتيبازة وبسكرة من الطماطم ستدخل السوق. بينما يرتقب أن تعود أسعار مادة البطاطا إلى مستوياتها العادية في غضون 15 يوما، بعد وصول محاصيل عين الدفلى ومستغانم، إذ أن المادة هذه التي ارتفع الطلب عليها من قبل الأسر الجزائرية، نفدت من ولاية واد سوف، أبرز الولايات المنتجة لها ولم يبق في المخزون إلا 20 بالمائة، فيما يرتقب أن تنخفض أسعار الكوسة في غضون 20 يوما.
"هذا العام تميزه الوفرة"! موازاة مع ذلك، شهدت أسعار الجزر والفلفل والخردل والخس والبيطراف والشوفلور، انخفاضا إذ تراوح سعر الجزر بين 20 و30 دج والفلفل من 60 إلى 80 دج، بينما تراوحت أسعار الخس بين 40 و50 دج، فيما وصلت أسعار البروكلي عتبة 100 دج. ومع ذلك، يرى الحاج الطاهر، أن "هذا العام سيكون أكثر وفرة من العام الماضي بالنظر لتحسن عوامل المناخ وغياب الجليد، بل ونشهد كل بداية فصل صيف وفرة في العرض تفوق الطلب".
تراجع البيع والشراء ومع أن الزائر للسوق يقف على حركة تجارية هي غاية في النشاط، بمعدل 600 إلى 1000 شاحنة تدخل السوق يوميا، إلا أن سعيد والعربي ونبيل، تجار وسطاء، يقولون، إن عملية البيع والشراء تراجعت منذ نحو عامين نتيجة بروز أسواق جوارية، بل ويلقى سوق الكاليتوس منافسة من قبل أسواق الجملة المتواجدة ببوفاريك وروفيغو وخميس الخشنة.
40 بالمائة من تجار السوق ينشطون دون فواتير لكن الحاج الدراجي، صاحب مربع، يثير ملابسات أخرى تسكن السوق، ويقول "هناك 40 بالمائة من التجار بالسوق ينشطون دون فاتورة، بينهم تجار الخضر والموز والتفاح وغيرها، أي يبيعون وفق أمزجتهم وبالأسعار التي يريدون لأن الدولة غائبة، فالسوق بحاجة إلى تنظيف من ممارسات الفساد.." قبل أن يضيف "كما يوجد 81 وسيط تجاري، لكن السوق لا تتوفر على بنك في وقت تسعى فيه الدولة إلى رقمنة القطاع الاقتصادي والتجاري..".