لم يكترث وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة للأصوات المناهضة للتطبيع في بلاده والتي خرجت الأربعاء بقوة في عشرات المدن للتنديد بالتطبيع في ذكراه الأولى، بل أعلن عن "أمله في زيارة الكيان عن قريب"، ردا على دعوة نظيره من الكيان الصهيوني، أثناء اجتماع عبر الفيديو أمس الأربعاء. وتعكس تصريحات الوزير حجم الخيانة التي نفذها نظام المخزن المغربي بحق شعبه وبحق الفلسطينيين وتجاه الأمتين العربية والإسلامية، بل الأخطر، تماديه فيما اعتبر "جريمة العصر". وتوطيدا لهذا التطبيع المشؤوم، كشف مدير ما يسمى ب"مكتب الاتصال الصهيوني بالرباط"، دافيد غوفرين، عن زيارة قريبة لوزيرة اقتصاد الكيان الصهيوني للرباط. وبينما تستقبل الصهاينة بالأحضان، تشن السلطات المغربية حملة قمع ضد أبناء البلد وتجهض أي محاولة منهم لإسماع العالم بخطورة الوضع بالمملكة وهو ما يحدث حاليا ضد مناهضي التطبيع وضد المحامين في وقفاتهم الاحتجاجية ضد سياسة المخزن وضد انفراده في سن قوانين تحد من حرياتهم وتضرب حقوقهم في الصميم. والأربعاء، قمعت السلطات المغربية مظاهرات منددة باتفاق التطبيع في ذكراه السنوية الأولى، دعت إليها الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع، فقد تعرضت الوقفات الاحتجاجية بعدد من المدن المغربية للقمع والتفريق بالقوة، وسط مشاركة قوية لقيادات حقوقية مناهضة للتطبيع. وندد المحتجون بالتطبيع وبخيانة القضية الفلسطينية، التي تعد قضية مركزية ووطنية عند الشعب المغربي، كما نددوا باتفاقية التعاون العسكري بين النظام المخزني والكيان الصهيوني. ووصفت الجبهة هذا التطبيع مع الكيان الصهيوني بأنه "انتهاك للسيادة الوطنية"، لاسيما من خلال التوقيع على اتفاقيات عسكرية واستخباراتية، وقررت إعلان يوم 22 ديسمبر "يوما وطنيا ضد التطبيع" في جميع مدن المملكة من خلال جعل هذا التاريخ موعدا للتضامن، تحت شعار: "ويستمر كفاحنا إلى غاية التخلي عن اتفاقيات التطبيع والتعاون العسكري".