أكد المدير العام لمعهد باستور وعضو اللجنة العلمية البروفيسور فوزي درار اليوم الجمعة، أن المنحنى الوبائي اليومي في تصاعد مستمر، بسبب توسع رقعة سيران الفيروس في الجزائر، وسبب هذا الانتشار يعود إلى سلالة أوميكرون الذي يتسارع بشكل كبير جدا وهذا طبيعي كما يحدث في العالم. وقال درار في تصريح لإذاعة سطيف إن عدد المرضى حاليا بالمستشفيات فاق 4200 حالة، ونتوقع ارتفاع الحالات في الأيام القادمة، بحيث في أواخر ديسمبر كانت نسبة انتشار سلالة دلتا 80 بالمائة، لكن في 13 جانفي الجاري تقلصت إلى 67 بالمائة من حيث نسبة الانتشار. وبالمقابل في أواخر ديسمبر سلالة أوميكرون بلغت 10 بالمائة وحاليا بلغت إلى غاية 13 جانفي 33 بالمائة وهي في توسع كبير، وأمس الخميس فقط تم اكتشاف 82 حالة جديدة لأوميكرون، لذلك متأكدين أن هذه السلالة هي التي ستسيطر مستقبلا. وقال درار صحيح أوميكرون أقل خطورة من دلتا لكن لا يجب ان ننسى أن 67 بالمائة حاليا هي لدلتا وهي خطيرة ومميتة. وحسب المعطيات العلمية التي بحوزتنا سلالة أوميكرون ستكون الأكثر انتشارا وسيطرة خلال الأسبوعين القادمين يتغير منحنى الاصابة من دلتا إلى أوميكرون في نهاية الشهر. وحذر مدير معهد باستور من سلالة أوميكرون التي تعد أقل خطورة لكن هي أكثر انتشارا وعدوى وتدخل للمستشفيات لذلك يضيف بصراحة نتخوف من التشبع. وأن كل من أخذ الجرعتين من اللقاح هو مبدئيا محمي من العدوى، لكن المناعة تنقص مع مرور الوقت لذلك نؤكد على ضرورة أخذ الجرعة الثالثة لرفع الحماية والمناعة. ويشدد درار على أن هذه اللقاحات فعالة ضد أوميكرون الذي لم يتنبأ أحد في العالم بظهوره في 24 نوفمبر الماضي. مفسرا سبب ارتفاع الإصابات عند الأطفال والتلاميذ هذه الأيام لأنهم أكثر فئة عرضة لفيروسات الجهاز التنفسي، كما أن الفيروس يبقى عند الأطفال لمدة أطول وهم ينقلونه بشكل سريع لأكبر فئة ممكنة من حولهم لذلك حذار. يضاف إلى ذلك أن المؤسسات التربوية نقطة حساسة لانتشار الفيروس، لذلك نطالب بتطبيق صارم للبروتوكول الصحي والزامية استخدام الكمامة للجميع وغسل الأيدي وعدم التهاون. وختم درار تصريحه قائلا: "لا داعي لغلق المؤسسات التربوية حاليا، لكن من الضروري تطبيق البروتوكول الصحي حماية للأسرة التربوية والعائلات". مضيفا إن المجلس العلمي يرى أن تلقيح فئة الأطفال خاليا ليست أولوية، والأهمية تكمن في تلقيح الكبار فهم أكثر فئة بالمستشفيات. وأكد أن كل الأشخاص بالعناية المركزة حاليا 100 بالمائةغير ملقحين، و90 بالمائة من المرضى بالمستشفيات لم يأخذوا اللقاح ضمن آخر الدراسات التي وصلتنا أمس الخميس. وقال في الأخير لا أدر متى نصل للذروة لا أحد يعلم، لكن المؤكد كل ما كانت نسبة التلقيح ضعيفة كلما كانت فترة الوصول للذروة وانتشار الفيروس طويلة، والعكس صحيح. واتخذنا إجراءات كبيرة استباقية لتوفير الأوكسجين والأدوية عبر كافة المستشفيات تحسبا للأيام القادمة. ولا يوجد حل آخر لكسر هذه الموجة إلا بالإقبال السريع والمكثف على التلقيح ثم الالتزام بإجراءات الوقاية.