الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان وهو رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، حاكم إمارة أبو ظبي، وهو عضو "المجلس الأعلى للاتحاد"، ورئيس "المجلس الأعلى للبترول". وُلد الشيخ خليفة في عام 1948 في قلعة المويجعي في مدينة العين، واسمه الكامل هو خليفة بن زايد بن سلطان بن زايد بن خليفة بن شخبوط بن ذياب بن عيسى بن نهيان بن فلاح بن ياس، وهو النجل الأكبر للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. والدته هي الشيخة حصة بنت محمد بن خليفة بن زايد آل نهيان. ينتمي الشيخ خليفة إلى قرية المويجعي مركز تفرع آل بو فلاح من قبيلة بني ياس، التي تعتبر القبيلة الأم لمعظم القبائل العربية التي استقرت فيما يعرف اليوم باسم دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي عُرفت تاريخياً باسم " حلف بني ياس ". وعاش الشيخ خليفة مع عائلته في قلعة المويجعي في مدينة العين، وتلقى تعليمه المدرسي في مدينة العين في المدرسة النهيانية التي أنشأها الشيخ زايد رحمه الله. قضى الشيخ خليفة معظم طفولته في واحات العين، والبريمي بصحبة والده الذي حكم منطقة العين في ذلك الوقت. وواكب الشيخ خليفة مسيرة والده الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان في جميع مراحلها، وكان أول منصب رسمي يشغله هو ممثل الحاكم في المنطقة الشرقية، ورئيس المحاكم فيها، وذلك في 18 سبتمبر 1966م، وخلال وجوده في مدينة العين أُتيحت له فرصة للاحتكاك اليومي بالمواطنين، والاطّلاع على أحوالهم، والتعرف على تطلعاتهم وآمالهم. وعُيّن ولياً لعهد إمارة أبو ظبي في الأول من فيفري عام 1969، ورئيساً ل "دائرة الدفاع"، وتولّى بحكم منصبه قيادة قوة الدفاع في الإمارة، ولعب دوراً أساسياً في تطويرها، وتحويلها من قوة حرس صغيرة إلى قوة متعددة المهام، مزودة بمعدات حديثة. وتولّى رئاسة أول "مجلس وزراء محلي" لإمارة أبو ظبي، إضافة إلى تقلّد حقيبتي الدفاع والمالية في هذا المجلس في الأول من جويلية عام 1971، وبعد إعلان الدولة الاتحادية، شغل إلى جانب مسؤولياته المحلية، منصب نائب رئيس "مجلس الوزراء" في الحكومة الاتحادية، التي تم تشكيلها في ديسمبر عام 1973. وبعد إلغاء "مجلس الوزراء المحلي" أصبح أول رئيس ل"المجلس التنفيذي" الذي حل محل "مجلس وزراء" الإمارة في اختصاصاته جميعها في فيفري عام 1974، وإلى جانب مسؤولياته على رأس "المجلس التنفيذي" تولى عام 1976 تأسيس ورئاسة "جهاز أبوظبي للاستثمار"، وتولّى منصب نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في الحكومة الاتحادية وقد أولى اهتماماً متزايداً بالقوات المسلحة، فشهدت خلال تلك الفترة طفرة كبيرة على صعيد التجهيز، والتدريب، والقدرة على استيعاب التقنيات الحديثة، والأساليب المتطوّرة، التي حرص على توفيرها لقطاعات هذه القوات كافة. وتمّ انتخاب الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيساً للدولة في 3 نوفمبر 2004، كذلك تولى مهامه كحاكم لإمارة أبو ظبي إثر وفاة والده الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي انتُخب أول رئيس للبلاد في 2 ديسمبر 1971، وحتى تاريخ وفاته في 2 نوفمبر 2004. بعد انتخابه رئيساً لدولة الإمارات، أطلق الشيخ خليفة خطته الاستراتيجية الأولى لحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة لتحقيق التنمية المتوازنة والمستدامة، وضمان الرخاء للمواطنين. وكان من أهدافه الرئيسية كرئيس لدولة الإمارات العربية المتحدة السير على نهج والده الذي آمن بدور دولة الإمارات الريادي كمنارة تقود شعبها نحو مستقبل مزدهر يسوده الأمن والاستقرار. أشرف الشيخ خليفة على تطوير قطاعي النفط والغاز، والصناعات التحويلية التي ساهمت بنجاح كبير في التنوع الاقتصادي في البلاد. كما قام بجولات واسعة في جميع أنحاء دولة الإمارات العربية المتحدة، لدراسة احتياجات الإمارات الشمالية، وأمر ببناء عدد من المشاريع السكنية، والطرق، ومشاريع التعليم، والخدمات الاجتماعية. بالإضافة إلى ذلك، أطلق مبادرة لتطوير السلطة التشريعية، من خلال تعديل آلية اختيار أعضاء المجلس الوطني الاتحادي، بشكل يجمع بين الانتخاب والتعيين، مما يتيح اختيار نصف أعضاء المجلس الوطني الاتحادي عبر انتخابات مباشرة من شعب دولة الإمارات. في عام 2009، أُعيد انتخاب الشيخ خليفة بن زايد رئيساً لدولة الإمارات، وقد تعهد بمواصلة تنفيذ استراتيجيات طموحة للتنمية السياسية، والإدارية، والاقتصادية، والاجتماعية والثقافية التي كان قد بدأ فيها. وكان لقيادته الرشيدة، واهتمامه بمصالح الدولة الاتحادية الفضل في تجاوز الأزمات المالية، والإقليمية. وكان ظهور رئيس الدولة الراحل نادرا في الأماكن العامة منذ إصابته بجلطة في جانفي 2014، تاركا القيادة لأخيه غير الشقيق ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد، حيث قالت السلطات الإماراتية أن تدهوراً حاداً طرأ على صحة الشيخ بعد إصابته بسكتة دماغية، ولم تنجح الجهود الطبية بإنقاذه.