أخلت الولاياتالمتحدة سفارتها في الخرطوم، بينما أعلنت فرنسا بدء عملية إجلاء بدورها لمواطنيها ورعايا آخرين، في وقت تتواصل المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أكثر من أسبوع. وبدورها تعتزم تركيا إجلاء مواطنيها من السودان، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية التركية مساء السبت. أما وزير الخارجية الهولندي فوبكه هوكسترا فقد أعلن صباح اليوم الأحد أن بلاده انضمت إلى الجهود الدولية المبذولة لإجلاء الرعايا من السودان. وخلفت المعارك الشرسة الجارية في السودان منذ 15 أفريل بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، مقتل أكثر من 420 شخصا وإصابة 3700 بجروح، بالإضافة الى نزوح عشرات آلاف الأشخاص من أماكن المعارك نحو ولايات أخرى في السودان، أو في اتجاه تشاد ومصر. وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن فجر الأحد أن القوات الأمريكية "نفّذت عملية" لإخراج موظفين حكوميين أمريكيين من السودان. وأوضح مسؤول كبير في وزارة الخارجية جون باس أن "أكثر من مئة" شخص بينهم عدد من الدبلوماسيين الأجانب أخرجوا في عملية بواسطة المروحيات. لكن لم يتمّ إجلاء المواطنين الأميركيين الآخرين الذين يعدّون بالمئات في السودان، ولا عملية إجلاء مقرّرة لذلك "في الوقت الحاضر". وشارك أكثر من مئة من عناصر العمليات الأمريكية الخاصة في عملية الإجلاء التي ساهمت فيها ثلاث مروحيات من طراز "إيتش-47 شينوك" CH-47 Chinook توجهت من جيبوتي إلى إثيوبيا ثمّ إلى الخرطوم حيث بقيت لأقل من ساعة في المطار. ا وفي باريس، أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الأحد بدء "عملية إجلاء سريع" لمواطنين فرنسيين وبعثتها الدبلوماسية. ولفتت الخارجية الفرنسية إلى أن العملية ستشمل أيضا مواطنين أوروبيين وآخرين منحدرين من "دول شريكة حليفة"، دون أن تقدّم تفاصيل إضافية.
وقالت وزارة الخارجية التركية إنه تقرر في 23 أفريل، ضمان إعادة مواطنيها الموجودين في مناطق النزاع برا عبر المرور بدولة ثالثة" دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل. وبحسب الوزارة فإن الإجلاء سيشمل أيضا "رعايا دول ثالثة طلبوا المساعدة". ويعيش نحو 600 مواطن تركي في السودان. قال وزير الخارجية الهولندي فوبكه هوكسترا يوم الأحد إن بلاده انضمت إلى الجهود الدولية المبذولة لإجلاء الرعايا من السودان. وكتب هوكسترا على تويتر "عملية جارية تقوم بها عدة دول لإجلاء الرعايا من السودان. وتشارك هولندا مع فريق من الأردن. وسيبذلون كل ما في وسعهم لإخراج الهولنديين من هناك سالمين في أسرع وقت ممكن". كما اعلن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك الأحد أن الجيش البريطاني قام بإجلاء موظفي السفارة البريطانية وعائلاتهم من السودان في وقت تتواصل المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أكثر من أسبوع. وقال سوناك في تغريدة على تويتر "انهت القوات العسكرية البريطانية عملية إجلاء سريعة ومعقدة للدبلوماسيين البريطانيين وعائلاتهم من السودان وسط تصعيد كبير لأعمال العنف وتهديدات لموظفي السفارة".
وكانت السعودية أجلت أمس السبت أكثر من 150 شخصا من السعوديين ورعايا دول أخرى بحرا السبت، في أول عملية إجلاء معلنة لمدنيين من السودان منذ اندلاع المعارك. ونقلت القوات البحرية السعودية المدنيين عبر البحر الأحمر من بور سودان إلى جدة. وأشارت الخارجية السعودية الى أن الأجانب هم من 12 دولة. وأعلنت دول أجنبية أخرى أنها تستعد لإجلاء محتمل لآلاف من رعاياها. وتقوم أطراف عدة بينها الاتحاد الأوروبي، بإعداد خطط لذلك، بينما نشرت كوريا الجنوبية واليابان قوات في دول مجاورة استعدادا لعمليات إجلاء.