مع اقتراب موعد خروج أول سيارة "فيات" جزائرية الصنع، يسارع مجمع "ستيلانتيس" الخطى ليكون ضمن الآجال المحددة، خاصة وأنّ هذا المشروع يشكل حلم شريحة كبيرة من المواطنين، إذ ينتظرون منذ عدة سنوات عودة السيارات الجديدة للحظيرة الوطنية، مع إمكانية الحصول عليها عن طريق التقسيط عبر القروض البنكية باعتبارها منتجات تحمل صفة "المحلية". يتابع وزير الصناعة والإنتاج الصيدلاني علي عون شخصيا هذا الملف، عن طريق مجموعة من اللقاءات والاجتماعات مع المتعاملين المعنيين، آخرها استقباله وفدا من مجموعة "ستيلانتيس" للعلامة "فيات"، برئاسة مدير منطقة أفريقيا والشرق الأوسط، سمير شرفان، في إطار متابعة مدى تقدم مشروع تصنيع السيارات في الجزائر للعلامة "فيات"، أحد فروع المجموعة في طفراوي بولاية وهران. اللقاء سمح باستعراض دقيق لمدى تقدم مشروع وحدة تصنيع السيارات في الجزائر للعلامة "فيات"، بولاية وهران، قبل دخولها حيز التشغيل نهاية عام 2023، بالإضافة إلى تقديم آفاق خطة التطوير الخاصة بالمجمع، لاسيما فيما يعلّق بالاستثمارات، المناولة، والتكوين، تحقيقا للشروط ذات العلاقة بنسبة الإدماج، إلى جانب التصدير نحو الأسواق الخارجية في مراحل لاحقة ضمن إستراتيجية المجمع والحكومة الجزائرية لرفع حجم الصادرات خارج المحروقات. وتحقيق لهذه الأهداف، أكد وزير الصناعة علي عون على دعم ومرافقة المصالح المختصة لقطاعه لهذا المشروع الاستراتيجي الهيكلي، داعيًا "ستيلانتيس - فيات" إلى احترام جميع التزاماتها وتسريع دخول وحدة إنتاج السيارات حيز الاستغلال بما ينفع التنمية الاقتصادية والصناعية للبلاد، وتلبية لطلب المواطنين على السيارات، لتحقيق هذه المعادلة التي تقوم على جزء متعلق بتطوير النسيج الصناعي الوطني من جهة، وإشباع احتياجات السوق والحظيرة المحلية من الجهة المقابلة. وكان مدير علامة فيات الجزائر، حكيم بوطهرة، قد أكد في تصريح أخير على تسريع وتيرة إنجاز المشروع للالتزام بالمواعيد المقررة في هذا المجال، وقدّر نسبة الأشغال الحالية ب 64 في المائة، متوقعا بأنّ يُسلم المصنع ليكون جاهزا للإنتاج قبل نهاية شهر أوت 2023، لتخرج أول سيارة "فيات 500" جزائرية الصنع في شهر ديسمبر من السنة الجارية، التزاما بالمواعيد المعلنة من طرف علامة "فيات"، تليها مرحلة ثانية لإنتاج نوعين آخرين من السيارات خلال الثلاثي الأول من سنة 2024. كما تعمل العلامة الإيطالية "فيات"، في انتظار صدور أول سياراتها من مصنع وهران، على توفير جزء من إنتاج العلامة الأم على مستوى الحظيرة الوطنية، حيث كشف حكيم بوطهرة عن تزويد السوق الوطنية بحوالي 12 ألف سيارة شهريا من علامة "فيات"، بداية من شهر الجاري وإلى غاية نهاية السنة الجارية، وذلك استجابة للطلب الكبير المسجل على سيارات العلامة الإيطالية، مشيرا إلى أنّ هذه الخطوة تندرج في إطار تلبية رغبة الزبائن الجزائريين الذين تنقلوا إلى مختلف نقاط البيع والعرض منذ الإعلان عن المشروع. وأوضح المتحدث أنّ فريق شركة "فيات" الجزائر يعمل على مدار الساعة دون انقطاع لضمان رفع قدرة تزويد السوق الوطنية من السيارات، خاصة وأنّ المصالح التجارية للمجموعة سجلت حوالي 20 ألف طلب في ظرف شهرين، من طرف الزبائن الجزائريين للحصول على سيارة العلامة الإيطالية "فيات"، الأمر الذي دفع مسؤولي الشركة لاتخاذ قرار رفع قدرات تزويد السوق الوطنية من السيارات.