باشر المقرر الأممي المعني بحرية التجمع السلمي وتكوين الجمعيات، كيلمنت نياليتسوسي فول، أمس، مهمته في الجزائر التي تمتد إلى غاية 26 سبتمبر الجاري بإجراء مقابلات مع رسميين وناشطين في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان، وستتوج المهمة بإعداد تقرير سيقدم إلى الدورة 55 لمجلس حقوق الإنسان الأممي. تعتبر الزيارة، التي أجلت عدة مرات، توجها جديدا من السلطات العمومية في الانفتاح على المقررين الأمميين الخاصين، يتقدمهم الضيف الذي خاطب الحكومة الجزائرية مرات عدة الأعوام الماضية. وضم جدول نشاطات المقرر في اليوم الأول لقاء مع ممثلين عن وزارة الخارجية ووفد عن المجلس الوطني لحقوق الإنسان في الصبيحة وناشطين وممثلين عن جمعيات في المساء، فيما يرتقب لقاء ممثلين عن المعارضة البرلمانية في قادم الأيام. وتهدف المهمة، حسب مكتب المقرر الأممي لحرية التعبير والمقرر الخاص المعني بحرية التجمع السلمي وتكوين الجمعيات، إلى "تقييم الوضع والامتثال للحقوق المذكورة أعلاه، بما في ذلك الإطار القانوني المعمول به والتقدم المحرز والتحديات والفرص المتاحة لتعزيز الحقوق". ويتابع المبعوث في إطار مهمته عددا من القضايا مثل: التدابير الإجرائية والعملية لعقد التجمعات والاحتجاجات السلمية وتسهيل التجمعات السلمية من قبل المسؤولين عن إنفاذ القانون ومراقبة حقوق الإنسان أثناء التجمعات السلمية ووضع النقابات العمالية وتمويل الحملات السياسية (الانتخابات) وحالة الفئات الهشة وتدابير مكافحة الإرهاب والحق في حرية التجمع السلمي وتكوين الجمعيات. وأعلن أيضا أنه سيجري مناقشات مع المسؤولين الحكوميين والجهات الفاعلة في المجتمع المدني والصحفيين والمحامين ونقابات المحامين والنقابات العمالية وأي جهات فاعلة أخرى ذات صلة بهذا الشأن. وستتوج الزيارة بتقرير مؤقت يتضمن استنتاجات أولية وتوصيات يتعين على الجهات الفاعلة الحكومية وغير الحكومية تنفيذها، فيما سيتم تقديم التقرير الكامل عن المهمة في الدورة 55 لمجلس حقوق الإنسان، المقررة في جوان المقبل. وقبل الزيارة دعي ممثلو منظمات المجتمع المدني والجمعيات الناشطة وكل الفاعلين والناشطين وجميع أصحاب المصلحة المهتمين على المستوى الوطني لتقديم مساهماتهم ومعلومات ومقترحات بخصوص الممارسات الفضلى المرتبطة بممارسة الحق في حرية التجمع السلمي وتكوين الجمعيات. ومن المرتقب أن يقوم المقرر الأممي بزيارات خارج العاصمة وإجراء مقابلات مع المنظمات والشخصيات ذات الصلة الواجب لقاؤها والاطلاع على القضايا الأكثر استعجالا، التي تستدعي نقاشا أو توضيحا من طرف الحكومة. وشارك كيلمنت نياليتسوسي فول في أغلب المراسلات والمساءلات التي تلقتها الجزائر في الأعوام الأخيرة بخصوص نشاط الجمعيات والناشطين. ويرتقب في الفترة المقبلة دعوة الخبير المستقل المعني بحقوق كبار السن العام المقبل، فيما يرتقب استقبال المقرر الخاص بوضعية المدافعين عن حقوق الإنسان قبل أواخر العام الجاري وفق الجدول المؤقت لزيارات المقررين الخاصين للأمم المتحدة. وتوجد الخبيرة المستقلة المعنية بحقوق كبار السن، كلوديا ماهلر (النمسا)، على قائمة الخبراء الأمميين المدعوين أو المقبولة زيارتهم للجزائر. وتأمل الحكومة الجزائرية في السياق ذاته في تجاوب المقررين المعنيين بالحقوق الثقافية والحق في الغذاء والخبير المستقل المعني بحقوق الإنسان والتضامن الدولي لزيارة للجزائر، فيما تم منح الموافقة المبدئية لاستقبال مجموعة من المقررين، منهم الفريق المعني بالمفقودين وإمكانية زيارة الخبير المستقل المعني بإقامة نظام دولي ديمقراطي ومنصف. وفي لقاء سابق للرئيس عبد المجيد تبون مع الصحافة، جدد الرئيس رفضه وعدم اعتراف الدولة بالتصنيفات التي تصدرها منظمات غير حكومية، مشددا على أن "التصنيف المعتمد رسميا من قبل الجزائر هو تصنيف منظمة الأممالمتحدة لحيادية مؤسساتها".