استشهد عشرات الفلسطينيين وأصيب آخرون غالبيتهم من الأطفال والنساء في قصف إسرائيلي لعدة منازل ومبان في مدينة غزة ومخيم النصيرات ومدينة رفح، ما أدى إلى ارتفاع عدد الشهداء إلى أكثر من 31 ألفا و500 شهيد، في ظل مواصلة جيش الاحتلال الصهيوني ارتكابه المجازر يوميا في القطاع المحاصر الذي يعاني أهله أوضاعا إنسانية كارثية وغير مسبوقة. في اليوم الثاني والستين بعد المائة من العدوان الصهيوني الوحشي على غزة وسادس أيام شهر رمضان المبارك، واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي استهداف منازل المدنيين العزل في مناطق عدة بالقطاع، حيث قالت وزارة الصحة بغزة إن الاحتلال ارتكب 7 مجازر خلال 24 ساعة، أسفرت عن سقوط أكثر من 60 شهيدا و100 جريح، معلنة ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان إلى 31 ألفا و553 شهيدا فلسطينيا منذ شهر أكتوبر الماضي، بينما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات يمنع الاحتلال طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم. وقصفت قوات الاحتلال، أول أمس، مبنى مكونا من 7 طوابق يؤوي نازحين قرب مستشفى الشفاء في مدينة غزة، ما أدى لاستشهاد وإصابة العشرات وما زال عدد كبير منهم تحت الأنقاض، كما قصفت منزلا مأهولا في شارع الجلاء بمدينة غزة، فيما استشهد 5 أشخاص على الأقل وأصيب آخرون في استهداف قوات الاحتلال منزلا في حي التفاح بمدينة غزة، فضلا عن عدد من الشهداء في قصف طال منزلا في حي النصر بالمدينة. أما في مخيم النصيرات وسط القطاع، فقد قصفت مدفعية الاحتلال منزلين ما أسفر عن سقوط 36 شهيدًا على الأقل وإصابة عدد آخر، وفق ما نقلت التقارير الإعلامية. كما قصفت مدفعية الاحتلال عدة مواقع في بلدة بيت حانون شمال القطاع وأطلقت قنابل مضيئة في سماء البلدة، كما قصفت قوات الاحتلال منزلًا مأهولًا في رفح، ما أدى لاستشهاد 3 أشخاص على الأقل. وأدى استمرار العدوان الصهيوني على قطاع غزة إلى كارثة إنسانية فاقت الوصف، حيث أكد ممثل صندوق الأممالمتحدة للسكان في فلسطين، دومينيك ألين، أول أمس الجمعة، أن الوضع في غزة كابوس وأكثر بكثير من مجرد أزمة إنسانية، وتحدث من القدسالمحتلة بعد أيام من مغادرته غزة، موضحا أن "الوضع في القطاع يفوق الكارثة"، مضيفا أن "الأمر أسوأ مما أستطيع أن أصفه". وشدد ممثل صندوق الأممالمتحدة للسكان في فلسطين بعد لقائه بالعاملين في مستشفى الصباح شمال غزة على أنهم "يواجهون زيادة حالات الولادة المعقدة إلى الضعف تقريبا"، وهو ما يعني الحاجة إلى مزيد من الرعاية الصحية، مشيرا إلى أن "ذلك يعود - حسب العاملين في المستشفى - إلى سوء التغذية والجوع والجفاف والضغط الناجم عن الخوف الذي لا يزال سائدا في كل مكان".
مواليد بأحجام غير طبيعية
كما أكد المتحدث أن الأطباء في غزة ما عادوا يرون مواليد بحجم طبيعي، لافتا إلى أن 180 امرأة يلدن يوميا في القطاع المدمر فيما يعانين الجوع والجفاف، وأشار إلى أن الأطباء أصبحوا يرون عددا أكبر من وفيات الأطفال حديثي الولادة بسبب معاناة أمهاتهم الحوامل نتيجة سوء التغذية والخوف والنزوح المتكرر. وأضاف أن "الأحرى بأولئك الأمهات أن يحضن أطفالهن بين أذرعهن وليس في أكياس الجثث". وأشار أيضا إلى الافتقار لوسائل التخدير التي تحتاج إليها الحوامل ممن يخضعن لولادة قيصرية وأن العاملين في المستشفى يواجهون زيادة في حالات الولادة المعقدة، وهو ما يعني الحاجة إلى مزيد من الرعاية الصحية، منددا برفض السلطات الإسرائيلية السماح بمرور شحنات مساعدة تابعة للأمم المتحدة، مجددا الدعوة إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية والوصول الآمن دون عوائق ودون قيود لتقديم الدعم الإنساني المطلوب على نطاق واسع. من جهتها، أفادت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" بأن طفلا من كل 3 أطفال دون السنتين من العمر في شمال قطاع غزة يعاني من سوء التغذية. وأضافت الوكالة على منصة "إكس" أن سوء التغذية ينتشر بسرعة بين الأطفال وأنه يصل إلى مستويات غير مسبوقة في غزة، مؤكدة أن المجاعة تلوح في الأفق. بدوره، وصف الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، جاغان تشاباغين، الوضع الإنساني في غزة بأنه "يتجاوز الكارثي". وأضاف أن "المدنيين يواجهون مستوى غير مسبوق من الإهانة والبؤس والمعاناة"، مشيرا إلى أن "الوضع الصحي على شفا الانهيار مع مواجهة المستشفيات ظروفا يائسة"، مؤكدا أن "أزمة الغذاء المتصاعدة تتفاقم في وضع بالغ الخطورة مع بدء شهر رمضان"، مشيرا إلى أن "عددا لا يحصى من الناس ليس لديهم ما يفطرون عليه". ووفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، فإن مستويات سوء التغذية بين الأطفال في شمال غزة مرتفعة للغاية، حيث أفادت التقارير بأن ما لا يقل عن 23 طفلا قد لقوا حتفهم بسبب سوء التغذية والجفاف في شمال غزة. وكان المفوض العام ل"الأونروا" فيليب لازاريني، قال في تغريدة على منصة "إكس" في وقت سابق "إنه أمر مذهل، إذ أن عدد الأطفال الذين تم الإبلاغ عن مقتلهم فيما يزيد قليلا عن 4 أشهر في غزة أعلى من عدد الأطفال الذين قتلوا في 4 سنوات من الحروب في جميع أنحاء العالم مجتمعة".