الأمن الغذائي شمال غزة بلغ مرحلة حرجة أشار، أمس، تقرير أصدرته وكالة غوث وتشغيل اللاجئين «الأونروا» إلى أن الأمن الغذائي في شمال وادي غزة وصل مرحلة حرجة، نظرا للقيود الكبيرة التي يفرضها الاحتلال على إيصال المساعدات الإنسانية، وأشار تقرير الوكالة رقم 79 حول الوضع في غزة والضفة الغربية إلى أن 51 بالمائة من البعثات التي كان مخططا لها من قبل الأونروا والشركاء في المجال الإنساني لإيصال المساعدات وإجراء تقييمات إلى المناطق الواقعة شمال وادي غزة تم منع وصولها من قبل سلطات الاحتلال. وأوضح تقرير الوكالة بأن عدد الشاحنات التي تدخل غزة أقل بكثير من العدد المستهدف البالغ 500 شاحنة يوميا، وتحدث التقرير عن وجود صعوبات كبيرة في إدخال الإمدادات عبر معبر كرم أبو سالم ورفح، وأفادت مجموعة الأمن الغذائية حسب التقرير بأن الإمدادات الغذائية الثابتة لخدمة جميع السكان لا تزال تعوقها عمليات إغلاق الحدود المتكررة، وكشف نفس التقرير عن تضرر 153 منشأة تابعة للأونروا جراء قصف جيش الاحتلال ، وذكرت ذات الوكالة بأن عدد الشهداء الذين سقطوا في المراكز والملاجئ التابعة لها بلغ 396 شهيدا وأصيب 1383 آخرين، كما أن عدد اللاجئين الذين يحتمون في مراكزها يقدر ب 1.7 مليون نازح، وبسبب الوضع الأمني وأوامر الإخلاء الصادر عن قوات جيش الاحتلال لا يزال هناك ما بين 150 إلى 155 منشأة تابعة للأونروا تؤوي نازحين، وتعاني هذه الملاجئ حسب نفس الوثيقة من الاكتظاظ الشديد. وفي سياق استهداف الاحتلال الصهيوني للمنظومة الصحية، كشف تقرير وكالة الأونروا عن إحصاء 7 مراكز صحية فقط تعمل من مجموع 22 مركزا تابعا لها، كما لايزال 642 موظفا في مجال الرعاية الصحية يعملون في المراكز الصحية السبعة المتبقية. وفي سياق الحديث عن الوضع الإنساني بشمال غزة تحدثت تقارير إعلامية عن ارتفاع حالات الوفيات في محافظة شمال غزة بسبب الجفاف وسوء التغذية، خاصة لدى الأطفال، كما تشتد المجاعة بشكل لافت وسط السكان بعد 5 أشهر من العدوان الصهيوني المتواصل على القطاع وحصار محافظة الشمال ومدينة غزة، ومنع وصول المساعدات الغذائية والتموينية، وأكد السكان بأن كل المؤونة التي كانت متوفرة بما فيها أعلاف الحيوانات التي اضطروا لأكلها بعد غياب الطحين نفدت، ولا يجدون اليوم ما يأكلون، مؤكدين بأن الوضع الإنساني يشتد ويتدهور بشكل مقلق، وناشد سكان محافظة شمال غزة العالم والدول العربية والإسلامية والمنظمات الإنسانية والأممية إلى التدخل العاجل لإنقاذهم من المجاعة والظروف الإنسانية السيئة التي يعيشونها في ظل استمرار العدوان الصهيوني ومنعه دخول المساعدات إليهم. وفي هذا الإطار أشار التقرير اليومي الصادر عن المكتب الإعلامي لحركة حماس في غزة إلى أن حياة 700 ألف مواطن مهددة بسبب سياسة التجويع والتعطيش والضغط على المدنيين والأطفال والنساء التي يمارسها الكيان الصهيوني ضمن مخططاته المكشوفة الهادفة إلى التهجير القسري لسكان غزة، كما لم يكتف الاحتلال بمنع المساعدات عن الدخول للقطاع، بل وصل به الحال إلى قصف شاحنات تحمل مساعدات موجهة للمدنيين الأبرياء، كما يواصل جيش الاحتلال حجز قافلة مساعدات تابعة لمنظمة الصحة العالمية تحمل مؤونة ومواد طبية بمحيط مستشفى خانيونس الذي اقتحمه وحوله إلى ثكنة عسكرية، وفي نفس الوقت لم يكتف الاحتلال بتجويع الفلسطينيين، بل وصل به الحد إلى قصف مواطنين بشمال غزة خرجوا للبحث عن الطعام لعائلاتهم، كما استهدف تجمعات لمواطنين ينتظرون وصول مساعدات، وسقط عشرات الشهداء في جرائم مروعة. الاحتلال يستهدف مستشفى الجزائر التخصصي استهدف أمس جيش الاحتلال الصهيوني مستشفى الجزائر التخصصي في عبسان بخانيونس، وأشار التقرير اليومي للمكتب الإعلامي لحركة حماس في غزة إلى أن الاحتلال استهدف المستشفى بالقصف العنيف وإطلاق نيران القناصة بمحيطه، ويأتي استهداف الاحتلال لمستشفى الجزائر بعد ثلاثة أيام من اقتحامه لمستشفى ناصر بخانيونس الذي حوله إلى ثكنة عسكرية، وقام باعتقال العشرات من الكوادر الطبية والنازحين بمن فيهم مرضى اعتقلهم من أسرة العلاج، كما قام المحتل بتجريف مقبرة جماعية لشهداء العدوان، استحدثت في ساحة المجمع بسبب الحصار المفروض عليه وفي نفس الوقت يواصل الاحتلال حصاره لمستشفى الأمل واستهدف أمس الطابق الثالث. وعلى صعيد التطورات الميدانية في غزة نفذت طائرات الاحتلال الصهيوني غارات على منازل المواطنين المأهولة خصوصا في دير البلح واستهدف أمس منزلا مكتظا بالنازحين، ما أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات جلهم من الأطفال والنساء، كما قصف جيش الاحتلال منزلا في جباليا، مما أدى إلى وقوع مجزرة. من جانب آخر اعتبرت حركة حماس أمس تبني حكومة الإرهاب الصهيونية تقييد دخول فلسطيني الداخل المحتل إلى المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، إمعانا في الإجرام الصهيوني والحرب الدينية التي تقودها مجموعة المستوطنين المتطرفين في حكومة الاحتلال الإرهابية ضد الشعب الفلسطيني، والانتهاك لحرية العبادة في المسجد الأقصى المبارك، ودعت الحركة الشعب الفلسطيني في الداخل المحتل والقدس والضفة المحتلة إلى رفض هذا القرار الإجرامي، ومقاومة عنجهية الاحتلال، والنفير وشد الرحال والرباط في المسجد الأقصى، وحذرت الحركة العدو المجرم من أي خطوات عدائية تجاه المسجد الأقصى وقالت بأنها لن تمر دون محاسبة.