التزم المرشحون للرئاسيات القادمة بإعادة النظر في توزيع الثروات حتى يستفيد منها المواطنون بطريقة عادلة، وذلك وفق مخططات ورؤى جديدة، أساسها "استحداث تقسيم إداري يضمن المنفعة المتعادلة بين مختلف مناطق البلاد.. وضخ موارد جديدة من أجل دعم الفئات الهشة". منذ بداية الحملة، تطرق المرشحون الثلاثة إلى مسألة التوزيع العادل للثروات، وكان من أبرز تلك الالتزامات ما جاء على لسان المرشح الحر عبد المجيد تبون في وهران، قبل يومين، حينما قال "الكل يأخذ حقه من هذه البلا "، مشددا أنه سيركز أكثر في العهدة القادمة على تحسين معيشة وتعزيز حقوق المعوزين وذوي الهمم.. كما التزم بالاهتمام أكثر بفئة المتقاعدين والمسنين، قبل أن يشدد بنبرة الواثق بأنه سيعمل على ترقية حقوق المرأة الماكثة في البيت، وهي فئات ستحظى حسبه "بالرعاية خلال العهدة القادمة". من جهته، أكد إبراهيم مراد، مدير الحملة لعبد المجيد تبون، خلال نشاطاته، أن تبون إذا ما جدد فيه الجزائريون والجزائريات الثقة لعهدة ثانية، فإنه سيعمل على "دعم الاقتصاد، من أجل تأسيس دولة عصرية تكون في مستوى تطلعات المواطنين"، لافتا إلى ضرورة مساندته لأنه "زرع الخير وسيعمل على تعميمه على كافة ربوع الوطن، بالإضافة إلى تركيزه على ضمان التوازنات بين كل المناطق الوطن في مجال التنمية". وأكد أن البرنامج الانتخابي للمترشح الحر يتضمن "إعادة النظر في التقسيم الإقليمي للولايات"، بهدف "تقريب المواطن من مركز القرار". من جهتهم، دعا عدد من رؤساء أحزاب داعمة للمترشح الحر إلى أهمية التصويت لصالحه، بهدف استكمال ورشات الإصلاحات التي تعرفها الجزائر على الأصعدة الاقتصادية، السياسية والاجتماعية، لافتين إلى أن برنامج الرئيس يشمل العمل على ضمان التوزيع العادل للثروات. أما مرشح حركة مجتمع السلم، عبد العالي حساني شريف، فقد تطرق في تجمعاته في جنوب البلاد، للأهمية التي يوليها برنامجه لتنمية المناطق الحدودية، باعتبارها "عاملا أساسيا لتثبيت الاستقرار الاجتماعي"، لافتا إلى أن برنامجه الانتخابي القائم على تقييم وتشخيص دقيق للواقع الاقتصادي والاجتماعي، يعمل على تدارك النقائص، وبعث المشاريع الفلاحية والصناعية والسياحية، مع الاستثمار في العنصر البشري بما يلبي طموحات سكان كل منطقة من الوطن، مبرزا أهمية التوزيع العادل للثروة، من خلال "القضاء على البيروقراطية والمحسوبية والتعسف الإداري". وأكد حساني شريف عبد العالي، أيضا، أن برنامجه يقوم على إرساء عدالة اجتماعية حقيقية وتوزيع عادل للثروة. ووعد حساني شريف بأن يحرص، في حال انتخابه رئيسا للجمهورية، على "ترقية الاستثمار في عديد المجالات، وفي مقدمتها الفلاحة والصناعة ومنح الفرصة للشباب والمرأة للمشاركة في بناء اقتصاد غني ومتنوع". ولفت إلى أن برنامجه الذي أعد بعد دراسة معمقة، يهتم ب"تحرير التجارة ومراقبة الأسعار، بهدف دعم القدرة الشرائية للمواطن البسيط، إلى جانب توفير الخدمات والهياكل الكفيلة بتلبية حاجياته". وفي هذا الإطار، أكد حساني شريف على ضرورة إنشاء وزارة مكلفة بالتخطيط والاستشراف، تقوم بإعداد مخططات للتنمية، وتحرص على التوزيع العادل للثروات. وتعهد، في هذا الصدد، برفع القيود عن إنجاز المشاريع والقضاء على البيروقراطية، إلى جانب توفير الظروف الملائمة لإدماج البطالين في مناصب عمل، ومراجعة المنح تحقيقا للعدالة الاجتماعية. وبدوره، يراهن مرشح جبهة القوى الاشتراكية، يوسف أوشيش، على إعادة هيكلة الاقتصاد الوطني عبر إنشاء أقطاب صناعية وفلاحية، بإنهاء التبعية للمحروقات، وخاطب المواطنين في تجمعاته ونشاطاته الجوارية مؤكدا أن الجزائر لديها كل المؤهلات لبناء اقتصاد متنوع ومتكامل، يراعي خصوصيات ومقدرات كل منطقة. وأكد أوشيش تمسك حزبه بالطابع الاجتماعي للدولة وعمله، في حال انتخابه رئيسا للبلاد، على تعزيز المكاسب المحققة في هذا المجال، ودعم الطبقات الهشة والضعيفة، باعتبار برنامجه الانتخابي رؤية للغد، يتضمن مشروعا متكاملا يحمل حلولا واقعية لانشغالات المواطن. ويتعهد مرشح حزب جبهة القوى الاشتراكية بحماية الثروات الوطنية من الاستغلال غير العقلاني حماية لحقوق الأجيال الصاعدة، قائلا إنه من غير المعقول، الآن، استغلال ثروات البلاد بمستويات كبيرة، مؤكدا التزامه بتشجيع المجالات الخلاقة للثروة، عبر اتخاذ جملة من الإجراءات.