رفضت مديرة منظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسف)، كاثرين راسيل، حضور جلسة طارئة، لمجلس الأمن الدولي، بطلب من الجزائر لبحث موضوع الأطفال الفلسطينيين، لاسيما في غزة. وبدأ مجلس الأمن، جلسة طارئة، مساء أمس الخميس، بناء على طلب من رئيس المجلس لشهر يناير، السفير الجزائري عمار بن جامع، بدعم روسي، وصومالي وباكستاني، لبحث موضوع الأطفال الفلسطينيين. واتصل السفير بن جامع، بممثلة (يونيسف) وحاول إقناعها بضرورة الحضور والمشاركة في الجلسة، إلا أنها رفضت. وبهذا الخصوص، انتقد السفير الروسي، فيسالي نيبنزيا، بعد أخذه الكلمة بالمجلس قرار رفض راسيل، الحضور، لتقديم إحاطة حول أوضاع الأطفال في غزة، حيث قال إن "رئاسة المجلس، ممثلة بالسفير الجزائري، اتصل بالسيدة راسيل وحاول إقناعها بضرورة الحضور والمشاركة في الجلسة، إلا أنها رفضت مرة أخرى، علما أنها لم تتردد بأن تقدم يوم 4 ديسمبر 2024 تحت الرئاسة الأمريكية إحاطة حول أطفال أوكرانيا، ولا نعرف هل أطفال غزة أقل قيمة من أطفال أوكرانيا". ومن جهة، قبل وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق عمليات إغاثة الطوارئ، توم فليتشر، الدعوة بسرعة لحضور الجلسة لتقديم إحاطة حول أوضاع غزة، علما أن قضايا الأطفال ليست من اختصاصه، مرحبا باتفاقية وقف إطلاق النار وشكر، قطر ومصر والولايات المتحدة على العمل على التوصل إلى الاتفاقية. وقال فليتشر "لقد قُتل الأطفال، وتضوروا جوعًا، وتجمدوا حتى الموت. لقد أصيبوا بالتشويه، أو اليتم، أو الانفصال عن عائلاتهم". وأضاف: "تشير التقديرات المحافظة إلى أن أكثر من 17000 طفل يعيشون بدون عائلاتهم في غزة. مات بعضهم قبل أن يتنفسوا أنفاسهم الأولى، هلكوا مع أمهاتهم أثناء الولادة. ويقدر أن 150 ألف امرأة حامل وأم جديدة في حاجة ماسة إلى الخدمات الصحية". وتابع فليتشر في إحاطته حول وضع الأطفال في غزة قائلا: "لقد فقد الأطفال مدارسهم وتعليمهم. أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة يكافحون من أجل الوصول إلى الرعاية التي يحتاجون إليها، وكثيرون غير قادرين على ذلك. لقد واجه العديد منهم العنف الجنسي. الفتيات اللاتي تحملن الإذلال الإضافي المتمثل في عدم القدرة على الوصول إلى الرعاية الشهرية، أصبحن عُرضة للخطر. ووفقًا لليونيسيف، يحتاج مليون طفل إلى دعم الصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي للاكتئاب والقلق والأفكار الانتحارية. لقد أصيب جيل بأكمله بالصدمة". وقال منسق الشؤون الإنسانية إن الأممالمتحدة وشركاءها يغتنمون كل فرصة يتيحها وقف إطلاق النار لتكثيف الاستجابة في مختلف أنحاء القطاع. واستمع المجلس بعد ذلك إلى إحاطة من الشابة الفلسطينية من غزة بيسان ناتيل، من "مؤسسة تامر للأطفال"، وهي كاتبة صغيرة تساعد الأطفال في غزة على الرسم ليعبروا عن مشاعرهم وأحلامهم. وقالت بيسان إن الحرب في غزة غيّرت حياة الأطفال الذين فقدوا بيوتهم. "طُلب من الناس أن يتوجهوا إلى جنوبغزة وما كدنا نصل إلى المكان الذي قيل لنا إنه آمن حتى بدأ القصف". وأضافت أنها تساعد الأطفال كي يرسموا أحلامهم ومعظم أحلامهم كانت تدور حول رسم بيوتهم ومدارسهم، وأن يأكلوا ويشربوا ويلعبوا مع زملائهم. لم يفهموا تلك التهديدات التي تحيط بهم. لقد شاهدوا أشياء مرعبة أثناء رحلة التهجير وكذلك عندما وصلوا إلى أماكن التهجير. وتحدثت بيسان عن الطفل غازي الذي رسم عندما وصل إلى منطقة النواصي مدرسة وبيتا، ورسم والده ونفسه وقد أكل من الطعام ما ملأ بطنه، لكنه استشهد هو ووالده هناك. وهذه قصة كثير من الأطفال الذين فقدوا عائلاتهم. كما روت قصة ليان (12 سنة) التي كانت في ملجأ مع عائلتها ثم أحاط بهم الجنود ورأت زوجة عمها تقتل أمامها ثم طلب منها أن تغادر. "كان عندنا راديو نتابع الأخبار وكنا ننتظر جلسات مجلس الأمن ونسأل هل سيعلن وقف إطلاق النار؟ هل ستتوقف المجازر؟ هل ستصل المساعدات؟. عدد من الأطفال في مستشفى المعمداني، كانوا يلعبون مع الفنان محمد الذي كان يغني لهم. كلهم قتلوا في المعمداني، وهناك قصص شبيهة في مستشفى الشفاء". وقالت: "كل يوم كنا نخسر أصدقاء لنا، كنا ننام تحت طنين الطائرات ولا نعرف هل سنعيش أم لا، وكنا ننتظر مجلس الأمن لعله يعلن وقف إطلاق النار. الآن أعلن وقف إطلاق النار. فهل سنعيش، هل ستمر هذه الأزمة. أليس من أولى حقوق الإنسان الحق في الحياة. 470 يوما من القتل. لقد خسرنا معنى الزمن والوقت فقط ننتظر ونسأل: هل سنعيش؟ هل سنعود الآن إلى حياتنا؟ هل سنسترد المقومات الأساسية لحياة الأطفال؟ هل سيعود الأطفال إلى مدارسهم يلعبون ويغنون ويدسون؟". "نحن لا نعرف كيف الحياة خارج غزة".