حظي فوز السفيرة، سلمى مليكة حدادي، بمنصب نائب رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي لمنطقة شمال إفريقيا، بعد تنافس حاد مع نظيراتها في كل من المغرب ومصر وليبيا، بإشادة كبيرة داخل الجزائر وخارجها. وقال رئيس مجلس الأمة، صالح قوجيل، إن فوز الجزائر انتصار دبلوماسي جديد. مؤكدا أن الأفارقة انتخبوا صوتهم الصادق في مجلس الأمن الدولي ضد الأوليغارشيا ودعاية الخصوم، قائلا: "انتخاب الجزائر يعد لبنة أولى لتجسيد شعار رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون "إفريقيا هي المستقبل"، كما كتب إبراهيم بوغالي، رئيس المجلس الشعبي الوطني، على حسابه عبر منصة إكس "إيمان إفريقيا بالفعل الدبلوماسي الجزائري يتعزّز بانتخاب سعادة السفيرة سلمى مليكة حدادي، نائبا لرئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي". وأضاف ب "هنيئا لها هذا التتويج المستحق وألف مبروك للجزائر ولأشقائنا الأفارقة على هذا الاختيار". والمفوضية هي لجنة تقوم بدور الأمانة العامة للاتحاد الإفريقي، مؤلفة من عشرة مفوضين وموظفي دعم، ويقع مقرها الرئيسي في أديس أبابا بطريقة مماثلة لنظيرتها الأوروبية. المفوضية الإفريقية يقع على عاتقها مسؤولية الإدارة وتنسيق أولويات مهام الاتحاد وتوفير الدعم التشغيلي لجميع أجهزة الاتحاد الإفريقي، مساعدة الدول الأعضاء في تنفيذ برامج الاتحاد الإفريقي، صياغة المواقف المشتركة للاتحاد الأفريقي وتنسيق إجراءات الدول الأعضاء في المفاوضات الدولية، مع إدارة ميزانية الاتحاد الأفريقي وموارده وغيرها من المهام. تتألف المفوضية من رئيس ونائب رئيس وستة مفوضين، بالإضافة إلى الموظفين، وتنتخب الجمعية رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي ونائب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي. وينتخب المجلس التنفيذي ستة مفوضين من مفوضية الاتحاد الأفريقي، يتم تعيينهم من قبل الجمعية، وتستمر مدة عضوية أعضاء المفوضية أربع سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة. ويساعد الرئيس في تنفيذ مهامه، نائب للرئيس، لضمان حسن سير عمل المفوضية، وهو مسؤول عن الإدارة والمالية ويعمل النائب كرئيس في حالة غيابه. ويتم انتخاب نائب الرئيس من قبل الجمعية العامة لمدة أربع سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة، ويتم الانتخاب بالاقتراع السري وبأغلبية ثلثي الدول الأعضاء المؤهلة للتصويت، ولا يجوز أن يكون النائب من نفس المنطقة التي ينتمي إليها رئيس المفوضية. قال البروفيسور مبروك كاهي، أستاذ العلوم السياسة والعلاقات الدولية، في تصريح ل "الخبر"، "إن الجزائر حققت انتصارا دبلوماسيا مهما على مستوى القارة الإفريقية، يعكس الإرادة الحقيقية للدبلوماسية الجزائرية بالاهتمام أكثر بقضايا القارة الإفريقية كعمق استراتيجي كما جاء في مجلة "الجيش"، وهو ما يتجلى في كل تحركاتها على المستوى الثنائي أو في المحافل الدولية ومنها مرافعتها الدائمة من أجل إنهاء المظلومية التاريخية للقارة بمنحها عضوية دائمة في مجلس الأمن الدولي. كما لفت كاهي إلى حضور رئيس الجمهورية في أشغال القمة العادية ال38 لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي، كتعبير عن مدى التزام الجزائر بقضايا القارة والاستعداد الدائم للمساهمة الفعالة في اقتراح ودعم الحلول الكفيلة بمواجهة ورفع مختلف التحديات الراهنة في إطار من التعاون وروح التضامن بين دول الإتحاد الإفريقي، قائلا "إن مشاركة رئيس الجمهورية الموجّه الأول للسياسة الخارجية، تعكس هذا التوجه وتساهم بشكل كبير جدا في إنجاح هذه القمة". وأضاف كاهي أن الفوز أيضا يعكس "الرغبة الجزائرية تبوّء المناصب القيادية في المنظمة القارية، والعمل على تجسيد الرؤية الجزائرية لحل مشاكل القارة وتحقيق الأهداف التنموية". معتبرا أنه رسالة هامة لتلك الأطراف التي كانت ترى في تراجع الدور الجزائري، "والحقيقة فإن الفوز يبرز مدى ثقة الأفارقة في الدبلوماسية الجزائرية". بخصوص كيف تستفيد الجزائر من هذا المنصب، الجميع قال المتحدث "يدرك الأخطاء الجسيمة التي وقعت في عهدة المفوض السامي السابق، موسى فقي، بإعطاء صفة عضو مراقب للكيان الصهيوني دون العودة للآليات القانونية ومنح صفة ممثل اتحاد المغرب العربي، هذه الأخطاء سوف تعمل الجزائر على عدم تكرارها، من خلال منصب نائب المفوض السامي، كما ستعمل الجزائر على إيجاد حلول حقيقية للنزاعات المنتشرة في القارة ويساهم في دعمها عن قضايا القارة في المحافل الدولية ورسالة حقيقية للأطراف المشككة".