من الصعب أن تجد لاعبًا بهذا الطول ويمتلك هذه المهارة، هذا أول انطباع يُمكن أن تأخذه عن نجم سامبدوريا لموسم 2016/2017 باتريك شيك والذي يتصارع عليه يوفنتوس وإنتر في إيطاليا ويضع آرسنال وتوتنهام في إنجلترا المنظار ولو من بعيد عليه وعلى تطوره مع النادي البلوتشيركياتي. باتريك لاعب أنيق كإسمه، يجيد اللعب بالقدم اليسرى، تمريراته ذكية ولديه رؤية مختلفة للميدان عن بقية زملاءه في سامبدوريا، عاوة على ذلك فهو يُمكنه التموضع كرأس حربة وتسجيل أهداف من رأسيات. سريعًا ما حصل على أول استدعاء دولي له مع منتخب التشيك الأول بعد انتقاله للدوري الإيطالي، وقد سجل في موسمه الأول بالسيري آ وكوبا إيطاليا 13 هدفًا، وهو هدف يعتبر كبيرًا لمهاجم أجنبي في الدوري الإيطالي الذي لا يتيح الكثير من المساحات ولديه أعرافه.. تكون باتريك في أكاديمية سبارتا براج العريقة في جمهورية التشيك، لكنه لم يحصل على فرصة اللعب للفريق الأول فتطور وأظهر موهبة لاقت استحسان الكشافين الأجانب مع فريق بوهيميانز. وقد قال مدربه في ليجوريا ماركو جيامباولو "أحاول إشراكه بصورة أقل قدر استطاعتي، لكي أحافظ عليه من أعين الطامعين، لا أريد له أن ينتقل"، تُقدر قيمة العملاق التشيكي الصغير صحب ال187 سم بسبعة ملايين لكن هناك شرط جزائي في عقده بقيمة 25 مليون يورو. بمقارنته ببقية نجوم كرة القدم التشيكية الذين لعبوا في إيطاليا، نجد أن باتريك يتفوق على كاريل بوروسكي الذي لعب للاتسيو لعامين وسجل 5 أهداف فقط، أما بافيل نيدفيد فقد سجل في موسمه الأول مع لاتسيو 1996-1997 تسعة أهداف وإن كان مركزه هو الجناح. لكن فيما يتعلق برؤوس الحربة فهو كذلك أفضل بكثير من ليبور كوزاك الذي سجل 7 أهداف بقميص لاتسيو في أول مواسمه كأساسي في العاصمة الإيطالية، وحتى أشهر مهاجمي كرة القدم التشيكية في العقود الأخيرة "ميلان باروش" سجل 12 هدفًا في 42 مباراة مع الليفر في موسمه الأول بإنجلترا، وكان أغلب الموسم أساسيًا، مما يؤكد أن أرقام تشيك مع سامبدوريا مثيرة للاهتمام. أعتقد الكثيرين أن المهاجم التشيكي الذي وصل في يوليو 2016 مقابل 4 مليون يورو سيعيش نفس تجربة الكثير من اللاعبين الموهوبين الذين لا يأخذوا أي مساحة من المشاركة في عامهم الأول، ولكن تواجده في الدوريا أعاق استمرار صانع الألعاب أنتونيو كاسانو. وقد سبق لأنتونيو كاسانو نجم البلوتشيركياتي السابق أن قال عنه "أرى نفسي فيه، إنه لديّ نفس الطريقة التي أسدد بها، علمت هذا فورًا منذ شاهدته لأول مرة في التدريبات، نحن مختلفين في أشياء أخرى، فهو مهاجم أكثر مني، إنه أكثر اللاعبين موهبة في جيله". يملك شيك قدرة على اللعب خارج منطقة الجزاء، والسيطرة على الكرة في مساحات ضيقة وهو أمر لا يتوفر كثيرًا عند اللاعبين طوال القامة، كما أنه يراوغ المدافعين ويعرف كيف يجيد استخدام مهاراته في إعطاء متنفس للفريق. ولأنه لاعب لديه صفات فنية وسرعة تُمكنه من اقتلاع المركز الأساسي بسهولة، كما أن نسبة تسجيله نظرًا لعدد الدقائق التي لعبها هائلة، فالإحصائيات تقول أنه يُسجل هدفًا في كل 116 دقيقة ولذا ليس من المستغرب أن يصبح باتريك مُغريًا للعديد من الأندية الكبرى في الكرة الأوروبية، واصل شيك الإبهار بتسجيله لهدف على طريقة النجم الهولندي الكبير دينيس بيركامب في مباراة سامبدوريا الأخيرة على ملعبه "لويجي فيراريس" في مرمى كروتوني. من الناحية التكتيكية لم يجد شيك صعوبة في الانخراط بأفكار المدرب ماركو جيامباولو الذي يلعب بطريقة ال4-3-1-2، فهو يُدافع بسبعة لاعبين ولا يُكبل الثنائي الهجومي خاصةً "سواء كان يشارك كوالياريلا-مورييل" أو يدخل هو مكان أحدهما، فالعمل الهجومي يعتمد بالأساس على السرعة والتفاهم ما بين خطي الوسط والهجوم. من ناحيته قال الرئيس ماسيمو فيريرو أن باتريك شيك سيصبح "وحشًا حقيقيًا" مع فريقه الليجوري في حالة رفضه الانتقال ليوفنتوس والاستمرار لموسم آخر مع الفريق "إنه موهبته لا حدود لها، فهو بارد في الملعب وذكي، وأراه يتطور من أسبوع لآخر، أريد أن أتحدث مع وكيل أعماله لإلغاء بند الشرط الجزائي، فأنا أريد تجنب السخرية -موضحًا أن قيمة اللاعب تبدو أعلى بكثير من الشرط الجزائي-، مغادرته للسامب الآن ستكون لها نتائج عكسية على الولد".