انتهت أمس تصفيات كأس العالم عن منطقة إفريقيا مسفرة عن تأهل خمس دول، أربع منها جديدة لم تكن حاضرة في كأس العالم الماضية، قائمة المتأهلين عن القارة السمراء عرفت تواجد ثلاثة أسماء عربية هي مصر المتأهلة سلفا، تونس والمغرب ما جعلنا نلقي بإطلالة على تشكيلة الفرق السابقة والسياسات التي تعتمدها مقارنة مع سياسة زطشي ومدربه ماجر، منذ تولي الثنائي خاصة زطشي مهام قيادة الفاف . مصر تخلت عن فكرة المحليين و 14 من أصل 23 لاعبا ينشطون خارج مصر البداية بمصر والتي يتغنى بها ماجر في كل مرة ويضرب بها المثل بخصوص الاعتماد على المحليين، ما لا يعرفه ماجر أن الاتحادية المصرية قررت الاعتماد على المحترفين، لأن مدرب الفراعنة يدرك أن الاحتكاك مع الأندية الأوروبية الكبيرة وحده كفيل بضمان التأهل، ما لا يعرفه ماجر أيضا أن تشكيلة مصر التي لعبت التصفيات عرفت تواجد 14 محترفا من أصل 23 كما أن ثلاثة لاعبين مروا على الاحتراف فيما مجوعه 17 لاعبا من أصل 23 . 21 من أصل 23 لاعبا مغربيا ينشطون خارج المغرب رغم أن الوداد بطل القارة المنتخب الثاني الذي حقق التأهل هو المنتخب المغربي، هذا الأخير وكعادته في السنوات العشر الأخيرة اعتمد على المحترفين أو بالأحرى المغتربين، تشكيلة المغرب التي قهرت الفيلة سهرة السبت، وضمنت التأهل بعد 20 سنة من الغياب عرفت تواجد لاعبين فقط ينشطون في الدوري المحلي، ويتعلق الأمر بلاعبي الوداد بن شرقي وأحمد رضا تاغنوتي وبالمناسبة هما بديلان، فرغم أن الوداد بطل القارة لم نجد من ضمن لاعبيه أي لاعب أساسي، ورونار يعتمد كل الاعتماد على اللاعبين المحترفين خارج المغرب، يذكر أن لاعبي المغرب ال21 المحترفين كلهم من مواليد القارة العجوز . كل لاعبي المنتخب النيجيري محترفون وروهر لا يعترف بالدوري المحلي ثالث المنتخبات المتأهلة عن القارة السمراء المنتخب النيجيري، هذا المنتخب نعرفه جميعا لكن ما لا يعرفه ماجر أو ربما يرغب في تجهاله أن كل لاعبيه محترفون، فعدا الحارس البديل كل اللاعبين ينشطون في أوروبا، أغلبهم مغتربون من مواليد إنجلتراوفرنسا وغيرها، روهر وفي تصريح سابق قال أنه لا يعترف بالدوري المحلي، لأن اللاعبين الأقوياء فقط هم المخولون بمساعدة نيجيريا على التأهل حتى لو كانوا بدلاء في صورة إيبوي، موسى وإياناتشو أو من دون نوادي، كما حدث مع ميكال أو في دوريات ضعيفة مثل إيغالو . كل لاعبي المنتخب السنغالي محترفون وسيسي سيسعى لضم لاعبين مزدوجي الجنسية قبل المونديال المنتخب الرابع هو المنتخب السنغالي، مدرب الأسود الجموحة أليو سيسي اللاعب السابق في المنتخب لم يختر سياسة ماجر حين عيّن على رأس العارضة الفنية بل اختار الاعتماد على المحترفين وأبناء الجالية السنغالية خاصة في فرنسا، حيث سعى لإقناع لاعبين كثر بتقمص ألوان السنغال مثل بالدي ومباي نياغ وغيرهم، سيسي احتار أن يضم 23 لاعبا من أصل 23 كلهم ناشطون في أوروبا، ورغم الخيبات الكثيرة لهذا المنتخب في الفترة السابقة، إلا أن الاتحادية لم تحد عن سياستها لغاية تحقيق الهدف وهو العودة لكأس العالم بعد غياب 16 سنة . تونس الاستثناء ومن حسن حظها وقعت في مجموعة سهلة عكس المنتخبات الأربع السابقة الذكر نشير إلى أن تونس هو المنتخب الوحيد الذي يعتمد على المحليين وضمن التأهل للمونديال، تشكيلة تونس التي لعبت التصفيات ضمت ستة محترفين فقط كلهم يلعبون في أندية متواضعة في فرنسا وبلجيكا، أما الغالبية العظمى من اللاعبين فهم من النجم، الترجي، الصفاقسي وغيرها، لكن لا بد من الإشارة أيضا إلى أن تأهل تونس كان فيه الكثير من الحظ لأن منتخبات الكونغو، وليبيا وغينيا ليست بالمنتخبات التي تنافس على كأس العالم، ولو وقع هذا الرباعي في مجموعة من مجموعات الكان لوصفت بالمجموعة الأضعف.