سيخلف الكاميروني عيسى حياتو نفسه اليوم على رأس الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم، وهذا للمرة السابعة على التوالي، حيث سيخوض ابن مدينة غاروا العهدة الأخيرة له ليفسح المجال لصراع خفي بين أصحاب المصالح الضخمة في عالم كرة القدم الإفريقية، للتنافس على مقعد يسيل اللعاب ويثير «النزوات» بعدما جعل حياتو الكاف مؤسسة مالية ضخمة تسير بمتطوعين يستفيدون أكثر من الموظفين بفضل حقوق بث كؤوس إفريقيا للأمم وعقود السبونسور والتموين بالعتاد الرياضي ومداخيل تطوير الكرة من خزينة الفيفا وغيرها من الأموال التي لم يكن يحسب لها شيئا في عهد سابقيه من ذلك الإثيوبي تيسيما. ولأن حياتو قالها صراحة « لن أزيد بعد هذه العهدة» ولأن القيل والقال يؤكد بأن الحالة الصحية للكاميروني لن تسمح له بمواصلة ترؤس الكاف أكثر من سنتين، فإن الصراع الخفي القائم حاليا في دواليب الكاف بدأ يأخذ حيزه في إفريقيا وخارجها وبين طموحات الجنوب إفريقيين المدعمين بقوى المال من إنجلترا وهولندا والقوة الحالية للفرانكوفونيين الذين عززوا موقع الكاف بفضل خط يانودي داكار وبماكو وليبروفيل وغيرها نجد تحرك الأنجلوفونيين بقيادة النيجيريين والغانيين الذين يريدون مكانة تحت الشمس وفي خضم كل ذلك نجد بلدان شمال إفريقيا الذين تكتلوا وراء الجزائري محمد روراوة ويرون فيه الرجل الأنسب لخلافة حياتو رغم أنهم يؤكدون بشكل غير رسمي بأن تولي رجل أبيض رئاسة الكاف صعب للغاية، بحكم أن الأفارقة يصرون على الدفاع عن بشرتهم الطبيعية من خلال رئاسة الكاف التي لا يمكنهم أن يرونها بلون أبيض. ومن دون شك طموحات الرئيس الجزائري واضحة حتى وإن كانت غير معلنة لأن روراوة وهاني أبوريدة والفاسي الفهري ورفاقهم يدركون حجم الصعوبات التي قد يجدونها من قبل مؤيديهم السود في إقناع الجمعية العامة بمنح كرسي الرئاسة لشخص أبيض بعدما تولى هذه المسؤولية مصري في السابق . ولأن كل هدف انتخابي يتطلب تكتيكا وتخطيطا مسبقا فإن بلوغ سدة الحكم في الكاف من قبل رجل أبيض مثل روراوة يحتاج لتدبير وحنكة وحجة في الإقناع السياسي والرياضي و»الحاج» يعرف ذلك جيدا ويعلم من أين تؤكل الكتف.