تمكن فريق مولودية وهران من تحقيق تأهل كبير للدور نصف النهائي من منافسة السيدة الكأس. وهو التأهل، الذي كان له طعم خاص، لأنه تحقق أمام الجار و الغريم التقليدي وداد تلمسان و بملعب الحبيب بوعقل. خاصة و أن الفريق الوهراني كان الأحسن مؤكدا، مرة أخرى، أنه من الصعب أن تنافس «الحمراوة» بملعب الحبيب بوعقل، الذين وجدوا ضالتهم فيه ولحد الآن ثلاثة فرق دفعت الثمن غاليا، في انتظار البقية والأربع مباريات المتبقية بهذا الملعب قبيل نهاية الموسم (ثلاثة في البطولة وواحدة في منافسة الكأس). أعاد التأهل على حساب الوداد الأفراح لأنصار الفريق، الذين بقوا منذ مواسم عدّة لا يتحدثون سوى عن شرف تحقيق البقاء وكذلك مهازل مختلف الإدارات التي تعاقبت على الفريق، لتأتي ساعة الفرج للفريق ويبدأ من جديد يحلم بالتتويج بالسيدة الكأس بعد سنين عجاف، وآخر تتويج كان له سنة 1996. الفريق في تحسن والمنافسة بين اللاعبين تتزايد كما صرح لنا، المدرب سليماني بعد نهاية اللقاء، الشيء الإيجابي ليس فقط الفوز والتأهل بل أيضا الأداء الجيد الذي ظهر به الفريق، رغم بعض النقائص، حيث أن أداء التشكيلة في تحسن مستمر، خاصة بداخل الديار و المولودية ستلعب «رأسها» في هذه النهاية بملعب الحبيب بوعقل، بعد أن عرف الفريق كيف يجد ضالته، إلى درجة أن رفقاء سباح زين العابدين تصالحوا مع أنصارهم والثقة عادت للاعبين الذين بدؤوا يثقون في قدراتهم من جديد ونسوا الفترة الصعبة التي مرّوا بها، ومن جهة أخرى وقع التصالح مجددا بين اللاعبين والأنصار، الذين أصبحوا يساندون الفريق بقوة كبيرة. على صعيد أخر، بدأت المنافسة تشتد بين اللاعبين، حيث كل عنصر يريد خطف مكانته الأساسية في الفريق وأصبحت المناصب جد غالية وفي كل مرة يقحم لاعب، يقدم أفضل ما عنده ليحافظ على « مكسبه» في التشكيلة الأساسية. المولودية تملك جمهورا من ذهب قدم رفقاء عواد أفضل ما عندهم في اللقاء الأخير، حيث كان من ورائهم أيضا، أنصار تنقلوا بقوة وساندوهم مساندة غير مشروطة، حيث أي فريق منافس دخل أرضية ملعب الحبيب بوعقل وهو يعلم جيدا أنه سيجد صعوبة في تحقيق نتيجة إيجابية، ليس لأن الفريق المحلي لا يحسن استقبال ضيوفه، بالعكس كل من يتنقل لوهران، هو معزز ومكرم، لكن «بالحوش»، الضغط رهيب و»الحمراوة» قلب ورب مع فريقهم. لهذا يستحق أنصار مولودية وهران، هذه الالتفاتة، وبالخصوص «أولترا الراد كاستال» وعلى رأسها كوباش الذي يقوم بعمل كبير وأنجز «تيفو» رائع وفي كل مرة يبدع بالمدرجات دون نسيان أيضا المكلفين بالتنظيم بما فيهم أبناء حي اللوز وعلى رأسهم «قلوزة» وحتى الإخوة بن سنوسي اللذين يسعون في كل مرة لتأطير الأنصار أحسن تأطير. وهذا الجمهور من ذهب يستحق أن يفرح وأن يذهب للنهائي وإن شاء الله يحمل السيدة الكأس. إقحام آشيو وبراجة قد لا يتجدد لاحقا وقد كان الأداء في المستوى، لكن تبقى نقطة الإستقهام الوحيدة، في إقحام لاعبين اتحاد النزعة الهجومية، في الرواقين الأيمن والأيسر وحتى مع خروج سباح زين العابدين، اللاعب الذي عاد لوسط الميدان الدفاعي وهو مهاجم، إلياس كوريبة. سليماني له فلسفة هجومية، لكن رغم هذا، من المستبعد أن يعيد نفس التجربة، لأنه كما صرح لمختلف وسائل الإعلام بعد نهاية اللقاء، أنه لعب بمدافعين فقط، وهذا لن يكون في المباريات الأخرى مثل مواجهة الحراش أو لقاء نصف النهائي ضد اتحاد العاصمة. الآن يجب نسيان الكأس والتفكير في فخ الحراش كانت الفرحة عارمة، أول أمس، بملعب الحبيب بوعقل، حيث فرح الكل بهذا التأهل الكبير، والوصول للمربع الذهبي، لكن هذا التأهل وهذه الفرحة، يجب الحفاظ عليها بتحقيق فوز آخر في البطولة، يوم السبت القادم بملعب الحبيب بوعقل. المولودية تلعب نهاية هذا الموسم على جبهتين، الوصول للنهائي في منافسة السيدة الكأس وتحقيق شرف البقاء ضمن حظيرة الكبار. ومن أجل تحقيق الهدف الثاني، الذي هو في الأصل الهدف الأوّل للفريق، على المولودية أن تفوز في الثلاث مباريات المتبقية بملعب الحبيب بوعقل والبداية بالمواجهة القادمة، ضد اتحاد الحراش. من أجل إكمال الفرحة، رفقاء بورزامة مطالبون بالفوز في هذا اللقاء، خاصة لو يضاف لهذا الفوز تعثرات الفرق الأخرى التي تلعب من أجل البقاء، فإن الجولة القادمة قد تكون منعرج كبير للفريق لكي يخطو خطوة كبيرة نحو تحقيق شرف البقاء.