رغم ابتعاده بكثير عن المستوى الهائل الذي هدد به برشلونة الجميع في نهاية حقبة مدربه السابق بيب غوارديولا نجح الفريق في التتويج بواحد من أسهل ألقابه في دوري الدرجة الأولى الإسباني لكرة القدم في تاريخه بينما كافح المدرب الجديد تيتو فيلانوفا إصابته بالسرطان ليساعد النادي على التتويج للمرة 22 في المسابقة المحلية. وبعد تعادل ريال مدريد صاحب المركز الثاني 1-1 مع مضيفه إسبانيول السبت ضمن برشلونة لقب الدوري للمرة الرابعة في خمس سنوات وهو قريب من الرقم القياسي للفريق الذي فاز بالمسابقة أربع سنوات متتالية بين 1991 و1994 حين شكل المدرب الهولندي يوهان كرويف فريقا حول غوارديولا وبقية تشكيلة "فريق الأحلام." وبينما استراح غوارديولا في نيويورك بعد أربعة مواسم متتالية من النجاح كمدرب جمع برشلونة خلال النصف الأول من الموسم الحالي نقاطا لم يسبق لأي فريق الحصول عليها خلال هذه الفترة إذ حصد 55 نقطة من أصل 57 ممكنة ليتفوق بفارق 11 نقطة على اتليتيكو مدريد وبفارق 18 نقطة على ريال مدريد المدافع عن اللقب. واتضحت صحة قرار إدارة برشلونة بتعيين فيلانوفا مساعد غوارديولا وصديقه المقرب خليفة له إذ ساعد على تحقيق انتقال سلس للفريق بقيادة ليونيل ميسي أفضل لاعبي في العالم والذي يواصل أداءه المبهر. وبفضل الهدف الذي سجله المهاجم الأرجنتيني في مرمى سيلتا فيغو في نهاية مارس/ اذار الماضي أصبح ميسي أول لاعب يسجل في مباريات متتالية ضد جميع منافسي برشلونة في الدوري كما رفع رصيده الآن في المسابقة هذا الموسم إلى 43 هدفا. وأبعدته الإصابة في عضلات الفخذ الخلفية عن ثلاث مباريات لبرشلونة في الدوري خلال الشهر الماضي لكن رقمه القياسي البالغ 50 هدفا في الموسم الماضي لا يزال قابلا للتحطيم وهو الآن يتفوق بفارق 12 هدفا على أهم منافسيه كريستيانو رونالدو مهاجم ريال مدريد وصاحب المركز الثاني في ترتيب الهدافين. وبدأ مشوار ريال مدريد للدفاع عن اللقب بطريقة سيئة حين خسر مرتين وتعادل في لقاء واحد في أول أربع مباريات له بالمسابقة لكن الفريق تعادل 2-2 في مباراة القمة على ملعب برشلونة في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. وتسببت تقارير إعلامية نشرت تفاصيل لمشاكل مزعومة بين المدرب العنيد جوزيه مورينيو وعدد كبير من لاعبي الفريق في تزايد الخلاف إضافة لتصريح رونالدو بأنه غير سعيد في موقف أثار تكهنات عن احتمال رحيله. واعترف مورينيو بأن تشكيلته تعاني على ما يبدو من غياب الدافع ضد فرق أقل شأنا وإنها تعاني من "اللعنة الأندلسية." وخسر ريال مدريد أربع مباريات في إقليم الأندلس بجنوب إسبانيا ضد إشبيلية وغرناطة وملقا وريال بيتيس كما أهدر تفوقه 1- صفر ليخسر 2-1 بصورة مفاجئة أمام جاره خيتافي في أغسطس/ اب الماضي. واضطر ريال مدريد للاعتماد على رونالدو بصورة أكبر من العام الماضي. واكتفى الثنائي الهجومي الشريك لرونالدو وهما كريم بنزيمة وغونزالو هيغوين بتسجيل 24 هدفا فيما بينهما هذا الموسم بعد 36 مباراة مقارنة مع 42 هدفا في نفس المرحلة من الموسم الماضي. وتعثر برشلونة مع انتصاف الجزء الثاني من الموسم وفجع لنبأ حاجة فيلانوفا لمزيد من العلاج من السرطان وأنه سيسافر إلى نيويورك. وبدأ الأمر بالهزيمة 3-2 في ضيافة ريال سوسيداد في يناير/ كانون الثاني الماضي وبعدها خسر 2-1 أمام ريال مدريد في العاصمة الإسبانية كما تعادل مع فالنسيا وسيلتا فيغو. لكن ريال مدريد كان استسلم بالفعل لفكرة فقدان اللقب ونقل تركيزه لدوري أبطال أوروبا لكنه فشل بعد ذلك في تخطي قبل النهائي مثل برشلونة. وأفلح ريال مدريد في الإطاحة ببرشلونة من كأس ملك إسبانيا بأداء رائع توجه بالفوز في استاد نوكامب في نهاية فبراير/ شباط الماضي قبل أيام من انتصاره عليه 2-1 في الدوري. وعاد فيلانوفا إلى إسبانيا للإشراف على الأسابيع الأخيرة من الموسم وسيثير أحدث ألقاب برشلونة فرحة بين اللاعبين والطاقم التدريبي والمشجعين. وسيرتاح الجميع لحسم الصراع مع الغريم التقليدي ريال مدريد ولأن فيلانوفا يبدو في طريقه للتعافي وكذلك إيريك ابيدال المدافع الفرنسي الذي خضع لجراحة تبدو ناجحة لزراعة كبد. لكن سيسود قدر كبير من الإحباط بسبب الفشل في نيل لقب ثالث في خمس سنوات بدوري أبطال أوروبا. ومني برشلونة بأثقل هزيمة في أحد أدوار المسابقة الأوروبية الكبرى بعدما هزمه بايرن ميونيخ 4- صفر ذهابا في المانيا و3- صفر إيابا في نوكامب في الدور قبل النهائي.