مرة أخرى خرج اللاعب الصاعد في الدوري الفرنسي، رومان حمومة، ليعبر عن قناعته فيما يخص ولاءه للمنتخب الفرنسي، وعدم إحساسه بالانتساب إلى بلد آبائه وأجداده الجزائر. مرة أخرى يصرح رومان، الذي له أصول من منطقة القبائل، بواسطة والد أبيه، بأنه رفض اللعب للجزائر، لأنه غير مقتنع بفكرة اللعب لمنتخب لا يعرف عنه شيئا، ولا يحس بالانتماء إلى هذا البلد ولا يعرف لغته. حمومة قال في بلاتو “كنال بليس” أول أمس، “لقد عرضوا علي مرتين حمل ألوان الجزائر ورفضت، ولو تكون لي فرصة خوض تجربة دولية فستكون مع فرنسا”. شجاعة كبيرة تحلى بها حمومة، الذي يجب أن يحترم رأيه في الموضوع، فالذنب ليس ذنبه، إن كان جده أو والده لم يحدثاه عن الجزائر وثقافتها وتقاليدها، اليوم حمومة يعد من أحسن لاعبي وسط ميدان الدوري الفرنسي، ومن حقه التفكير في مستقبله الكروي، لأنه مصدر قوته، تماما مثلما حدث مع ناصري وبن زيمة ومريم وزيدان، الذين لعبوا لمنتخبات فرنسا من الصغر وضيعتهم الجزائر. حمومة الذي لا يعرف شيئا عن الجزائر، كان عليه دراسة موضوع الخضر بتأني لو كان لديه مستشارون ومقربون جزائريون، لكنه حاليا لا يفكر سوى في فرنسا ولن يحمل ألوان الخضر،و ليس من حق أي جزائري أن يصف موقف حمومة بالخيانة أو شيء من هذا القبيل، لأن المشكل ليس في رومان، وإنما في الذين ربطوا به الاتصال وفشلوا في محاولاتهم. البعض يقول بأن حمومة طلب من مساعدي حاليلوزيتش ضمان مكانته الأساسية في المنتخب، لكن حمومة يعلم بأن وسط ميدان الخضر به بودبوز، نجم سوشو، وفيغولي، نجم فالنسيا، ولحسن ويبدة وقادير، وبالتالي التنافس على المناصب سيكون شرسا، مثلما هو الحال في منتخب الديكة. وعلى حد قول سعدان، الذي ظل دوما يتعامل بحنكة مع المغتربين، يجب ترك حمومة وشأنه، وعدم الضغط عليه كثيرا، فيوم يعرف رومان الجزائر، سيتلهف لزيارتها، ويوم يشاهد جمهور الخضر، فلن يتحدث عن فرنسا، ويوم يصبح لاعبا كبيرا سيفهم معنى المنتخب الوطني. وعلى الذين يسعون لإقناع حمومة باللعب للجزائر، عليهم قبل كل شيء إقناع والديه ومحيطه، مثلما حدث مع مغني ويبدة وبودبوز وفيغولي، لأن موقف المحيط يمثل ثلاثة أرباع قرار اللاعب. فقافلة الخضر تسير ولن تنتظر حمومة، الذي يجب تركه وعدم تقزيم ألوان الخضر، لأن الجزائر لعب لها مخلوفي ووجاني ودحلب وقريشي ومحترفون كبار كانت فرنسا تريدهم لنيل كأس العالم، لكنهم اختاروا الجزائر، ودون شك حمومة لا يعرف كل هذا الرصيد التاريخي.