أظهر الحارس محمد غالم وجهه الثاني والخفي، على هامش الحوار الذي أجريناه معه، بفندق "المرادي " بمدينة قمرت التونسية، أين تقيم تشكيلة النصرية تربصا تحضيريا، بحيث تحدت ابن البرج خلاله عن أهم محطات مسيرته الكروية، والفرق التي حمل ألوانها، بالإضافة لعدم انضمامه للمنتخب الوطني رغم المستوى الرائع الذي ظهر به، وأمور أخرى يصرح بها غالم لأول مرة، نترككم تكتشفونها في هذا الحوار الخاص. يبدو أن الحظ أدار لك ظهره، بعد الإصابة التي تعرضت لها في اليد؟ ماذا تريدني أن أقول، قدر الله وماشاء فعل، الإصابات موجودة في كرة القدم، الحظ لم يكن معي، وعلى إثر سقوط سيء، تعرضت لإصابة في اليد اليمنى، ما ألزمني وضع الجبس، لمدة 21 يوما كاملة، ما يعني أنني أنهيت تربص تونس مبكرا. الأكيد أنك لم تكن تنتظر بداية بهذا الشكل؟ "مكتوب"، وما عسانا سوى أن نتقبله، أنا مؤمن بقضاء الله، والإصابة صحيح أنها لم تأت في وقتها، لكن يجب أن أصبر، وسأعمل على العودة بقوة بعد التعافي منها. كيف وجدت الأجواء داخل التشكيلة، بم أنك التحقت متأخرا بيومين ؟ الأجواء رائعة، ولا أخفي عليك أنني وجدت راحتي منذ اليوم الأول، وحظيت باستقبال رائع، كما أنني لم أجد صعوبة في التأقلم، خاصة أن التشكيلة تضم لاعبين "ولاد فاميليا"، وشبان ماشاء الله عليهم. معرفتك لبعض اللاعبين ساعدتك على الاندماج أليس كذلك؟ أكيد، لكن هذا لا يعنني أنني لم أكن أعرف أي لاعب في الفريق، لما تأقلمت، بالإضافة إلى أنني دخلت في المجموعة منذ أول حصة، صحيح أن معرفتي لعبد السلام، عليوان، خلاف وبن يحي ساعدتني، في الاندماج لأنهم سبق لهم اللعب معي. حدثنا عن كيفية التحاقك بالنصرية ، بعد مفاوضات يبدوأنها كانت عسيرة أليس كذلك؟ (يضحك)، لا عسيرة ولا شيء، المفاوضات كانت قبل نهاية الموسم الماضي، وكنت مرتبطا بعقد بجمعية شلف، وهو ما أكدته لمسيري النصرية، لكنهم أبدوا إصرارا على التعاقد معي، ومع نهاية الموسم، أعادوا الاتصال بي، جلسنا إلى طاولة المفاوضات، المرة الأولى لم نتفق على قيمة التسبيق، لكن في الجلسة الثانية، اتفقنا على كل شيء، ووقعت رسميا، وأنا الآن في النصرية بعقد لموسمين. يعني هذا أنك مقتنع بعد ترسيم التحاقك بهذا الفريق هذا ما أردت أن أوضحه لك، أصروا علي، وأحسست هذا الأمر من جهتهم، كما أنهم عرفوا كيف "يقيموني"، وقدموا لي عرضا جيدا، فوافقت دون تردد. ما الدوافع التي حفزتك على التوقيع في النصرية، رغم قدرتك على المواصلة في القسم الأول؟ مشروع الفريق "أدهشني"، سخروا إمكانات مادية كبيرة هذا الموسم، كما تلاحظ تربص عالي المستوى، وحتى الاستقدامات كانت مدروسة، كل هذه الأمور حفزتني على الإمضاء في هذا الفريق، ولا يجب أن ننسى شيئا مهما. تفضل… النصرية فريق كبير في الجزائر، وشرف كبير بالنسبة لي اللعب في هذا النادي العريق، الذي تخرج منه العديد من النجوم الذين صنعوا أمجاد الكرة الجزائرية. ما الهدف الذي تطمح لتحقيقه رفقة النصرية ؟ هدف الفريق الرئيسي هو الصعود، وأنا قدمت من أجله، وإن شاء المولى الصعود الرابع في مشواري الكروي سيكون هذا الموسم، بعدما تمكنت من تحقيقه في ثلاث مناسبات سابقا رفقة أهلي البرج، مولودية بجاية ورائد القبة. الكل يتحدث على أنك صاحب أغلى أجر في التشكيلة، ماذا تقول؟ لأول مرة أسمع هذا الكلام، لست الأغلى في النصرية، وحتى لو كنت صاحب أعلى راتب شهري في الفريق، "الصح " فيما أقدمه فوق الميدان، ولدي ما أقوله هذا الموسم، وإن شاء المولى سأفرح أنصار النصرية. نعود قليلا للوراء، نود لو تحدثنا عن أفضل فريق حملت ألوانه منذ بداية مشوارك الكروي؟ رائد القبة، دون تردد، عرفت أزهى أيامي في القبة، كل شيء كان "مليح"، ولعبت سبع سنوات ونصف رائعة، حققت الصعود للقسم الأول، لم أعرف مشاكل هناك، وأتمنى لو أعود هناك لأنهي مشواري الكروي. كنت أنتظر أن تقول أن أفضل تجربة لك كانت رفقة أولمبي شلف، بعدما توجت رفقتهم بالبطولة؟ صحيح تجربتي هناك كانت إيجابية، ولعبت 101 لقاء في ثلاثة مواسم، وتوجت بالبطولة، لكني في القبة كنت أفضل، وكانت التجربة الأروع بالنسبة لي. شاركتم في كأس رابطة الأبطال ، لكنتم لم تذهبوا بعيدا، لماذا يا ترى؟ كيف تذهب بعيدا ومدوار أراد لعب هذه المنافسة "بزوج دورو"، الترجي التونسي والأهلي يصرفان الملايير، للتتويج بهذه الدورة، لكن مدوار أراد الذهاب بعيدا "باطل"، وصراعه مع بن طيب زاد الطين بلة. يعني هذا أن مدوار هو سبب خروجكم المبكر من هذه المنافسة بالتأكيد، هو سبب قدوم بن طيب، وفي ما بعد صار عدوه رقم واحد، وهو ما حيرنا كلاعبين، كما أنه سبب عدم محافظتنا على لقب البطولة في الموسم الموالي، "وهلكنا". تعتبر ابن البرج لكنك لم تحمل ألوان الأهلي في صنف الأكابر، لماذا يا ترى؟ "وين تلعب مع كيال"، كان في أفضل أيامه في تلك السنوات، لهذا السبب لم ألعب هناك، ولم تكن لدي الرغبة في اللعب في الأهلي، لأنني كنت أرغب في الذهاب لفريق يمنحك فرصا للعب وليس للبقاء في دكة الاحتياط. لعبت في اتحاد البليدة، ولم يكن لك أي مشكل مع الرئيس زعيم، رغم كل ما يقال عن تعامله مع اللاعبين، لماذا يا ترى؟ لأنني لست في مقتبل العمر، و"نعرف صلاحي"، وأمضيت لموسم واحد فقط، ولم يكن بإمكانه أن يزور عقدي أو شيء من هذا القبيل، وعرفت كيف أحمي نفسي، وخرجت من الباب الواسع، وعلى العموم التجربة كانت مفيدة هناك، "عرفت رجال"، وتشرفت بحمل ألوان الاتحاد. رغم المواسم الجيدة التي كنت تقدمها إلى أنك لم تستدع للمنتخب الوطني لماذا ؟ "روح سقسي المدربين يقولولك"، كنت الأفضل في الجزائر، لكن لم يستدعوني، المنتخب الأول، لم كن أنتظر أن توجه لي الدعوة، لكن منتخب المحليين الذي شارك في "شان " السودان، هي التي "غاضتني" كثيرا، خاصة أن المدرب آنذاك "لا يعرف البالون" إطلاقا. تقصد بن شيخة… أكيد، هو من حرمني من المنتخب، كنت أفضل حارس، وكان يرفض توجيه الدعوة لي، لأنه يقوم بإعداد التشكيلة بطرق غير رياضية، ولهذا تجده يحلل في الجزيرة الرياضية، "يخدم بالمعريفة"، وهو ما أدهشني، كيف لهذا المدرب النكرة أن يقود المنتخب الوطني؟. ألهذه الدرجة أنت مستاء من عدم استدعائك لمنتخب المحليين، ومن المدرب بن شيخة؟ أكيد، والدي كان يتمنى أن يراني في المنتخب الوطني، وأحمل الألوان الوطنية، لكن مدرب مثل بن شيخة يحرمك من هذا الفخر، ماذا تريد أن تقول، لن أسامحه لأنني حقيقة كنت الأفضل في الجزائر، وبشهادة الجميع. ألا ترى أن الحراس الذين لعبوا "الشان" كانوا أفضل منك، ويستحقون الدعوة؟ لا أفضل ولا شيء، أنا أدرك ما أنا بصدد قوله، كنت الأفضل في الجزائر، تحصلت على البطولة، لعبت كل المباريات، وكنت الأحسن، لكن مدرب مثل بن شيخة لا مستوى له ولا أي شيء يحرمك من المنتخب، الذي يبقى ملكا للجميع "هاذي هي اللي تغيض". شاهدناك تلعب في الأندية التي تكون فيها الحارس الأول، لماذا لم تتنقل للأندية الكبيرة أين يتواجد حراس جيدين، على غرار زماموش، شاوشي وآخرين؟ ولماذا هم لا يأتوا أين ألعب أنا، منصب حارس المرمى، صعب، وإذا جاءت الفرصة وتألقت، فمن الصعب أن تتم تنحيتك، وهو ما حدث لي في شلف، "صمرت بلاصتي"، وكنت الأول بفضل مستواي، ولم أترك أي فرصة للحراس الآخرين. يعني هذا أن حراس النصرية مقراني، وبراهيمي لن يتنفسوا معك هذا الموسم؟ (يضحك)، لا لم يكن هذا قصدي، لكن صعب عليهم الفوز بمنصب الحارس الأول، رغم أنهما يملكان إمكانات كبيرة، ونالا إعجابي حقيقة، وقادران على منافستي، وإن شاء المولى "فيها خير هذا العام". أفضل مدرب حراس عملت معه منذ بداية مسيرتك؟ حسان سيد روحو، الأفضل، والذي وجدت معه راحتي، كما أنني كنت سبب قدومه للعمل في جمعية شلف. أفضل مدرب رئيسي؟ "الكوتش" مزيان إيغيل دون منازع، قضينا معه موسما رائعا في شلف وأنهيناه بالتتويج بالبطولة. أفضل حارس في الجزائر حسب رأيك؟ لا يوجد (يضحك)، لم أشاهد حارسا خارقا للعادة في الجزائر صراحة. من هو الجمهور الأفضل من بين الأندية التي حملت ألوانها؟ جمهور جمعية شلف، ثلاث سنوات لم يشتموني، حقيقة تشرفت باللعب عندهم، وكنت مثل الملك، كما لا أنسى أنني قدمت مواسم رائعة في فريقهم وقدمت له الكثير. هل لديك موقع خاص بك على "الفايسبوك" ؟ لا، لا أستعمله ولا أعرفه إطلاقا، وأنا بعيد كل البعد عن عالم الأنترنت. من هو فريقك المفضل في العالم؟ ريال مدريد النادي الملكي، والذي أراه هو أفضل ناد في العالم دون منازع. أفضل لاعب في الجزائر؟ محمد مسعود دون منازع، (شبعة)، فنان وكنت أخافه كثيرا عندما كنت أواجه وكان غالبا ما يسجل علي. أسعد يوم في حياتك؟ يوم إزدياد "ديدو"، (يقصد ابنه آدم)، فلذة كبدي، وهو كل شيء في هذه الدنيا. مدينة مجانة؟ مسقط رأسي، والمنقطة التي أجد فيها راحتي، ولا يمكن أن أنكر أنني ابن هذه المنطقة. يقولون أن مبولحي هو سبب تعاسة حراس البطولة الوطنية، هل هذا صحيح ؟ لا إطلاقا، "راهي زاهيتلو" في المنتخب الوطني، ويجب أن يستفيد من ذلك، قدر المستطاع. في الأخير، ماذا تضيف لننهي هذا الحوار الشيق محمد؟ أشكركم، على منحي هذه الفرصة للحديث عن مشواري الكروي، ولو قليلا، وإن شاء المولى سأوفق في النصرية، وأقدم ما ينتظرونه مني، وكل التوفيق لجريدة "الخبر الرياضي". حاروه في تونس: