خسر بيب غوارديولا أولى مبارياته الرسمية مع بايرن ميونخ، خسارة خلقت ضجة كبيرة لأن المدرب الاسباني جاء لفريق فاز بالثلاثية وهو ما حذر منه كثيرون قبل أن يأتي غوارديولا لأن المهمة ستصبح أصعب. بالإمكان خلق العديد من المبررات للخسارة البافارية يوم أمس، فنوير ما كان ليتسبب بخطأ الهدف الأول الذي غير شكل المباراة، وريبيري لو كان موجوداً لما تجرأت أطراف دورتموند على التقدم كثيراً، ولو كان شفاينستايغر جاهزاً لما صال وجال غوندوغان كما يريد، بالتالي فبايرن في ظل كل هذه الغيابات من الطبيعي أن يخسر ضد وصيفه في دوري الأبطال. بعيداً عن المباراة كان ملفتاً للغاية انقلاب فئة كبيرة من جماهير برشلونة على بيب غوارديولا بعد المباراة، فمنهم من قال إن هذا تأديب له على إطالة لسانه تجاه إدارة النادي الكتلوني، وأخرون قالوا هذا تأكيد أن التيكي تاكا كتلونية فقط... وقليلون اعترفوا أن الأمر هو مجرد فرحة بفشل بايرن ميونخ بتكرار السداسية وكانت الحجج الأخرى. بالمناسبة يجب أن نذكر دوماً بأن التيكي تاكا ليست اختراع غوارديولا بل هي اختراع يوهان كرويف ولكنها لم تسمى بهذا الاسم حتى عام 2006 خلال المونديال وبفضل أحد الإعلاميين، لكن الرجل الذي جعلها شهيرة ويصفق لها العالم هو بيب ومحاولة إنكار هذا هو نكران للمعروف، وبالتالي التفاخر بها الآن ضد غوارديولا ذاته هي مسألة غير عادلة أبداً، فلولاه لما كنا ننطقها الآن، وهي تشبه ما يحدث في المدارس بين الطلاب بأن آتي وأعطيك معلومة مخترع "الكومبيوتر"، ثم تسألني في اليوم الثاني "من اخترع الكومبيوتر؟". كما أنه من غير المناسب أبداً أن تكون ضد روسيل ومعه في آن واحد، فمعظم جماهير برشلونة تقف ضد رئيس النادي الحالي لأسباب مفهومة وأخرى غير مفهومة، ولا يمكنك أن تقف ضد شخص وتدافع عنه في آن واحد خصوصاً أن الخصم من أهل بيت برشلونة وليس مورينيو، وبالتالي حجة إطالة اللسان غريبة أيضاً. النقطة الثالثة المهمة وهي ثياغو الكانتارا، فاللاعب كان يريد الرحيل بشكل مؤكد، وبالتالي ليس غوارديولا من أخرجه من برشلونة بل عدم إعطائه فرصة هو من أخرجه، وعندما رأى من يسميه جمهور برشلونة "الفيلسوف" أن اللاعب خارج لا محالة ذهب لتطبيق مبدأ الأقربون أولى بالمعروف، فما الفرق بين خروج الكانتارا إلى يونايتد وخروجه إلى ميونخ بالنسبة لبرشلونة لو جنبنا العواطف؟... لا شيء! النقطة الأخيرة هي الوحيدة التي أتفق فيها مع جماهير برشلونة، وهي الفرحة لأن بايرن ميونخ لم يكرر السداسية الي صنعها غوارديولا في موسمه الأول، وهذا أمر طبيعي يأتي من باب "مصائب قوم عند قوم فوائد"، مثلما سأكون سعيداً بصفتي مشجعاً لليوفنتوس أن لا يصل الميلان أو الانتر إلى اللقب 20 حتى يصل فريق إلى اللقب 30 رسمياً ويضع النجمة الثالثة باعتراف الجميع وليس فقط باعتراف الموالين له.