سعد بن سعيد الغامدي … عالم كبير و اسم تلألأ في ربوع مساجد العالم بأسره وجوهرة تم اكتشافها في بحور الدين الإسلامي العميقة التي لا تستقر أمواجها طالما في الوجود حياة، متعه الله بصفات مميزة مثل الرصانة وصفاء الذهن وطيبة القلب .. صفات كريمة لإنسان قرأ القرآن فأجاد و أبدع وكسب قلوب المسلمين وغير المسلمين بصوته الأجش، الفريد أثناء ترتيله لآيات الذكر الحكيم أينما حل وارتحل.. وجدنا منه ترحيبا كبيرا بنا وإعجابا بفكرة الخبر الرياضي التي وافق على إجراء حوار لها بشكل خاص، وبرغم أن أغلب الأسئلة قدمت في إطار غير ديني إلا أنها أعطتنا الفرصة كاملة لمعرفة الوجه الآخر للشيخ، حيث تحدث ولأول مرة عن اهتمامه بمجال الرياضة ومتابعته له، فضلا عن تعلقه بتاريخ الجزائر وأيضا عن الأيام التي قضاها في قطر وأمّ فيها المصلين في جامع الإمام محمد بن عبد الوهاب خلال هذا الشهر الفضيل . سعداء بتواجدك معنا واستضافتك في هذا الحوار الشرف لي أن أبادلكم أطراف الحديث وأن أجيب عن أسئلتكم، خاصة وأنها المرة الأولى التي ألتقي فيها بجريدة رياضية، كون الرياضة جزءا هاما جدا من حياة الفرد وعاملا جوهريا للحفاظ على صحة وسلامة جسده، لدى علينا إعطاؤها كامل حقها من الاهتمام . كيف وجدت الأيام الرمضانية التي قضيتها في قطر ؟ زيارتي لقطر كانت دوما مميزة لتميز هذه الدولة في تنظيم المواعيد الكبرى وفي شتى المجالات سواء الدينية، الرياضية وغيرها، وقد تفاجأت من روعة أداء المقرئين بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب وأصواتهم الجميلة وأيضا حفظهم المتين للقرآن الكريم، أعتقد أن المسؤولين على التنظيم هيئوا كل الأمور لاستقبال الشهر الفضيل أحسن استقبال ولو أن هذا موجودا وملموسا في الدول والمجتمعات الإسلامية، إلا أن قطر تميزت أكثر من خلال وجود المقرئين الكبار في هذه الدولة التي أصبحت رائدة في مجالات عدة من خلال استقبالها وحسن تنظيمها لأكبر التظاهرات، ويعد هذا فخرا لأهلها ولنا جميعا كمسلمين . أكيد أنك مارست الرياضة فهل لا تزال دوما ممارسا لها ؟ أحببت الرياضة منذ نعومة أظفاري ولعبت رفقة أصدقائي في الحارة الصغيرة كل الألعاب الشعبية، القديمة منها وأيضا الحديثة مثل «الكيرام» و» الدريهو» وأخرى ربما لا تعرفها أو قد تعرفها بتسميات أخرى، الرياضة أمر مهم جدا في حياتنا وقد أكدت العلوم ذلك وقبلها ديننا الإسلامي، ارتباطاتي وضيق الوقت حرماني من الممارسة المستمرة لها لكنني أحاول تخصيص ولو وقت قصير من أجل القيام ببعض التمارين البسيطة التي قد تفيدني كثيرا . ماهي رياضتك المفضلة ؟ أهوى رياضة تنس الطاولة التي كنت متفوقا جدا فيها ونلت الجائزة الأولى وأنا مازلت في القسم الإبتدائي وبعدها المركز الأول في مسابقة كبرى وأنا تلميذ بالقسم المتوسط ومازلت أعشق هذا الإختصاص إلى يومنا هذا نظرا لما تحمله هذه الرياضة من مميزات بين التركيز وقدرة على تحمل الضغط، الرشاقة وأيضا الذكاء وأنا أجد حقا متعة كبيرة في ممارستها لكن هذا لا يعني أبدا أنني لست مهتما بالاختصاصات الأخرى، فالمجال الرياضي واسع جدا ولكل منا ميوله . وماذا عن رياضة كرة القدم ؟ أكيد أنني مارست رياضة كرة القدم من خلال المباريات التي كنت ألعبها رفقة الأصدقاء كونها الرياضة الأكثر شعبية في العالم، ولأن ممارستها لا تتطلب الكثير من الشروط مثلما هو عليه الحال في رياضات جماعية أخرى فيكفيك الحصول على كرة وتجميع عدد معين من الراغبين في اللعب من أجل تنشيط مباراة وتطورت هذه الرياضة بشكل كبير جدا حتى أصبح البعض مدمنا عليها ولا يستطيع العيش من دونها . هل أنت من المتتبعين لأخبار المستديرة ؟ أقرأ وأتابع أحيانا الأخبارعبر وسائل الإعلام المقروئة وأيضا المرئية لكنها ليست بالمتابعة الدقيقة وأقصد بذلك نتائج المباريات وأيضا أسماء اللاعبين وغيرها ولو أني أحتفظ بأسماء البعض منهم ، حيث يزورونني في البيت رياضيون عالميون مشهورون جدا وذلك من باب التعارف كما أنني أشاهد بعض المباريات الكبيرة في البيت رفقة أولادي ليس حبا لتلك المباريات أو تضييعا للوقت وإنما لأن أولادي يحبون هذه اللعبة إذن فعلي أن أشاركهم فيما يحبون فهذا يسعدني ويسعدهم أيضا . وأي فريق أو لاعب تشجعه ؟ ليس هناك لاعب معين وإنما أفضل أكثر اللاعب حسن الخلق والقدوة الحسنة التي يقتدي بها الناس وخاصة الشباب والأطفال فبغض النظر عن آدائه فوق الملعب فهو يحمل رسالة وعليه يؤديها على أتم وجه لأن هناك من يتبعه في كل ما يقوم به أما للإجابة عن سؤالك المتعلق بفريقي المفضل فقد كنت مناصرا للاتفاق السعودي سابقا وكنت أسعد وأفرح كثيرا كلما فاز مهما كانت طبيعة المنافسة . وعالميا ؟ أناصر فريق الاتفاق والكرة السعودية في المحافل الدولية(قالها ضاحكا) لكنني أفرح وأسعد كثيرا لمّا يفوز أحد المنتخبات العربية أمام منتخب أوربي أو غيره سواء كان ذلك في منافسة ودية أو رسمية إذ يعتبر ذلك دلالة على اهتمامات شعوبنا وتفوقها في ميادين عدة ومختلفة واجتهادنا فيها. الجزائر كانت المنتخب العربي الوحيد الذي شارك في النسخة الماضية من كأس العالم، هل تابعت مبارياته ؟ نعم أعلم أن الجزائر كانت البلد العربي الوحيد الذي حضر نهائيات كأس العالم السابقة وكنت سعيدا جدا بمتابعة جزء من مباريات منتخبها الشاب وتشجيعه كذلك لأن هذه الدولة وشعبها لهما مكانة خاصة ومميزة في قلبي وأعتقد أن أبناء هذا الشعب مثلوا العرب والمسلمين أفضل تمثيل في المحافل الدولية الكبرى عبر التاريخ، وهو ما يزيدني فخرا واعتزازا بهم . ماذا تمثل لك كلمة الجزائر ؟ دولة الجزائر فيها عظماء ويكفي شعبها وخاصة رجالها المليون والنصف مليون شهيد من هذه الأرض الطاهرة التي روت بدمائهم، إنها العظيمة والكبيرة في قلبي الجزائر التي كلما ذكر اسمها إلا وتذكرت الكم الهائل من الشهداء الذين ضحوا واستشهدوا في سبيل الله من أجل كرامة أرضهم، ذويهم وخاصة دينهم ولا يمكن لها إلا أن يعتبر فخرا لنا جميعا كعرب ومسلمين متمنيا فقط أن يكون أبناؤها اليوم خير خلف لآبائهم وأجدادهم الذين سبقوهم . هل هناك مقرئ جزائري يعجبك أو تتنبأ له بالتألق ؟ (يفكر قليلا)في الحقيقة أعرف قراء من المغرب ربما لأنهم الأشهر إعلاميا لكن بيني وبين الجزائر اتصالات كثيرة- ما شاء الله- غير أن أنه لم يتصل بي ولا مقرئ جزائري معروف لحد الآن، ولا أدري سبب ذلك بالرغم أن دولة الجزائر هي التي أتلقى منها أكبر كم من المكالمات الهاتفية مقارنة ببلدان المغرب العربي الكبير، أكيد أن هناك مقرئين كبارا وربما لم تأتي الفرصة للتواصل فقط لدى فأنا أننتظر ذلك في أقرب الآجال بحول الله. تمنى العديد من الناس زيارتك لهم في الجزائر، فلماذا لم يحصل أبدا ذلك لحد الآن ؟ أنا كذلك تمنيت زيارة هذا البلد وهذه الأرض الطاهرة التي طالما كلمني عنها العديد من الناس وأيضا عن جمالها الساحر وطبيعتها الخلابة وحتى مناخها الرائع إضافة إلى إكرام الضيف فيها، ولو أن هذا ليس أمرا جديدا ولا مفاجئا علي نظرا لمعرفتي المسبقة لطبيعة هذا الشعب وطريقة تفكيره وأيضا آدابه وأخلاقه العالية التي لمستها من خلال تعاملي بعض أصدقائي الجزائريين . هل هذه الزيارة ضمن برامجك المستقبلية ؟ برمجت زيارة دول المغرب العربي عدة مرات، إلا أن ظروف عدة حرمتني من ذلك لكنها ضمن خطتي المبرمجة بعد عيد الفطر المبارك مباشرة وأنا متشوق لزيارة الجزائر، تونس والمغرب لأول مرة. ما تقول لنا في نهاية هذا الحوار ؟ أشكر جريدتكم جزيل الشكر على هذا الحوار الخاص والمميز وبما أنكم متخصصون في المجال الرياضي فإنني أود أن أقول بأنني محب دوما للرياضة ومشجع على ممارستها والاستثمار فيها لكن فيما يعود على الشباب في حفظ الوقت وليس في تضييعه، كما أتقدم ولو مسبقا بأحر التهاني وأطيب التماني لكامل الشعب الجزائري الشقيق وكل الشعوب الإسلامية بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك أعاده الله علينا بالخير واليمن البركات .