استغلينا فرصة حضورنا للمباراة الودية التي جمعت النصرية بمستضيفها النجم الساحلي، بملعب سوسة الأولمبي، عشية أول أمس، من أجل الالتقاء بالمهاجم الجزائري بغداد بونجاح الذي يحمل ألوان النجم الساحلي حاليا، المتوج مؤخرا بكأس تونس، بحيث أجرينا معه هذا الحوار، والذي كشف من خلاله عن أمور لأول مرة يتحدث عنها. بداية بغداد، ما تعليقك على الهزيمة التي منيتم بها اليوم ضدّ النصرية (الحوار أجري عقب نهاية المباراة)؟ الهزيمة في مثل هذه المباريات لا تهم، وحقيقة لم تكن تهمنا النتيجة، بقدر ما كان يهم الطاقم الفني البحث عن الانسجام بين اللاعبين، خاصة بين العناصر الاحتياطية وبعض الأساسيين، وأظن أن اللاعبين لم يكونوا يفكرون في النتيجة، بقدر ما كانوا يبحثون عن إقناع المدرب بالإمكانيات التي يتوفرون عليها. هل ترى أنّكم تستحقون هذه الهزيمة، بالنظر لمجريات المباراة؟ النصرية قدمت مباراة جيدة على جميع الأصعدة، خاصة من الجانب الدفاعي، بحيث لم يتركوا لنا المساحات من أجل التوغل، وحتى الفرص كانت شحيحة، ولم نجد راحتنا في الهجوم، وحقيقة كانوا جيدين. إذن تشكيلة "النصرية" قدّمت مباراة في المستوى وأبلت البلاء الحسن، أليس كذلك؟ بالطبع، النصرية لم تتمكن من تسجيل ثلاثة أهداف كاملة من باب الصدفة، فقد قدموا مباراة جيدة كما قلت لك سابقا، وأحسنوا التمركز داخل أرضية الميدان، ونالوا إعجابي، ويستحقون التشجيع، بالنظر لما تتوفر عليه التشكيلة من لاعبين أصحاب إمكانيات كبيرة. بالنسبة لكم، تستعدّون للتنقل إلى مالي للمشاركة في لقاء برسم كأس "الكاف"، هل أنت مستعدّ لهذه المواجهة؟ صحيح، سنتنقل إلى مالي للعب مباراة برسم كأس الكاف، لهذا فضل المدرب إراحة بعض اللاعبين الأساسيين ضد النصرية، بالنسبة لي أنا دائما جاهز وتحت تصفر المدرب في أي وقت يحتاج فيه لخدماتي. لا تزالون تعيشون نشوة التّتويج بكأس تونس، أليس كذلك؟ بالطبع، الجميع هنا بسوسة، يعيشون فرحة التتويج بالكأس الثامنة في تاريخ النجم، والتي غابت عن خزائنه في السنوات العشر الأخيرة، ما أعطى نكهة خاصة لهذا التتويج، وحقيقة نحن بصدد عيش لحظات لا تنسى، ونتمنى أن تستمر نفس الأجواء في قادم المنافسات، خاصة أن النجم الساحلي فريق عريق، وكل موسم يصارع من أجل التتويج بلقب على الأقل، وأريد أن أضيف شيئا آخر لو سمحت. تفضّل… الكل هنا يعشق الألقاب، وهذه هي ثقافتهم، وإن شاء المولى سنتوج بألقاب أخرى بما أن كل شيء متوفر هنا، وسنعمل على إفراح أنصارنا بتتويجات أخرى. يبدو أن بونجاح كان فأل خير على النّجم الساحلي هذا الموسم، ماذا تقول؟ (يضحك)، صحيح هذا، التحقت مؤخرا بالفريق، وها أنا أتوج بأول الألقاب رفقة النجم، وكنت بمثابة فأل خير على هذا النادي، الذي لم يتوج منذ مدة طويلة بكأس تونس، و"ربحوا عليّا"، إن صح التعبير. لم تُشارك كأساسيّ في تلك المباراة لماذا يا ترى؟ لسبب بسيط، هو أن الطاقم الفني أراد المحافظة على نفس العناصر التي شاركت في الأدوار السابقة في الكأس، ولم يشأ التغيير بعد الوصول للمباراة النهائية، لهذا فضل وضعي على كرسي الاحتياط، وهو القرار الذي تقبلته بصدر رحب. يعني هذا أنه لا ينقُصك أي شيء هنا في فريقك الجديد؟ أجل، أنا في أفضل أحوالي، أشارك باستمرار، الإدارة وضعت تحت تصرفي كل متطلبات الراحة، والحمد للمولى، أنا "غاية" هنا بسوسة، ولا أحتاج لأي شيء، وما عليّ سوى العمل ثم العمل، للتألق في أول موسم لي خارج الجزائر. هل سنرى موسما في المستوى لابن الباهية وهران رفقة النّجم الساحلي؟ إن شاء المولى "خويا"، لم لا، أنا هنا للمثابرة والعمل ولا شيء غير ذلك، أتمنى أن تكلل هذه التضحيات بحقها، وأوفق خلال أول مواسمي الاحترافية، وأوقع العديد من الأهداف، بصفتي مهاجما، وأنال ثقة الجميع هنا بسوسة. بالنسبة لفريقك السّابق اتحاد الحراش، ألا تزال تُتابع أخباره وجديد التشكيلة؟ أكيد، وبشكل يومي، الاتحاد الفريق الذي منحني فرصة البروز، والحصول على فرصة التوقيع في النجم الساحلي، ولا يمكن أن أنكر خيره وفضله عليّ، وأنا أطالع يوميا الجرائد الجزائرية، لمتابعة تحضيرات التشكيلة للموسم الكروي الجديد. هل يُمكن القول أن قلب بغداد لا يزال معلقا ب"الصفراء" ؟ بالطبع، كيف لي أن أنسى هذا الفريق، الذي قضيت فيه أياما لا تنسى، وأنا في اتصال مستمر مع بعض اللاعبين على غرار العمالي، بلقروي وآخرين، وعلى اطلاع بكل ما يحدث "للصفراء". وكيف هي علاقتك بشارف بعد مغادرتك اتحاد الحراش؟ عادية، هو الآخر أنا في اتصال مستمر معه، وأطمئن عليه من حين لآخر، واحترام كبيرموجود بيننا. والرئيس محمد العايب… نفس الشيء، ليس لديّ أي مشكل مع إدارة اتحاد الحراش، والحمد للمولى تركت "مكانتي نظيفة"، وعشت فترات تبقى راسخة في ذاكرتي ما حييت، والعلاقة مع العايب جد عادية. يعني هذا أنّك لست حاقدا عليه، بعد كل ما حدث هذه الصّائفة في صفقة انتقالك للنجم الساحلي؟ لا إطلاقا، كان بمثابة رئيسي السابق وأحترمه ولا شيء فوق هذا. من خلال حديثك نفهم أنك جدّ مرتاح هنا رفقة النّجم، لماذا يا ترى؟ نعم، أنا مرتاح جدا هنا، كل العوامل تساعدك على النجاح، ملاعب ذات عشب رائع، وسائل الاسترجاع متوفرة، وحقيقة اللاعب هنا يجد راحته، تركيزه يكون فقط على أرضية الميدان، وكيف يقنع الجميع، وينال مكانته. يعني هذا أنه لا ينقصك أيّ شيء هنا ؟ الحمد للمولى، أنا في سوسةالمدينة الجميلة ووجدت راحتي فيها، على الرغم من أنني وحدي، إلى أن الأمور ممتازة، ومختلفة جدا عمّا هو متوفر في بطولتنا، ولدى العديد من الأندية الجزائرية. هل ترى أن البطولة التونسيّة أفضل من نظيرتها الجزائرية؟ من حيث الإمكانيات فرق شاسع، هنا في تونس يوجد كل شيء واللاعب تُوّفر له كل المعدات والوسائل الخاصة لوضعه في أفضل الظروف، لهذا يوجد الفرق بين البطولتين ومن حيث المستوى لا ألاحظ فرقا كبيرا، خاصة أن لاعبي المغرب العربي معروفون بإمكانياتهم الفنية الكبيرة. وهل ترغب في خوض تجربة في إحدى البطولات الأوروبية؟ إن شاء المولى، هذا الهدف سأعمل على الوصول له الموسم المقبل، وكل آمالي معلقة على تقديم كل ما أملك للظفر بمكانة أساسية، ولا شيء غير ذلك، والمساهمة في إعادة هذا النادي العريق لمنصة التتويجات. بماذا تنصح الشبان الناشطين في البطولة الوطنيّة، لكي يوفّقوا في مشوارهم الكروي؟ أنصحهم بأن لا يضيّعوا أي فرصة ممكنة لخوض تجربة احترافية خارج الوطن، وأن لا يترددوا، بحيث أنصحهم هنا من سوسة، أنهم سيجدون كل الظروف مواتية لتقديم مسيرة جيدة وتطوير مستواهم. وماذا عن المنتخب الوطني، هل ما زلت ترغب في العودة لكتيبة حاليلوزيتش؟ أكيد، كيف لي أن أقطع الأمل، وأنا لاعب جزائري، وكل لاعب من هذا الوطن، له الحق في اللعب للمنتخب الوطني، وتحدوني رغبة كبيرة في العودة من جديد للخضر، خاصة أنه شيء مشرف لكل لاعب ولعائلته، أن يشارك رفقة منتخب بلاده، لأنه ليس في متناول أيّ كان. لكن الأمور صعبة حاليّا بتواجد لاعبين ينشطون في إنتر ميلان، سبورتينغ لشبونة، بورتو وغيرها من الأندية الكبيرة؟ من أين أتى سليماني وسوداني؟، هم كلهم من البطولة الوطنية ويصنعون حاليا أفراح المنتخب الوطني، بالعكس سيكون بمثابة حافز كبير بالنسبة لي، لعبهم في هذه الأندية لن يعيقني، وسأعمل بكل جهد للعودة من جديد لحمل الألوان الوطنية. يعني أن هذا الأمر لا يخيفك إطلاقا؟ إطلاقا، لست صغيرا في السن، لديّ من الإمكانيات ما يسمح لي بمقارعة هؤلاء الأسماء ولن أخاف من هذا الأمر، لأني أدرك أن كل شيء يأتي بالعمل الجاد والمتواصل، وليس بالأسماء، صحيح أنهم ينشطون في أندية كبيرة ومعروفة، لكن يجب أن لا "نحقر روحي"، وسأثابر للحصول على مكانتي رفقة الخضر في المستقبل القريب إن شاء المولى. هل تطمح إلى نيل اهتمام الناخب الوطني، على الرغم من عدم تنقله لتونس، لمتابعة مباريات محترفينا هناك؟ هدف كل لاعب جزائري، هو حمل الألوان الوطنية، أنا كان لي شرف حملها سابقا، وأعتز كثيرا بهذا الأمر، وسأعمل على لفت انتباه المدرب وحيد حاليلوزيتش، ولم لا أكون ضمن العناصر التي سيوجّه لها الدعوة خلال المواعيد المقبلة للمنتخب الوطني. في الأخير، ماذا يُمكن أن تضيف لنختم هذا الحوار الشيّق؟ أشكرك جزيل الشكر على هذه الالتفاتة الجميلة، خاصة أنكم تذكرتموني هنا بتونس، وأتمنى كل التوفيق لجريدة "الخبر الرياضي"، في مسارها المهني، وأن أقدم موسما في القمة رفقة النجم الساحلي، في أول تجربة احترافية لي، وإن شاء المولى أوفق فيها.