قبل بضع سنوات كان يقال أنّ دلهوم هو اللاعب المهضوم حقه في الوفاق بسبب سياسة البذخ التي اعتمدها الرئيس السابق عبد الحكيم سرار على اللاعبين الوافدين للوفاق على عكس ما كان يحدث مع دلهوم رغم أنّه حافظ دوما على مكانته الأساسية، "دعدوعة" كما يلقبه الأنصار أصبح النجم رقم واحد في سطيف وربما في الجزائر رغم كل ما مر به، بل أنّ هناك من يعتبره الآمر الناهي في الوفاق، فعن كل هذا وما حدث له في مشواره القصير المليء بالأحداث يتحدث حامل لقب بطولة هذا الموسم.. نبدأ حديثنا بسؤال كلاسيكي لأقول لك، هل من الممكن أن تقدّم نفسك للجمهور الرياضي؟ أنا من مواليد 10 فيفري 1985 بسطيف، وقد بدأت ممارسة كرة القدم في صفوف الملعب السطايفي (الصاص) ثم تنقلت إلى فريق تربية سطيف (لاكاديمي) ثم انتقلت إلى وفاق سطيف في صنف الأشبال وهذا بفضل المدرب حمودي تريباش الذي أشكره بالمناسبة وأحييه. إذن مراد دلهوم من اكتشاف المدرّب تريباش؟ نعم الفضل الكبير يعود لحمودي تريباش بدون أن أنسى العديد من المدربين الآخرين الذين أشرفوا عليّ في صغري، منهم صفيح الذي كان لاعبا آنذاك ومدربا للفئات الشبانية في نفس الوقت وأيضا منير بلة ونصاص، هؤلاء جميعا لهم الفضل فيما أنا عليه الآن. هناك مباراة لعبتها في صنف الأواسط وكانت المنعرج لترقيتك للأكابر هل تتذكّرها؟ أذكر تلك المباراة فقد لعبنا في ملعب الشهيد حملاوي بقسنطينة أمام شباب الميلية وكانت المباراة لتحديد البطل وقد حضرها في ذلك الوقت عبد الحكيم سرار وحسان حمّار وأديّت مباراة كبيرة، حيث سجلت هدفا ومنحت الآخر، وفزنا بهدفين مقابل صفر وحينها طلب سرار ترقيتي. ما هي أول مباراة لك مع الوفاق في الأكابر؟ أول مباراة لي كانت أمام اتحاد الشاوية في باتنة، حيث فزنا 3/1 وكان آنذاك ملعب 8 ماي معاقبا. وأوّل هدف سجّلته مع أكابر وفاق سطيف؟ كان أمام نادي أرزيو لحساب كأس الجمهورية ولعبنا تلك المباراة في ملعب البليدة. بدايتك مع الوفاق كانت كظهير أيمن، لكنك الآن تلعب في غير ذلك المنصب من قام بتغيير منصبك؟ في الحقيقة أنا لست ظهيرا أيمن بل لاعب متعدد المناصب، فقد لعبت كقلب دفاع ولعبت في وسط الميدان ولعبت حتى كمهاجم، وأود أن أكشف لكم أمرا مهمّا، أني في الفئات الشبانية كنت أنهي الموسم كهدّاف وكنت أسجل حوالي 16 هدفا في الموسم وهذا هو سبب تسجيلي الأهداف مع الوفاق الآن. من هو المدرّب الذي لم يستغل إمكانياتك جيّدا وهمشك؟ يوجد اثنان هما سيموندي وروسلي، وأنا أحتار عندما يقول البعض أن سيموندي مدرب كبير، ففي نهائي كأس العرب مثلا أمام الوداد البيضاوي في المغرب، نحن من قمنا بإدخال فريد طويل الذي سجل هدف الفوز الذي منحنا أسبقية كبيرة لتحقيق الكأس العربية، وسيموندي لم يكن يريد إدخاله لكننا تدخلنا في الوقت المناسب ووقفنا ضده. ومن هو أحسن مدرّب تعاملت معه؟ شيخ المدربين رابح سعدان، إنه مثال للصرامة والانضباط وأنا أعتبره أحسن مدرب مرّ على الوفاق وكان لي الشرف أن لعبت تحت قيادته. في 2009 أدّيتم مشوارا مشرّفا في كأس "الكاف" بالرغم من أن الإدارة طلبت منكم التنازل عن المنافسة لكنكم تخطّيتم جوليبا المالي وصعدتم لدور المجموعات، ماذا جرى في تلك المباراة؟ في ذلك الموسم توّجنا بالبطولة والإدارة طلبت منا التنازل عن كأس "الكاف" التي لم تكن من الأهداف، وعليه تنقلنا إلى مالي لمواجهة جوليبا في مباراة الإياب بعد فوزنا في الذهاب ب 3/1 وقد تنقلنا بوفد ضم 14 لاعبا فقط وكان هدفنا لعب المواجهة فقط، لكننا خسرنا بنفس النتيجة التي فزنا بها في الذهاب وتأهلنا بضربات الترجيح وهنا تغيّرت الأمور. كيف ذلك؟ غيّرت الإدارة تصريحاتها وبعد تأهلنا لدور المجموعات بدأت تفكر في وضع الكأس الإفريقية كهدف، وهو ما جعلنا كلاعبين نتفق على التتويج بها فلا يجوز تضييع تعب عدة مباريات والحمد للمولى أدينا مشوارا كبيرا، ووصلنا للدور النهائي بفضل مجهودات اللاعبين لا غير، حيث لم يقف بجانبنا أي شخص في ذلك الوقت لكن مع وصولنا للدور الأخير تغيّرت الأمور رأسا على عقب. خسرتم النّهائي بضربات الترجيح بطريقة ساذجة، ما هي حقيقة ما حدث آنذاك؟ في مباراة جوليبا وباقي المباريات قبل النهائي كنا نعاني نحن اللاعبين وحدنا ووصلنا إلى حد أن لعبنا مباراة جوليبا في درجة حرارة 53 ولا أحد كان يسأل عنا، لكن مع مرور الأدوار ووصولنا للنهائي بدأت الأصوات تتعالى وبدأ "أصحاب الكوستيمات" بالظهور وكل واحد يقول "أنا تعبت عليها وهذي لاكوب تاعي"، وكان ذلك السبب الرئيسي في الخسارة، حيث فزنا بمباراة الذهاب 2/0 في سطيف وأنهينا الشوط الأول من مباراة الإياب متعادلين لكن الملعب المالي عدل النتيجة وفاز علينا بضربات الترجيح، الله غالب أشباه المسيرين هم سبب تضييعنا للكأس الغالية وكل واحد منهم كان يقول أنا أحب الفريق لكن الحقيقة أن كل شخص منهم يحب نفسه ومصالحه وفقط. ما هي أحسن ذكرى لك مع الوفاق وأسوأها؟ أحسن ذكرى لي الموسم الماضي عندما فزنا ب"الدوبلي" الذي يبقى في التاريخ وأسوأ ذكرى خسارة نهائي كأس "الكاف". هذا الموسم كانت كأس الجمهورية أحد أهداف الفريق لكنّكم أقصيتم في نصف النهائي أمام مولودية الجزائر وسط عديد من المشاكل والهزات داخل الفريق، ما الذي حدث؟ أولا عليّ أن أنوه بأمر مهم جدا وهو أن كأس الجمهورية لم تكن هدفا للفريق لأن الكأس لا توضع كهدف فالمنافسة تحوي 64 فريقا وفي النهاية يفوز بها فريق واحد، الحمد للمولى الموسم الماضي تحصلنا عليها مع البطولة لكن هذا الموسم "ماكتبش ربي" فكل شيء كان لصالح المولودية من الحكم إلى الكرة نهاية بالملعب وكلكم شاهدتم ماذا حصل، تلك المباراة نسيناها في غرف تغيير الملابس وبعد نهايتها تحدثت مع زملائي وطلبت منهم نسيان المباراة والتفكير في البطولة والحمد للمولى توجّنا بها. في تلك المباراة حدثت قضيّة قراوي وغورمي، كيف تعاملت مع القضيّة كقائد للفريق وهل ترى أن تصرّف الثنائي أحد أسباب الهزيمة؟ في الحقيقة هذه القضية لم تؤثر كثيرا على الفريق، صحيح أن اللاعبين أخطآ كثيرا وكانت لديهما حرارة زائدة للعب المباراة، ففي الحصة التدريبية الأخيرة قبل المباراة في "الباز" أخلط المدرب التشكيلتين الأساسية والاحتياطية وقد ظن كل من غورمي وقراوي أنهما خارج التشكيلة وقاما بتصرف طائش وهذا أمر يحصل لأي لاعب، فأنا شخصيا حصل لي الأمر في مباراة اتحاد العاصمة إذ يومها أشيع أنني لا أرغب في لعب المباراة لكن الحقيقة عكس ذلك فأنا كنت متحمسا كثيرا للعب المقابلة، وهو نفس الأمر الذي حصل مع غورمي وقراوي لكنهما عادا واستدركا الخطأ وطلبا العفو من زملائهما يومها. أقصيتم من قبل ضدّ المولودية في 2006 وأقصيتم هذا الموسم، ما هو الإقصاء الذي لم تتجرّعه بسهولة؟ إقصاء 2006 كان مرا للغاية ولم أتقبله لغاية اليوم وأود أن أضيف شيئا بخصوص قضية بلحوت الذي هاجمني في الصحف بعدما تحدثت عن تلك المباراة قبل أيام، وقد استغربت كثيرا لذلك لأنني لم أقصد مهاجمته شخصيا لأنني أعزه كثيرا وأعتبره مثل والدي، أنا وضحت الأمور ووضحت الحقائق لا غير، لكن هو فهم الأمور من زاوية أخرى. لنعد الآن لقضيّتك مع المدرب فيلود، كيف عشت مباراتي الساورة واتحاد العاصمة وأنت خارج التعداد؟ عشت المباراتين كأي مناصر يشجع الفريق، ففي مباراة الساورة عاقبني المدرب بداعي الانضباط وهو الأمر الذي لم أتقلبه وبكل صراحة المدرب "كان ورايا" منذ تربص تونس بسبب معارضتي لعديد الأشياء التي كانت تحدث في الفريق وبصفتي قائدا للفريق كنت في وجه المدفع لكن الحمد للمولى دافعت عن مصالح الفريق والآن حصدنا الثمار بتتويجنا بلقب البطولة. مغادرة سلطاني، شلالي، عناب وديمبا هل ترى أنها خدمت الوفاق أم لا؟ كان الأمر صعبا للغاية لأن التنازل عن 4 لاعبين دفعة واحدة وعدم استقدام أي لاعب أمر كارثي والإدارة تداركت الأمر باستقدام مدافعين، بالنسبة لي مغادرة الرباعي "غلطة" جسيمة وكان بالإمكان الاستفادة منهم على الأقل في بعض المباريات فأنا أرى أنهم كانوا قادرين على تقديم الإضافة وكان بالإمكان تخفيض رواتبهم والإبقاء عليهم وقد شاهدتم أننا في بعض المباريات لم نجد البديل. من بين الرباعي المغادر في الميركاتو من ترى أنه كان يستحق البقاء في الفريق؟ احترت كثيرا في تسريح اللاعب ديمبا وأظن أنه خطأ كبير من الإدارة أن تسرّح لاعبا بقيمة ديمبا، صراحة الأمر محير جدا، كان أيضا من الممكن الإبقاء على شلالي أو سلطاني. في تلك الفترة كنتم في تربّص بإسبانيا ونذكر أنك تحدّثت مع الإدارة حول الاستقدامات وأبديت امتعاضك من طريقة سيرها أليس كذلك؟ نعم هذا صحيح، فقد تحدثت في إسبانيا مع المسيرين حول عملية الاستقدامات وطلبت التعاقد مع لاعبين بإمكانهم تقديم الإضافة، وهناك أمر آخر حدث هناك، وهو أنّ الإدارة كانت تفكر في تسريح ناجي لنصر حسين داي لولا وقوفي ضد هذا القرار الذي لم يكن مدروسا على الإطلاق فناجي تقريبا كان المهاجم الوحيد لأنّ عودية كان متواجدا مع الفريق الوطني، تسريح سلطاني، شلالي ويايا ثم التفكير في تسريح ناجي، هذا أمر أعتبره ضربا من الجنون وهو الأمر الذي تأكد الآن، فاللاعب سجل 8 أهداف في مباريات الإياب فقط وفي أول مشاركة ضد مولودية العلمة مع بداية جولة الإياب سجل هدفين، لقد تحدثت معه في إسبانيا وطلبت منه التركيز مع الفريق والحمد للمولى أدى ما عليه ولم يخيب. مشكل الأموال كان يتجدّد في كل مرة، بصفتك أقدم لاعب في الفريق بماذا تفسّر هذا الأمر وما هي الحلول في رأيك؟ بكل صراحة وبعيدا عن لغة الخشب، الآن وفاق سطيف أصبح فريقا كبيرا وهذا الأمر يتطلب وجود أشخاص يملكون الأموال، وفاق اليوم ليس وفاق الأمس الذي كان يسيّر ب3 ملايير، علينا تجاوز مرحلة الدعم من السلطات المحلية وانتظار مليار البلدية ومليار الولاية لتسديد الأجور، الوفاق الآن في حاجة لاستثمار كبير وشخصية ذات نفوذ وأموال ضخمة وفي حال تواصلت الأمور على ما هي عليه ستصعب كثيرا في المواسم القادم، بصريح العبارة الوفاق لا يملك الرجال مع كامل احتراماتي لحمّار وأعراب وقبلهما سرار الذين أحييهم على المجهودات لكن الوفاق كبير عليهم الآن. من اللاعبين الذين غادروا الموسم الماضي حشود، بن موسى وجابو، من هو اللاعب الذي تمنّيت بقاءه؟ أنا تمنيت بقاءهم جميعا لأنهم قدموا للفريق الكثير، ولا نستطيع أن ننكر خيرهم، كان عليهم التفكير في مستقبلهم لأن مشوار اللاعب في كرة القدم صغير، فبن موسى وحشود قبل مغادرتهما كانا يتصلان بي ويطلبان رأيي بخصوص وضعيتهما لكنني كنت أطلب منهما الصبر، وهذا حبا في الفريق لكن بعد أن تعفنت الأمور وازدادت سوءا قلت لهما :"كل واحد يشوف مخروجو" وشكرتهما على كل ما قدماه للفريق . قبل بداية الموسم كانت لك عروض من الإمارات وتنقلت للتفاوض لكنك لم تتمكن من الظفر بعقد احترافي في الخارج، ما هي الفرق التي كنت تتفاوض معها هناك؟ كان هناك ناديان، الأول هو الإمارات والثاني عجمان، وبالفعل تنقلت وتفاوضت معهما لكن وثيقة تسريحي وقفت عائقا أمام احترافي في الإمارات بسبب أني كنت ملتزما بموسم آخر مع الوفاق. بكل صراحة هل ستبقى أم تغادر الوفاق؟ أولا أنا لعبت في وفاق سطيف وصنعت لنفسي اسما بفضل هذا النادي وأشكره كثيرا، لكن الآن حان الوقت للتفكير في مستقبلي، الحمد للمولى الوفاق جعلني لاعبا كبيرا وأنا منحت الفريق كل ما لديّ ومنحته الألقاب وسمحت في حقي "بزاف" من أجل الفريق خصوصا في السنوات الثلاث الأخيرة، أذكر أنني كنت أمضي في بداية الموسم ومع نهاية الموسم أجد نفسي مازلت أدين ب 10 أشهر ولأنني أحب الفريق لم أكن أكترث للأموال لكنني الآن في ال28 من عمري وعليّ التفكير قليلا في نفسي، الأولوية طبعا ستكون للوفاق لأنني مناصر قبل أن أكون لاعبا. ما هي شروطك للبقاء الموسم القادم؟ شروطي واضحة وهي مراجعة السياسة الإدارية للفريق فالتسيير العشوائي يطغى الآن على أركان الفريق وقضية الأموال خير دليل، الكثير من اللاعبين يدينون بعديد الأجر الشهرية، وهذا أمر غير مقبول إطلاقا خصوصا أننا أنهينا الموسم كأبطال للجزائر، الوفاق الآن هو أساس ولاية سطيف وإذا توقف الوفاق ستتوقف ولاية بأكملها لذلك علينا تغيير السياسة بما يتماشى مع حجم الفريق الآن. هل يُمكن أن نرى مراد دلهوم بقميص ناد جزائري آخر؟ حقيقة الأمر صعب للغاية لكن إذا اقتضت الضرورة فلا يمكنني فعل أي شيء حيال ذلك، بودي إكمال مسيرتي في الوفاق فريق الصغر، لكن للصبر حدود، دائما مع بداية الموسم أسمح من حقي لأجل الفريق، ففي هذا الموسم فقط سمحت في 100 مليون من أجل البقاء في الوفاق، وهذا أمر لا يقدمه أي لاعب لأي فريق، صراحة في المواسم الأخيرة سمحت في حوالي مليار و300 مليون سنتيم من أجل الوفاق ومن أجل القميص لكنني غير قادر على تقديم المزيد من التنازلات الآن. خسارة الساورة في الذهاب زعزعت الفريق قليلا ألا ترى أن الفوز أمام اتحاد العاصمة كان منعرجا حقيقيّا للفريق؟ نعم هذا أمر صحيح فالخسارة أمام الساورة أثرت على الفريق وزرعت الشك في نفوس اللاعبين، مقابلة اتحاد العاصمة جرت بضغط كبير والحمد للمولى فزنا على الاتحاد، وبيننا نحن اللاعبين كنا دائما نتحدث ونقول أن من يلعب في 8 ماي يترك النقاط الثلاث ويعود، والحمد للمولى لحد الآن فزنا في جميع المباريات ولدينا مباراة أخرى غدا (الحوار أجري قبل مباراة شباب قسنطينة) وبحول المولى سنحاول الفوز بها لتحقيق الفوز في جميع المباريات في ملعب 8 ماي. ما هي أسباب الخسارة أمام شباب بلوزداد بتلك النتيجة 4/1؟ مقابلة شباب بلوزداد جاءت في وقت حساس فبعد 72 ساعة أو أقل من الخسارة أمام مولودية الجزائر والإقصاء من كأس الجمهورية كان اللاعبون غير مركزين بسبب خيبة الأمل بالإضافة إلى شتائم الأنصار للثنائي غورمي وقراوي في ملعب 20 أوت بدون أن ننسى الحكم الذي حرمنا من 3 ضربات جزاء شرعية كلها عوامل ساهمت في هذه الهزيمة القاسية. أقصيتم أمام ليوبار في رابطة الأبطال بضربات الترجيح بالرغم من أن المرور لدور المجموعات كان من الأهداف الرئيسيّة للفريق ما هو سبب ذلك الإقصاء؟ بالنسبة لي الإقصاء من رابطة الأبطال أمر مؤسف للغاية لأن هدفنا الأول كان الذهاب بعيدا في هذه المنافسة لكن الظروف لم تكن في صالحنا، بكل صراحة إقصاؤنا كان في مباراة الذهاب بسبب التنقل الكارثي الذي برمجته الإدارة، الفريق الكونغولي لم يكن ذلك المنافس الذي لم يكن بإمكاننا هزمه لكن الظروف خدمتهم وفزنا عليهم بنفس النتيجة التي فازوا بها علينا وخسرنا بضربات الترجيح، الحظ لم يكن معنا بالإضافة إلى الحكم الذي كان بطل مهزلة هنا في سطيف ولولا أننا عدّلنا لحدثت كارثة بطلها أنا، فالحمد للمولى الذي ستر لأنني كنت على وشك الاعتداء على الحكم، بصريح العبارة من يريد لعب رابطة الأبطال عليه أن يوفر أموالا ضخمة لذلك. الآن ستلعبون كأس "الكاف" هل ترى أنكم قادرون على الذهاب بعيدا فيها؟ في الحقيقة لعبنا مباراة الإياب هنا في سطيف وفزنا بهدفين مقابل صفر ومازالت مباراة العودة التي أتمنى فيها كل التوفيق لزملائي لأنني لن أكون حاضرا معهم، أتمنى لهم التوفيق ولم لا العودة من هناك بالتأهل. ماهي أجمل وأسوأ ذكرى لك في أدغال إفريقيا؟ بدون أي تفكير مباراتنا في مدينة كالولو الأنغولية لن أنساها ما حييت، عشنا الجحيم هناك فقد تنقلنا في أكثر من طائرة للوصول إلى المدينة وبعد الوصول تم تغيير موعد المقابلة لأن ساحرهم طلب منهم اللعب يوم الإثنين للفوز علينا، تذاكر الطائرة استنفدت فوجدنا أنفسنا "مرميّين" من أجل التنقل. كيف عشت كأس إفريقيا للمحليّين في السودان؟ كان لي الحظ آنذاك لتمثيل الألوان الوطنية في كأس إفريقيا للمحليين رفقة 11 لاعبا من الوفاق آنذاك، وصلنا للنصف النهائي وخسرنا ضد تونس بضربات الترجيح وبالرغم من ذلك أعتبر الأمر إيجابيا لأننا اكتسبنا خبرة في إفريقيا وأضفنا مشاركة جديدة لسجلاتنا كلاعبين. هل ترى أن جابو أحسن الاختيار بالانتقال إلى الإفريقي وتفضيله على بعض العروض الأوروبية؟ أنا وجابو أكثر من أصدقاء بل كإخوة، أنا تمنيته يلعب في أكبر الفرق الأوروبية مثل برشلونة، أما بخصوص قراره فهو له كامل الحرية في الاختيار والأكيد أنّ له أمورا جعلته يختار الإفريقي على كل حال نتمنى له التوفيق ونتمنى أيضا أن نراه في صفوف ناد أوروبي كبير في المواسم القادمة. على ذكر برشلونة كيف عشت الخسارة بسبعة أهداف أمام البايرن وآنت مناصر وفيّ للبارصا؟ بالرغم من الخسارة برباعية في الذهاب وثلاثية في الإياب إلا أن عدم تواجد ميسي في أحسن أحواله هو السبب الرئيسي وبالرغم من ذلك أبقى مناصرا للبارصا في السراء والضراء. ما سرّ علاقتك الوطيدة مع رياض بن شادي؟ رياض بن شادي أكثر من أخي وأنا أعتبره سطايفيا مثلنا فلو ترى حبه وغيرته على الوفاق لدهشت، فهو يحب الفريق والألوان أكثر من عديد اللاعبين الذين يوصفون بأنهم أولاد الفريق، نتمنى من الإدارة النظر إليه والالتفاتة له لأنه يدين ب17 شهرا لحد الآن لكنه لم يحدث أي فوضى ولم يخلف بلبلة في الفريق شأنه شأن الحارس بن خوجة. ألا ترى أن العلاقات الجيدة بين اللاعبين إحدى أهم الأسباب لتحقيق الألقاب في هذين الموسمين؟ هذا أمر طبيعي لأن اللاعبين الموجودين الآن في الوفاق "ولاد فاميليا" وعندما تدخل لغرف الملابس تشاهد هذا الأمر فالكل هنا يحترم الآخر ويمازحه وهو أمر مختلف عما كان عليه أيام تشكيلة "لاعبي النجوم" أين كان كل لاعب ينتظر الخطأ من زميله، الحمد للمولى اللاعبون الآن متضامنون مع بعضهم ونعيش في أسرة واحدة مثل الإخوة. ما هو شعورك وأنت تختار كأحسن لاعب في البطولة الوطنيّة؟ الحمد للمولى وفقني ربي لنيل هذا التتويج الشخصي الذي كان بسبب زملائي اللاعبين لأني لست مارادونا ولست اللاعب الوحيد الذي ساهم في أفراح الفريق أشكرهم وأحييهم كثيرا على المردود المقدم هذا الموسم وأتمنى لهم التوفيق في المواسم القادمة، وبالمناسبة أشكر الجريدة التي منحتني هذا التتويج وأشكر كل من صوّت لي من "لوفيراج سيتيفيان" أو "الجيش الأسود" أو "لاغازيتا" وأشكر أيضا كل من صوت عليّ في الجزائر قاطبة. مَن مِن اللاعبين الحاليّين في البطولة الوطنية تراه قادرا على تقديم الإضافة للوفاق؟ بكل صراحة لا يمكنني منح أسماء معينة لكن يمكنني التأكيد على أن مستوى اللاعبين في الجزائر متقارب جدا فلا يوجد لدينا نجوم أو ما شابه ذلك، في الجزائر كل اللاعبين من المستوى المتوسط مع فارق بسيط وطفيف بين البعض وأنا شخصيا يمكنني اللعب في أي فريق في الجزائر وبكل راحة ولن أخاف من أي شيء. نتطرّق الآن لقضيّة مهمّة جدا وهي قضية القطع الأرضية التي منحها لكم الرئيس بوتفليقة بمناسبة التتويج بالكأس العربية، فالقائمة التي أعدت آنذاك حملت 35 شخصا والآن وسعت القائمة لتشمل حوالي 61 شخصا أغلبهم ليسوا لاعبين ويُوجد من بين اللاعبين من دفع قسط القطعة الأرضيّة لكنه لم يستفد منها إلى أين وصلت القضيّة الآن؟ أول شيء هذا حقنا ولن نسمح فيه لأنه منحنا إياه رئيس الجمهورية الرجل الأول في البلاد، الجزائر كانت محتاجة في ذلك الوقت لمثل ذلك الانتصار وبفوزنا بكأس العرب أفرحنا الجزائر بأكملها وخرج أغلب الشعب للاحتفال بإنجازنا، أنا شخصيا "مانيش سامح" في حقي وفي هذه الدنيا كل شخص لا يملك إلا قبرا يلمه في نهاية حياته وموعدنا للحساب عند المولى سبحانه وتعالى، سبحان المولى أنا سطايفي و"ولد بلاد" ولا أملك حتى منزلا وبإمكاني إحداث فوضى والحصول على قطعة الأرض أو المنزل لكنني لن أفعل ذلك لأنه "كاين ربي والرزاق ربي". كلمة أخيرة للأنصار في نهاية هذا الحوار؟ أولا أشكر كثيرا أنصارنا الأوفياء، أشكرهم كثيرا على وقوفهم إلى جانبنا والحمد للمولى لم نخيبهم وتوجنا بلقب البطولة، الحمد للمولى كل عام "رانا زاهيين" ومازال أمامنا المستقبل وأطلب منهم السماح في رابطة الأبطال بسبب الظروف التي كانت ضدنا وأشكر كذلك كل من صوت عليّ في تصويت أحسن لاعب في البطولة، وفي النهاية أطلب من مدير ملعب 8 ماي ومن السلطات نزع السياج الفاصل لأنه "عيب" معاملة مناصر وفاق سطيف مثل الوحش وأنا مستعد لنزعه شخصيا إذا لم يستطيعوا فعل ذلك، وكل ما أرى ذلك السياج "الدمعة تبغي طيحلي". حاوره: إبراهيم خرفية نبدأ حديثنا بسؤال كلاسيكي لأقول لك، هل من الممكن أن تقدّم نفسك للجمهور الرياضي؟ أنا من مواليد 10 فيفري 1985 بسطيف، وقد بدأت ممارسة كرة القدم في صفوف الملعب السطايفي (الصاص) ثم تنقلت إلى فريق تربية سطيف (لاكاديمي) ثم انتقلت إلى وفاق سطيف في صنف الأشبال وهذا بفضل المدرب حمودي تريباش الذي أشكره بالمناسبة وأحييه. إذن مراد دلهوم من اكتشاف المدرّب تريباش؟ نعم الفضل الكبير يعود لحمودي تريباش بدون أن أنسى العديد من المدربين الآخرين الذين أشرفوا عليّ في صغري، منهم صفيح الذي كان لاعبا آنذاك ومدربا للفئات الشبانية في نفس الوقت وأيضا منير بلة ونصاص، هؤلاء جميعا لهم الفضل فيما أنا عليه الآن. هناك مباراة لعبتها في صنف الأواسط وكانت المنعرج لترقيتك للأكابر هل تتذكّرها؟ أذكر تلك المباراة فقد لعبنا في ملعب الشهيد حملاوي بقسنطينة أمام شباب الميلية وكانت المباراة لتحديد البطل وقد حضرها في ذلك الوقت عبد الحكيم سرار وحسان حمّار وأديّت مباراة كبيرة، حيث سجلت هدفا ومنحت الآخر، وفزنا بهدفين مقابل صفر وحينها طلب سرار ترقيتي. ما هي أول مباراة لك مع الوفاق في الأكابر؟ أول مباراة لي كانت أمام اتحاد الشاوية في باتنة، حيث فزنا 3/1 وكان آنذاك ملعب 8 ماي معاقبا. وأوّل هدف سجّلته مع أكابر وفاق سطيف؟ كان أمام نادي أرزيو لحساب كأس الجمهورية ولعبنا تلك المباراة في ملعب البليدة. بدايتك مع الوفاق كانت كظهير أيمن، لكنك الآن تلعب في غير ذلك المنصب من قام بتغيير منصبك؟ في الحقيقة أنا لست ظهيرا أيمن بل لاعب متعدد المناصب، فقد لعبت كقلب دفاع ولعبت في وسط الميدان ولعبت حتى كمهاجم، وأود أن أكشف لكم أمرا مهمّا، أني في الفئات الشبانية كنت أنهي الموسم كهدّاف وكنت أسجل حوالي 16 هدفا في الموسم وهذا هو سبب تسجيلي الأهداف مع الوفاق الآن. من هو المدرّب الذي لم يستغل إمكانياتك جيّدا وهمشك؟ يوجد اثنان هما سيموندي وروسلي، وأنا أحتار عندما يقول البعض أن سيموندي مدرب كبير، ففي نهائي كأس العرب مثلا أمام الوداد البيضاوي في المغرب، نحن من قمنا بإدخال فريد طويل الذي سجل هدف الفوز الذي منحنا أسبقية كبيرة لتحقيق الكأس العربية، وسيموندي لم يكن يريد إدخاله لكننا تدخلنا في الوقت المناسب ووقفنا ضده. ومن هو أحسن مدرّب تعاملت معه؟ شيخ المدربين رابح سعدان، إنه مثال للصرامة والانضباط وأنا أعتبره أحسن مدرب مرّ على الوفاق وكان لي الشرف أن لعبت تحت قيادته. في 2009 أدّيتم مشوارا مشرّفا في كأس "الكاف" بالرغم من أن الإدارة طلبت منكم التنازل عن المنافسة لكنكم تخطّيتم جوليبا المالي وصعدتم لدور المجموعات، ماذا جرى في تلك المباراة؟ في ذلك الموسم توّجنا بالبطولة والإدارة طلبت منا التنازل عن كأس "الكاف" التي لم تكن من الأهداف، وعليه تنقلنا إلى مالي لمواجهة جوليبا في مباراة الإياب بعد فوزنا في الذهاب ب 3/1 وقد تنقلنا بوفد ضم 14 لاعبا فقط وكان هدفنا لعب المواجهة فقط، لكننا خسرنا بنفس النتيجة التي فزنا بها في الذهاب وتأهلنا بضربات الترجيح وهنا تغيّرت الأمور. كيف ذلك؟ غيّرت الإدارة تصريحاتها وبعد تأهلنا لدور المجموعات بدأت تفكر في وضع الكأس الإفريقية كهدف، وهو ما جعلنا كلاعبين نتفق على التتويج بها فلا يجوز تضييع تعب عدة مباريات والحمد للمولى أدينا مشوارا كبيرا، ووصلنا للدور النهائي بفضل مجهودات اللاعبين لا غير، حيث لم يقف بجانبنا أي شخص في ذلك الوقت لكن مع وصولنا للدور الأخير تغيّرت الأمور رأسا على عقب. خسرتم النّهائي بضربات الترجيح بطريقة ساذجة، ما هي حقيقة ما حدث آنذاك؟ في مباراة جوليبا وباقي المباريات قبل النهائي كنا نعاني نحن اللاعبين وحدنا ووصلنا إلى حد أن لعبنا مباراة جوليبا في درجة حرارة 53 ولا أحد كان يسأل عنا، لكن مع مرور الأدوار ووصولنا للنهائي بدأت الأصوات تتعالى وبدأ "أصحاب الكوستيمات" بالظهور وكل واحد يقول "أنا تعبت عليها وهذي لاكوب تاعي"، وكان ذلك السبب الرئيسي في الخسارة، حيث فزنا بمباراة الذهاب 2/0 في سطيف وأنهينا الشوط الأول من مباراة الإياب متعادلين لكن الملعب المالي عدل النتيجة وفاز علينا بضربات الترجيح، الله غالب أشباه المسيرين هم سبب تضييعنا للكأس الغالية وكل واحد منهم كان يقول أنا أحب الفريق لكن الحقيقة أن كل شخص منهم يحب نفسه ومصالحه وفقط. ما هي أحسن ذكرى لك مع الوفاق وأسوأها؟ أحسن ذكرى لي الموسم الماضي عندما فزنا ب"الدوبلي" الذي يبقى في التاريخ وأسوأ ذكرى خسارة نهائي كأس "الكاف". هذا الموسم كانت كأس الجمهورية أحد أهداف الفريق لكنّكم أقصيتم في نصف النهائي أمام مولودية الجزائر وسط عديد من المشاكل والهزات داخل الفريق، ما الذي حدث؟ أولا عليّ أن أنوه بأمر مهم جدا وهو أن كأس الجمهورية لم تكن هدفا للفريق لأن الكأس لا توضع كهدف فالمنافسة تحوي 64 فريقا وفي النهاية يفوز بها فريق واحد، الحمد للمولى الموسم الماضي تحصلنا عليها مع البطولة لكن هذا الموسم "ماكتبش ربي" فكل شيء كان لصالح المولودية من الحكم إلى الكرة نهاية بالملعب وكلكم شاهدتم ماذا حصل، تلك المباراة نسيناها في غرف تغيير الملابس وبعد نهايتها تحدثت مع زملائي وطلبت منهم نسيان المباراة والتفكير في البطولة والحمد للمولى توجّنا بها. في تلك المباراة حدثت قضيّة قراوي وغورمي، كيف تعاملت مع القضيّة كقائد للفريق وهل ترى أن تصرّف الثنائي أحد أسباب الهزيمة؟ في الحقيقة هذه القضية لم تؤثر كثيرا على الفريق، صحيح أن اللاعبين أخطآ كثيرا وكانت لديهما حرارة زائدة للعب المباراة، ففي الحصة التدريبية الأخيرة قبل المباراة في "الباز" أخلط المدرب التشكيلتين الأساسية والاحتياطية وقد ظن كل من غورمي وقراوي أنهما خارج التشكيلة وقاما بتصرف طائش وهذا أمر يحصل لأي لاعب، فأنا شخصيا حصل لي الأمر في مباراة اتحاد العاصمة إذ يومها أشيع أنني لا أرغب في لعب المباراة لكن الحقيقة عكس ذلك فأنا كنت متحمسا كثيرا للعب المقابلة، وهو نفس الأمر الذي حصل مع غورمي وقراوي لكنهما عادا واستدركا الخطأ وطلبا العفو من زملائهما يومها. أقصيتم من قبل ضدّ المولودية في 2006 وأقصيتم هذا الموسم، ما هو الإقصاء الذي لم تتجرّعه بسهولة؟ إقصاء 2006 كان مرا للغاية ولم أتقبله لغاية اليوم وأود أن أضيف شيئا بخصوص قضية بلحوت الذي هاجمني في الصحف بعدما تحدثت عن تلك المباراة قبل أيام، وقد استغربت كثيرا لذلك لأنني لم أقصد مهاجمته شخصيا لأنني أعزه كثيرا وأعتبره مثل والدي، أنا وضحت الأمور ووضحت الحقائق لا غير، لكن هو فهم الأمور من زاوية أخرى. لنعد الآن لقضيّتك مع المدرب فيلود، كيف عشت مباراتي الساورة واتحاد العاصمة وأنت خارج التعداد؟ عشت المباراتين كأي مناصر يشجع الفريق، ففي مباراة الساورة عاقبني المدرب بداعي الانضباط وهو الأمر الذي لم أتقلبه وبكل صراحة المدرب "كان ورايا" منذ تربص تونس بسبب معارضتي لعديد الأشياء التي كانت تحدث في الفريق وبصفتي قائدا للفريق كنت في وجه المدفع لكن الحمد للمولى دافعت عن مصالح الفريق والآن حصدنا الثمار بتتويجنا بلقب البطولة. مغادرة سلطاني، شلالي، عناب وديمبا هل ترى أنها خدمت الوفاق أم لا؟ كان الأمر صعبا للغاية لأن التنازل عن 4 لاعبين دفعة واحدة وعدم استقدام أي لاعب أمر كارثي والإدارة تداركت الأمر باستقدام مدافعين، بالنسبة لي مغادرة الرباعي "غلطة" جسيمة وكان بالإمكان الاستفادة منهم على الأقل في بعض المباريات فأنا أرى أنهم كانوا قادرين على تقديم الإضافة وكان بالإمكان تخفيض رواتبهم والإبقاء عليهم وقد شاهدتم أننا في بعض المباريات لم نجد البديل. من بين الرباعي المغادر في الميركاتو من ترى أنه كان يستحق البقاء في الفريق؟ احترت كثيرا في تسريح اللاعب ديمبا وأظن أنه خطأ كبير من الإدارة أن تسرّح لاعبا بقيمة ديمبا، صراحة الأمر محير جدا، كان أيضا من الممكن الإبقاء على شلالي أو سلطاني. في تلك الفترة كنتم في تربّص بإسبانيا ونذكر أنك تحدّثت مع الإدارة حول الاستقدامات وأبديت امتعاضك من طريقة سيرها أليس كذلك؟ نعم هذا صحيح، فقد تحدثت في إسبانيا مع المسيرين حول عملية الاستقدامات وطلبت التعاقد مع لاعبين بإمكانهم تقديم الإضافة، وهناك أمر آخر حدث هناك، وهو أنّ الإدارة كانت تفكر في تسريح ناجي لنصر حسين داي لولا وقوفي ضد هذا القرار الذي لم يكن مدروسا على الإطلاق فناجي تقريبا كان المهاجم الوحيد لأنّ عودية كان متواجدا مع الفريق الوطني، تسريح سلطاني، شلالي ويايا ثم التفكير في تسريح ناجي، هذا أمر أعتبره ضربا من الجنون وهو الأمر الذي تأكد الآن، فاللاعب سجل 8 أهداف في مباريات الإياب فقط وفي أول مشاركة ضد مولودية العلمة مع بداية جولة الإياب سجل هدفين، لقد تحدثت معه في إسبانيا وطلبت منه التركيز مع الفريق والحمد للمولى أدى ما عليه ولم يخيب. مشكل الأموال كان يتجدّد في كل مرة، بصفتك أقدم لاعب في الفريق بماذا تفسّر هذا الأمر وما هي الحلول في رأيك؟ بكل صراحة وبعيدا عن لغة الخشب، الآن وفاق سطيف أصبح فريقا كبيرا وهذا الأمر يتطلب وجود أشخاص يملكون الأموال، وفاق اليوم ليس وفاق الأمس الذي كان يسيّر ب3 ملايير، علينا تجاوز مرحلة الدعم من السلطات المحلية وانتظار مليار البلدية ومليار الولاية لتسديد الأجور، الوفاق الآن في حاجة لاستثمار كبير وشخصية ذات نفوذ وأموال ضخمة وفي حال تواصلت الأمور على ما هي عليه ستصعب كثيرا في المواسم القادم، بصريح العبارة الوفاق لا يملك الرجال مع كامل احتراماتي لحمّار وأعراب وقبلهما سرار الذين أحييهم على المجهودات لكن الوفاق كبير عليهم الآن. من اللاعبين الذين غادروا الموسم الماضي حشود، بن موسى وجابو، من هو اللاعب الذي تمنّيت بقاءه؟ أنا تمنيت بقاءهم جميعا لأنهم قدموا للفريق الكثير، ولا نستطيع أن ننكر خيرهم، كان عليهم التفكير في مستقبلهم لأن مشوار اللاعب في كرة القدم صغير، فبن موسى وحشود قبل مغادرتهما كانا يتصلان بي ويطلبان رأيي بخصوص وضعيتهما لكنني كنت أطلب منهما الصبر، وهذا حبا في الفريق لكن بعد أن تعفنت الأمور وازدادت سوءا قلت لهما :"كل واحد يشوف مخروجو" وشكرتهما على كل ما قدماه للفريق . قبل بداية الموسم كانت لك عروض من الإمارات وتنقلت للتفاوض لكنك لم تتمكن من الظفر بعقد احترافي في الخارج، ما هي الفرق التي كنت تتفاوض معها هناك؟ كان هناك ناديان، الأول هو الإمارات والثاني عجمان، وبالفعل تنقلت وتفاوضت معهما لكن وثيقة تسريحي وقفت عائقا أمام احترافي في الإمارات بسبب أني كنت ملتزما بموسم آخر مع الوفاق. بكل صراحة هل ستبقى أم تغادر الوفاق؟ أولا أنا لعبت في وفاق سطيف وصنعت لنفسي اسما بفضل هذا النادي وأشكره كثيرا، لكن الآن حان الوقت للتفكير في مستقبلي، الحمد للمولى الوفاق جعلني لاعبا كبيرا وأنا منحت الفريق كل ما لديّ ومنحته الألقاب وسمحت في حقي "بزاف" من أجل الفريق خصوصا في السنوات الثلاث الأخيرة، أذكر أنني كنت أمضي في بداية الموسم ومع نهاية الموسم أجد نفسي مازلت أدين ب 10 أشهر ولأنني أحب الفريق لم أكن أكترث للأموال لكنني الآن في ال28 من عمري وعليّ التفكير قليلا في نفسي، الأولوية طبعا ستكون للوفاق لأنني مناصر قبل أن أكون لاعبا. ما هي شروطك للبقاء الموسم القادم؟ شروطي واضحة وهي مراجعة السياسة الإدارية للفريق فالتسيير العشوائي يطغى الآن على أركان الفريق وقضية الأموال خير دليل، الكثير من اللاعبين يدينون بعديد الأجر الشهرية، وهذا أمر غير مقبول إطلاقا خصوصا أننا أنهينا الموسم كأبطال للجزائر، الوفاق الآن هو أساس ولاية سطيف وإذا توقف الوفاق ستتوقف ولاية بأكملها لذلك علينا تغيير السياسة بما يتماشى مع حجم الفريق الآن. هل يُمكن أن نرى مراد دلهوم بقميص ناد جزائري آخر؟ حقيقة الأمر صعب للغاية لكن إذا اقتضت الضرورة فلا يمكنني فعل أي شيء حيال ذلك، بودي إكمال مسيرتي في الوفاق فريق الصغر، لكن للصبر حدود، دائما مع بداية الموسم أسمح من حقي لأجل الفريق، ففي هذا الموسم فقط سمحت في 100 مليون من أجل البقاء في الوفاق، وهذا أمر لا يقدمه أي لاعب لأي فريق، صراحة في المواسم الأخيرة سمحت في حوالي مليار و300 مليون سنتيم من أجل الوفاق ومن أجل القميص لكنني غير قادر على تقديم المزيد من التنازلات الآن. خسارة الساورة في الذهاب زعزعت الفريق قليلا ألا ترى أن الفوز أمام اتحاد العاصمة كان منعرجا حقيقيّا للفريق؟ نعم هذا أمر صحيح فالخسارة أمام الساورة أثرت على الفريق وزرعت الشك في نفوس اللاعبين، مقابلة اتحاد العاصمة جرت بضغط كبير والحمد للمولى فزنا على الاتحاد، وبيننا نحن اللاعبين كنا دائما نتحدث ونقول أن من يلعب في 8 ماي يترك النقاط الثلاث ويعود، والحمد للمولى لحد الآن فزنا في جميع المباريات ولدينا مباراة أخرى غدا (الحوار أجري قبل مباراة شباب قسنطينة) وبحول المولى سنحاول الفوز بها لتحقيق الفوز في جميع المباريات في ملعب 8 ماي. ما هي أسباب الخسارة أمام شباب بلوزداد بتلك النتيجة 4/1؟ مقابلة شباب بلوزداد جاءت في وقت حساس فبعد 72 ساعة أو أقل من الخسارة أمام مولودية الجزائر والإقصاء من كأس الجمهورية كان اللاعبون غير مركزين بسبب خيبة الأمل بالإضافة إلى شتائم الأنصار للثنائي غورمي وقراوي في ملعب 20 أوت بدون أن ننسى الحكم الذي حرمنا من 3 ضربات جزاء شرعية كلها عوامل ساهمت في هذه الهزيمة القاسية. أقصيتم أمام ليوبار في رابطة الأبطال بضربات الترجيح بالرغم من أن المرور لدور المجموعات كان من الأهداف الرئيسيّة للفريق ما هو سبب ذلك الإقصاء؟ بالنسبة لي الإقصاء من رابطة الأبطال أمر مؤسف للغاية لأن هدفنا الأول كان الذهاب بعيدا في هذه المنافسة لكن الظروف لم تكن في صالحنا، بكل صراحة إقصاؤنا كان في مباراة الذهاب بسبب التنقل الكارثي الذي برمجته الإدارة، الفريق الكونغولي لم يكن ذلك المنافس الذي لم يكن بإمكاننا هزمه لكن الظروف خدمتهم وفزنا عليهم بنفس النتيجة التي فازوا بها علينا وخسرنا بضربات الترجيح، الحظ لم يكن معنا بالإضافة إلى الحكم الذي كان بطل مهزلة هنا في سطيف ولولا أننا عدّلنا لحدثت كارثة بطلها أنا، فالحمد للمولى الذي ستر لأنني كنت على وشك الاعتداء على الحكم، بصريح العبارة من يريد لعب رابطة الأبطال عليه أن يوفر أموالا ضخمة لذلك. الآن ستلعبون كأس "الكاف" هل ترى أنكم قادرون على الذهاب بعيدا فيها؟ في الحقيقة لعبنا مباراة الإياب هنا في سطيف وفزنا بهدفين مقابل صفر ومازالت مباراة العودة التي أتمنى فيها كل التوفيق لزملائي لأنني لن أكون حاضرا معهم، أتمنى لهم التوفيق ولم لا العودة من هناك بالتأهل. ماهي أجمل وأسوأ ذكرى لك في أدغال إفريقيا؟ بدون أي تفكير مباراتنا في مدينة كالولو الأنغولية لن أنساها ما حييت، عشنا الجحيم هناك فقد تنقلنا في أكثر من طائرة للوصول إلى المدينة وبعد الوصول تم تغيير موعد المقابلة لأن ساحرهم طلب منهم اللعب يوم الإثنين للفوز علينا، تذاكر الطائرة استنفدت فوجدنا أنفسنا "مرميّين" من أجل التنقل. كيف عشت كأس إفريقيا للمحليّين في السودان؟ كان لي الحظ آنذاك لتمثيل الألوان الوطنية في كأس إفريقيا للمحليين رفقة 11 لاعبا من الوفاق آنذاك، وصلنا للنصف النهائي وخسرنا ضد تونس بضربات الترجيح وبالرغم من ذلك أعتبر الأمر إيجابيا لأننا اكتسبنا خبرة في إفريقيا وأضفنا مشاركة جديدة لسجلاتنا كلاعبين. هل ترى أن جابو أحسن الاختيار بالانتقال إلى الإفريقي وتفضيله على بعض العروض الأوروبية؟ أنا وجابو أكثر من أصدقاء بل كإخوة، أنا تمنيته يلعب في أكبر الفرق الأوروبية مثل برشلونة، أما بخصوص قراره فهو له كامل الحرية في الاختيار والأكيد أنّ له أمورا جعلته يختار الإفريقي على كل حال نتمنى له التوفيق ونتمنى أيضا أن نراه في صفوف ناد أوروبي كبير في المواسم القادمة. على ذكر برشلونة كيف عشت الخسارة بسبعة أهداف أمام البايرن وآنت مناصر وفيّ للبارصا؟ بالرغم من الخسارة برباعية في الذهاب وثلاثية في الإياب إلا أن عدم تواجد ميسي في أحسن أحواله هو السبب الرئيسي وبالرغم من ذلك أبقى مناصرا للبارصا في السراء والضراء. ما سرّ علاقتك الوطيدة مع رياض بن شادي؟ رياض بن شادي أكثر من أخي وأنا أعتبره سطايفيا مثلنا فلو ترى حبه وغيرته على الوفاق لدهشت، فهو يحب الفريق والألوان أكثر من عديد اللاعبين الذين يوصفون بأنهم أولاد الفريق، نتمنى من الإدارة النظر إليه والالتفاتة له لأنه يدين ب17 شهرا لحد الآن لكنه لم يحدث أي فوضى ولم يخلف بلبلة في الفريق شأنه شأن الحارس بن خوجة. ألا ترى أن العلاقات الجيدة بين اللاعبين إحدى أهم الأسباب لتحقيق الألقاب في هذين الموسمين؟ هذا أمر طبيعي لأن اللاعبين الموجودين الآن في الوفاق "ولاد فاميليا" وعندما تدخل لغرف الملابس تشاهد هذا الأمر فالكل هنا يحترم الآخر ويمازحه وهو أمر مختلف عما كان عليه أيام تشكيلة "لاعبي النجوم" أين كان كل لاعب ينتظر الخطأ من زميله، الحمد للمولى اللاعبون الآن متضامنون مع بعضهم ونعيش في أسرة واحدة مثل الإخوة. ما هو شعورك وأنت تختار كأحسن لاعب في البطولة الوطنيّة؟ الحمد للمولى وفقني ربي لنيل هذا التتويج الشخصي الذي كان بسبب زملائي اللاعبين لأني لست مارادونا ولست اللاعب الوحيد الذي ساهم في أفراح الفريق أشكرهم وأحييهم كثيرا على المردود المقدم هذا الموسم وأتمنى لهم التوفيق في المواسم القادمة، وبالمناسبة أشكر الجريدة التي منحتني هذا التتويج وأشكر كل من صوّت لي من "لوفيراج سيتيفيان" أو "الجيش الأسود" أو "لاغازيتا" وأشكر أيضا كل من صوت عليّ في الجزائر قاطبة. مَن مِن اللاعبين الحاليّين في البطولة الوطنية تراه قادرا على تقديم الإضافة للوفاق؟ بكل صراحة لا يمكنني منح أسماء معينة لكن يمكنني التأكيد على أن مستوى اللاعبين في الجزائر متقارب جدا فلا يوجد لدينا نجوم أو ما شابه ذلك، في الجزائر كل اللاعبين من المستوى المتوسط مع فارق بسيط وطفيف بين البعض وأنا شخصيا يمكنني اللعب في أي فريق في الجزائر وبكل راحة ولن أخاف من أي شيء. نتطرّق الآن لقضيّة مهمّة جدا وهي قضية القطع الأرضية التي منحها لكم الرئيس بوتفليقة بمناسبة التتويج بالكأس العربية، فالقائمة التي أعدت آنذاك حملت 35 شخصا والآن وسعت القائمة لتشمل حوالي 61 شخصا أغلبهم ليسوا لاعبين ويُوجد من بين اللاعبين من دفع قسط القطعة الأرضيّة لكنه لم يستفد منها إلى أين وصلت القضيّة الآن؟ أول شيء هذا حقنا ولن نسمح فيه لأنه منحنا إياه رئيس الجمهورية الرجل الأول في البلاد، الجزائر كانت محتاجة في ذلك الوقت لمثل ذلك الانتصار وبفوزنا بكأس العرب أفرحنا الجزائر بأكملها وخرج أغلب الشعب للاحتفال بإنجازنا، أنا شخصيا "مانيش سامح" في حقي وفي هذه الدنيا كل شخص لا يملك إلا قبرا يلمه في نهاية حياته وموعدنا للحساب عند المولى سبحانه وتعالى، سبحان المولى أنا سطايفي و"ولد بلاد" ولا أملك حتى منزلا وبإمكاني إحداث فوضى والحصول على قطعة الأرض أو المنزل لكنني لن أفعل ذلك لأنه "كاين ربي والرزاق ربي". كلمة أخيرة للأنصار في نهاية هذا الحوار؟ أولا أشكر كثيرا أنصارنا الأوفياء، أشكرهم كثيرا على وقوفهم إلى جانبنا والحمد للمولى لم نخيبهم وتوجنا بلقب البطولة، الحمد للمولى كل عام "رانا زاهيين" ومازال أمامنا المستقبل وأطلب منهم السماح في رابطة الأبطال بسبب الظروف التي كانت ضدنا وأشكر كذلك كل من صوت عليّ في تصويت أحسن لاعب في البطولة، وفي النهاية أطلب من مدير ملعب 8 ماي ومن السلطات نزع السياج الفاصل لأنه "عيب" معاملة مناصر وفاق سطيف مثل الوحش وأنا مستعد لنزعه شخصيا إذا لم يستطيعوا فعل ذلك، وكل ما أرى ذلك السياج "الدمعة تبغي طيحلي".