اختتمت أول أمس بطولتا إسبانياوإنجلترا، وكانت جولة الختام مهمة لتحديد الفرق التي ستنزل للدرجة الثانية، سواء في البطولة الإنجليزية، أو في الجنوب الأوروبي، لأن أمر اللقب فصل فيه منذ أيام. ولم يتمكن عشاق الكرتين الإنجليزية والإسبانية من التعرف على النازلين سوى في الوقت بدل الضائع، لأن ستة فرق في إنجلترا كانت مهددة بالسقوط، وثلاثة يلاحقها نفس الشبح في إسبانيا. وحتى إن كانت معظم الفرق المهددة لعبت ضد فرق أنهت موسمها منذ جولات، ونتائج الجولة الأخيرة لن تغير في وضعها شعرة واحدة، إلا أن كل الفرق لعبت بنزاهة، إلى درجة أن معرفة الفرق الثلاثة التي سقطت في إنجلترا لم تتم إلا بعد الدقيقة 94، مما يدل على أن الكرة لدى هذه الفرق المحترفة والتي تحترم نفسها، لعبة مقدسة، رغم الملايين التي تصرف عليها، ولا مجال فيها للبزنسة أوترتيب النتائج، مثلما يحدث عندنا منذ عشريات. فما وقع يوم الجمعة الفارط بين القبة والنصرية، أين فجر المناصرون غضبهم في الشوارع، نجم عن رفض القبية منح نقاط الصعود للنصرية، وما حدث في بسكرة عندما فجر مسيرو النادي وأحد اللاعبين قنابل موقوتة تتحدث عن ترتيبات وقعت في نتائج سابقة للمباريات، وما يحدث منذ أسابيع في القسمين الأول والثاني لتحديد الصاعدين والساقطين، شبيه بسوق عكاظ، الكل يبيع والكل يشتري، وعلى قول الرئيس الأسطوري لاتحاد الشاوية عبد المجيد ياحي "في البطولة الجزائرية أنت أمام خيارين، إما تدفع لتشتري، وإما يخدمولك الماتش وأنت تشوف". قضية النزاهة في المنافسة الجزائرية، كانت ولا زالت من الطابوهات، رغم أن الكل يعلم بأن الألقاب تشترى، وتذاكر الصعود مثل تذاكر البقاء، تمنح لمن يدفع أكثر، وأصابع الاتهام توجه دوما للمرتشين، ولا أحد قال بأن المشكل يكمن في المسيرين الذين يدفعون الرشاوى، وليس فقط في الذين يقبضونها، وعوض أن تنظر "مافيا المسيرين الجزائرين" لما يحدث وراء البحر كي يتعظوا، تراهم يلهثون لمعرفة اسم الحكم الذي سيدير مباراة "الويكاند"، وكم يجب تخصيص من علاوة لإقناعه.. بالمختصر واقع البطولة الجزائرية ينطق الأبكم، ويبكي الحجر. عدلان حميدشي هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته