أعلن ساندرو روسيل رئيس نادي برشلونة يوم أمس استقالته الرسمية من إدارة النادي الكتلوني، وذلك على خلفية مخالفات وأمور جرت من تحت الطاولة في عقد نيمار لاعب سانتوس السابق. ولأن الموضوع مهم فإن الحل لتغطية كل جوانبه هو أسلوب تأملات في الطرح: - ابدأ من المؤتمر الصحفي يوم أمس، ولم أجد كلاماً أفضل مما قاله رئيس تحرير صحيفة الآس الاسبانية الفريدو ريلانو عن هذا المؤتمر بقوله : "خرج من دون أن يقل شيئاً". - أثبت ليونيل ميسي أنه يفهم جيداً ما قاله عن فاوس عندما قال "هو يعتقد أنه يدير شركة بدلاً من نادي كرة القدم"، صحيح أنني مقتنع بما قام به روسيل من خطوات التطوير المالي للنادي الكتلوني، لكن ما جرى عملية تحايل لا يقوم بها نادي كرة قدم ملكيته عامة، فأساس كل الفكرة كان إنقاص المبالغ التي تحصل عليها الشركات المالكة لنيمار من خلال دفع مبلغ أكبر لسانتوس بطريقة غير مباشرة. - الموسم الماضي السيء هو السبب، فالخسارة الساحقة ضد بايرن ميونخ وانخفاض مستوى الفريق بشكل واضح وضعت ضغوطاً كبيرة على الإدارة بضرورة جلب نجم كبير لرفع الجودة ومنع الدخول في منحنى انحدار المستوى وكذلك لزيادة الثقة، فاضطر برشلونة الاستعجال بشراء نيمار الآن علماً أنه لو انتظر للصيف المقبل بعد المونديال كان الشراء سيتم بطريقة قانونية أكثر بسبب مدة وشروط عقد اللاعب، لو تذكرون فإن كل الكلام كان انتقال نيمار بعد المونديال، لكن الضغوط الهائلة جعلت البرسا يقبل ببعض التنازلات فتسرع ووقع في الخطأ. - أهم شيء يجب أن يفعله مدرب برشلونة ولاعبوه هو حماية نيمار، فنحن نتحدث عن شاب صغير في العمر تحت ضغط نفسي كبير لأنه سبب المشكلة، المهم الآن حماية مستواه ومواصلة تطويره حتى لا تصبح المصيبة .. مصيبتين ! - شاهدت بعض التعليقات التي تتحدث عن ضرورة معاقبة روسيل وحده وليس النادي لأن هذا ظلم، الكلام صحيح لو كان ساندرو روسيل قام بكل شيء بصفته ساندرو روسيل، لكن ما جرى أنه ارتكب كل هذا بصفته رئيساً لنادي برشلونة وموكل من قبلهم ومن الهيكلة التنظيمية هناك، فالمانيا كلها دفعت ثمن جنون رجل واحد لسنوات والكلام عن هتلر، فهذه هي المشكلة بوجود بعض الرؤساء الحمقى في العالم! - لا تتوقعوا تغييرا كبيرا في سياسة برشلونة لأن روسيل قد رحل، فالرئيس الجديد هو جوسيب ماريا بارتوميو صديق روسيل وموافقه على كل شيء، فهما انشقا معاً إن جاز التعبير عن خوان لابورتا. - خوان لابورتا لم يكن في الأيام الأخيرة رئيساً سابقاً لبرشلونة بقدر ما كان عدواً لساندرو روسيل، لم تعجبني طريقته في استغلال الفرصة كي يعود أكثر من مسألة أنه مهتم لعقوبات قد تقع على النادي الكتلوني. توقع تغيير في السياسة غير المنطقي .. فالنائب صديق الرئيس السابق ! - فترة ساندرو روسيل تميزت بالنجاح المالي والفشل الإداري، ففي عهده خسر النادي علاقته مع الأب الروحي يوهان كرويف، وخرج جوارديولا وطالب فالديس بالرحيل، وحتى ليونيل ميسي زادت سلطته داخل العملاق الكتلوني بشكل تحدث عنه كثيرون، كل هذه الفوضى تمت لأن روسيل ركز على أمر أخر غير التفاصيل الإدارية وهو الأمور المالية التي حقق فيها نجاحاً كبيراً. - ارتفاع صفقة نيمار إلى 80 أو 90 أو 100 مليون يورو ليس هو المشكلة، فنيمار هو أفضل موهبة في العالم في عمره والتوقعات له كبيرة جداً ودفع المبلغ كاستثمار مقابله مغامرة لكن منطقية، أما المشكلة فهي إخفاء قيمة الصفقة والتلاعب فيها، وهنا يجب تذكر رد أنشيلوتي على تاتا الذي انتقد سعر صفقة نيمار بقوله "أنت لا تعرف الكثير عن الكرة الأوروبية"، ماجرى دليل على أن اللعبة الاقتصادية في كرة القدم معقدة أكثر مما نتخيل، والآن سيرى الناس ال 80 مليون وال 100 مبلغاً كبيراً لأننا كنا نعتقد أن المبلغ القديم 57 مليون يورو. في الزمن الحالي نيمار يستحق أي مبلغ يدفع به لأنه جوهرة الشباب لكن المشكلة كانت بإخفاء الحقيقة - نحن الآن أمام رئيسي نادي خوان لابورتا وساندرو روسيل كل منهما متهم بشيء من سوء استغلال منصبه في الإدارة الكتلونية، وأمام رئيس ريال مدريد السابق رامون كالديرون المتهم بالتحايل والعمولات والرئيس الحالي الذي تم اتهامه عدة مرات بإخفاء معلومات واستغلال منصبه لصالحه الشخصي، أي نحن أمام عملاقين بإداراة مشكوك في نزاهتها، فإلى متى يستطيعان الاستمرار؟ .. أم أنه من شروط النجاح رئيس غير كامل من حيث الالتزام الأخلاقي؟