بلاشك هي أقدم وأعرق بطولات كرة القدم الرسمية على وجه الأرض حيث يعود تاريخ بدايتها الى عام 1871 ، بطولة بها ذكريات وملامح من القرن التاسع عشر حيث التقاليد الانجليزية العتيقة الراسخة، وربما من أحد تلك التقاليد القديمة فكرة الثأر من الغريم، ويبدو أن القرن الواحد والعشرون سيستدعي في اليومين المقبلين روح الثأر في مباريات كأس الاتحاد الانجليزي! الثأر والرغبة من الانتقام سيكونان عنوان أقوى مباريات دور ال 16 لبطولة كأس الاتحاد المقرر اقامتها اليوم وغداً، وسيشهد العالم في كل يوم منهما مباراة ثأرية نارية كانت تحتاج الى شكسبير ليتحدث عن مدى تأجج روح الانتقام والرغبة في الثأر فيهما . مانشسترسيتي وتشيلسي .. ثأر وانتقام وكراهية: يكاد المرء يسمع ضربات طبول الحرب الصادرة من معسكر الفريقين، ولكنه سرعان ما تكتشف انها ضربات قلب اللاعبون و الجهازين الفنيين، من البديهي القول أن الرغبة في الانتقام والثأر متأججة ومتواجدة في ناحية معسكر السيتيزين، فالمواطنون الأصليون كما يدعون أنفسهم يشعرون بأن تشيلسي قد طعنهم في كبرياءهم عندما اطاح بهم من صدارة البريميرليغ وألحق بهم أول هزيمة على أرضهم منذ ما يقارب العامين في البريميرليغ ،كما أوقف سلسلة انتصارات الفريق المتتالية والتي كان يرغب في وصولها لرقم قياسي ولكنهاتوقفت عند الرقم 8، ومنعهم في التسجيل على أرضهم لأول مرة منذ فترة طويلة أيضاً . هذا بجانب حرب التصريحات والسخرية التي شنها مدرب اسود لندن البرتغالي الداهية مورينيو على مدرب وفريق السيتي قبل المباراة والحديث على أنه بطل بقرارات تحكيمية خاطئة ! ومن المؤكد أن المهندس التشيلي بيلجريني كان يرغب في أن يكون رده في الملعب ويخرس الاسبيشيال وان، لكن البرتغالي فعلها وشل حركة فريقه على ارضه ووسط جماهير في ملعب الاتحاد، ومن المعروف ان هناك عداء تاريخي مستحكم بين المدربين يصل لحد الكراهية منذما أطاح ريال مدريد بالمدرب التشيلي وجلب بدلاً منه البرتغالي المميز، وحتى بعد انتقال بيللجريني لتدريب ملقا ظل العداء قائم في كل مباراة تجمعهما ولعل أقسى مباراة على بيللجريني خسارته بسداسية مذلة من مورينيو في الليغا. هل بعد كل هذه الاسباب مازال هناك أحد يمانع في وصف المباراة بأن روح الثأر والانتقام تغلفها ؟ ارسنال و ليفربول .. فرصة رد الاعتبار ومحو عار الفضيحة: تسبب فريق ليفربول منذ نحو اسبوع في احداث زلزال احمر بمقياس 5 أهداف في قلعة المدفعجية الحصينة، هزيمة مذلة ربما مازالت تطارد أذهان ومخيلة فريق الجانرز بأكمله مثل كابوس الرجل ذو الوجه المرعب الذي يتكرر للطفل الصغير في منامه . ليفربول الذي هزم ارسنال بخماسية فاضحة جعلت نيران المدفعية تشبه رذاذ المطر، وأصابت الفريق في مقتل وجعلته يترنح، حيث سلبته الصدارة، وأدخلت الفريق في نفق مظلم لتقبله هزيمة ثانية مذلة هذا الموسم بعد سداسية السيتي، وهو ما جعل جماهير الارسنال قبل غيرها تشكك في قدرة الفريق على حصد لقب البريميرليغ وهو لا يستطيع منازلة ومقارعة الكبار ويسقط امامهم بشكل مخزي . ليفربول بجانب انه اضاع هيبة الارسنال ، فقد تسبب في أزمة ثقة ضربت الفريق اللندني جعلته يترنح، مثل الملاكم الذي يتلقى لكمة قاضية يظل لفترة في مرحلة عدم اتزان، ولعل ليس هناك فرصة لإستعادة الثقة الهاربة والعودة لمرحلة التوازن من جديد أفضل من التغلب على من وجه تلك اللطمة لكبرياء الجانرز أمام جميع انظار العالم، والفوز عليه بنتيجة عريضة و أداء مقنع، خاصة أن المباراة على ملعب الامارات، وهي مباراة فاصلة بالنسبة للارسنال في شهر متخم بالمباريات الثقيلة، فالفوز سيدفع الفريق للامام، اما الفوز فسيجعله يتردى من قمة الجبل بسرعة .