من يوم لآخر يعرف العام والخاص في عاصمة الشرق أسباب نكسات شباب قسنطينة فهي ليست كما يحاول البعض أن يصورها للسنافر كونها مشكلة نتائج ومدربين بل هي مشكلة عويصة سببها المباشر محيط الخضورة ومسيروها الذين لا يعملون باحترافية بقدر ما ينظرون لمصلحتهم الشخصية قبل مصلحة العميد. يكذب من يريد تحميل سيموندي مسؤولية ما وقع كما قلنا لا يجب أن نلصق التهمة بالمدرب سيموندي فمحيط الفريق متعفن وفي شباب قسنطينة فقط يقال قبل كل مباراة أن النتيجة مفبركة، وأن بعض اللاعبين سيرفعون أرجلهم لأن السنافر لا يثقون في المسيرين ونزاهتهم وبالتالي سواء عمل سيموندي أو غيره فإن الفريق لن ينجح. التجارب أثبتت بأن النادي مشكلته في مسيريه ومحيطه كما قلنا لو ننظر في نتائج الفريق على الأقل في السنوات الأربع الأخيرة، نجد أن كل المدربين فشلوا ومن نجحوا "هبلوهم" من يحيطون بالنادي والذين يعرف العام والخاص أن لديهم مصالح من الاقتراب من المسيرين ولا داعي لذكر ما يستفيدون منه، والخضورة لن يكون لها شأن بمسيرين يقولون عندما يربح الفريق أنهم من جلبوا الفوز بالكولسة وعندما ينهزم يلصقون التهمة في المدرب. لومير بطل عالمي .. وهبلوه بداية استعداد أصحاب المصالح والذين يدّعون حبهم للفريق انطلقت مع نهاية الموسم المنصرم، بعد أن لمسوا في لومير رغبته في البقاء وهو أمر لا يساعدهم، فجلبوا غارزيتو إلى قسنطينة وتجولوا به في فندق نوفوتيل أمام أعين لومير في خطوة لدفعه للرحيل، وقد رفض العودة هذا الموسم لعلمه أن الخلاطين وأصحاب المصالح لم يغادروا الفريق بعد. سعدان صانع ملحمة أم درمان هربوه قبل أن يبدأ يبدو أن رائحة البريكولاج تفوح بقوة من بيت شباب قسنطينة مثلما تفوح رائحة الحمص من "الرحبة" وهي الرائحة التي اشتمها الناخب الوطني السابق رابح سعدان الذي قدم إلى المدينة وجلس مع المسؤولين للتفاوض على تولي منصب مدير فني يسهر على مشروع الشباب الكبير بالكلام فقط، غير أن الشيخ لم تعجبه التوابل المتوفرة وفضل الوفاق السطايفي ومياه عين الفوارة على الشباب الذي حول مسؤولوه أنظارهم للفرنسي هيدالغو الذي هو الآخر وحتى إن لم يشتم الرائحة فإن هناك من أخبره بأنها "ريحة جيفة". غارزيتو بطل إفريقيا أصبح محضرا بدنيا لا يأتي مدرب إلى شباب قسنطينة ويعمل في صمت حيث يجد أصحاب المصالح أي ذريعة لتشويه صورته مثلما فعلوا مع غارزيتو الذي كان كل السنافر في صفه كونه لم ينهزم في 10 مباريات كامل، وقد كانت المفاجأة بالتصريح على أنه ليس بمدرب كبير وأنه يصلح كمحضر بدني فقط في تصريحات أضحكت كل الجزائر على شباب قسنطينة. سيموندي بطل العرب أصبح لا يفقه شيئا في الكرة أخيرا جاء الدور على سيموندي الذي توج بألقاب عديدة من بينها دوري أبطال العرب، ورغم أنه لم يتفس في ظل البرمجة الجهنمية ومن يشرك ومن يترك في دكة الاحتياط إلا أن أشباه المسيرين طعنوا في مستواه الذي لا نقوله عنه عالمي ولكن نتائجه تتحدث عنه ونحن لا ندافع عن سيموندي بقدر ما نريد أن نعرف أسباب تدخل المسيرين في عمل كل مدرب يأتي لشباب قسنطينة. كفانا عبثا بمصالح النادي ومورينيو لن ينجح في هذا المحيط المتعفن يبقى الضحية من سياسة البريكولاج في الشباب هم السنافر الذين يعشقون الفريق وينامون ويصبحون على ألوانه والذين ذهبت منهم أجيال والتحقت بخالقها وولدت أجيال جديدة لا تزال كل موسم تنتظر فريقها يتوج بلقب، إلا أنه لا يزال حلما بعيد المنال بعد أن أصبحت أمور فريق يملك كل مقومات النجاح ويبكي عليه العديد من المسيرين في يد أناس همهم أنفسهم فقط، لكن دوام الحال من المحال والأيام ستكشف وتعاقب كل من تلاعب بمشاعر آلاف السنافر، فما ذنب الذين قضوا ليلة لقاء المولودية في السجن وما ذنب من سيحاكم إلا أنهم يعشقون السي آس سي، ولو يأتي مورينيو للعمل في شباب فلن ينجح وسط المحيط المتعفن.