عاد أمس، فريق مولودية وهران إلى جوّ التدريبات بعد يوم راحة، استفاد منه عناصر الفريق في أعقاب الخسارة المتكبّدة بملعب حملاوي بقسنطينة. و قد برمج المدرب عمر بلعطوي حصتين تدريبيتين، الأولى صباحية بقاعة السانيا و الثانية في المساء بملعب الشهيد أحمد زبانة، قبل استكمال العمل اليوم إلى غاية الجُمعة القادم التي سيُحدد فيها قائمة المعنيين بلقاء الحراش المصيري و الهام. 13 لاعبا غابوا عن الحصة الصباحية عرفت الحصة الصباحية التي خصّصت لتقوية العضلات غيابات بالجملة، حيث لم يحضر 13 لاعبا بالتمام و الكمال عن موعد الاستئناف الذي أعقب الخسارة أمام شبيبة القبائل و هو وضع غير طبيعي و غير عادي لفريق يُريد الخروج من منطقة الخطر و يؤكّد بما لا يدع مجالا للشكّ بأن الجدّية التي يتحدّث عنها الطاقم الفني و يأملها في لاعبيه مُجرّد «أحلام يقظة» من الصعب جدا إيجادها على أرض الواقع. وقد غاب عن الحصة الصباحية كل من هريات، سعيدي، نساخ، هشام شريف، بورزامة، عواد، دغولو، عمران، بلعربي، كوريبة، عوامري، لعمري شاذلي و دحمان. خمسة غيابات مبرّرة فقط وحسب ما علمناه، فإن خمسة عناصر فقط يُمكن إيجاد لها عُذر على عدم حضورها الحصة التدريبية بسبب معاناتها المسبقة من الإصابة و يتعلّق الأمر ببورزامة الذي يشكو رفقة هريات من الأربطة المقرّبة، سعيدي ونساخ من آلام الظهر و هشام شريف الذي يُعاني من إصابة خفيفة كان تعرّض لها أمام «السنافر». بلعطوي لم يُصدّق نفسه و غضب من الوضع الحالي كشف لنا مصدر مقرّب جدا من المدرب الأول عمر بلعطوي بأن الأخير، غضب غضبا شديدا بعد أن اكتشف بمناسبة الحصة الصباحية بأن نصف التعداد تقريبا غاب عن التمرين المُخصّص لتقوية العضلات، رغم أن خمسة منهم معذورون لكن البقية لم يكن لمسؤول الطاقم الفني أي فكرة عن خلفيات عدم حضورهم، وهو الوضع الذي تأسّف له كثيرا خليفة جمال بن شاذلي على رأس الجهاز الفني الذي كان يمني النفس أن تكون حصة البارحة سواء الصباحية أو المسائية بمثابة الانطلاقة الفعلية في التحضيرات، بعدما تعذّر عليه برمجة تمارين مكثّفة بعد لقاء شبيبة القبائل واكتفى بحصتين قبل الانتقال إلى قسنطينة، حيث كان من المفروض أن يشرع في العمل الجدي لترك بصمته على التشكيلة، لكن الغيابات العديدة أخلطت كلّ الأوراقه. «الدعوة هاملة و خلاص» كلّ ما يُمكن قوله عن الغيابات العديدة التي ميّزت الفترة الصباحية لأمس هو أنّ الانضباط غير موجود تماما في الفريق و «الدعوة هاملة» بمعنى الكلمة، فبغضّ النظر عن تأثّر اللاعبين بقضية المستحقات أو بتراجع النتائج الفنية و ما شابه ذلك، فإن عدم الحضور إلى الحصص التدريبية يعد إجحافا في حقّ الفريق و يكشف عن حالة «الفوضى» التي أصبحت فيها المولودية في ظلّ غياب الصرامة و الانضباط اللازمين من لدن القائمين على النادي الذين لم يوفّروا الظروف المناسبة لفرض «الجدّية» المطلوبة على التركيبة البشرية. ليس بهذه الطريقة يُمكن إنقاذ الفريق من السّقوط الوضعية التي تتواجد فيها المولودية «تبكي العدو قبل الصديق» و تؤكّد فعلا بأن مشكلة الفريق أعمق بكثير من تنحية مدرب و تعويضه بآخر أو تغيير لاعب بآخر أو في تبادل الأدوار بين المسيّرين لأن المواسم تمرّ و «أزمات « المولودية أصبحت متعدّدة و متشعّبة ولا أحد ذقّ حقا ناقوس الخطر وبالطريقة التي أصبح الفريق الأكثر تتويجا في الجهة الغربية يُسيّر بها فإنه يُمكن قراءة الفاتحة عليها لأن ليس بهذه الطريقة يُمكن إنقاذ المولودية من السقوط. الأنصار في حالة غليان و يُحمّلون الإدارة تردّي الوضع حالة غليان، تذمّر و غضب شديدة يتواجد فيه أنصار مولودية وهران الذين حمّلوا في تعاليقهم المختلفة عبر «الفايسبوك» أو حتى في الأحاديث الجانبية التي تجمع محبي الفريق إدارة النادي مسؤولية تردي الوضع بسبب تنصّلها من الأدوار الفعلية المسندة إليها و تركها المشاكل تتراكم دون البحث عن دواء فعال لوضع حد لاستفحال المرض. إلى متى تبقى المولودية تُعاني؟ إنه لسان حال عدد كبير من محبي الفريق الذين سئموا من الوضع الحالي للمولودية التي لم تعد تعجب حالتها العدو قبل الصديق والوعود المختلفة التي يطلقها المشرفون على النادي تبقى دائما و أبدا مُجرّد حبر على ورق فلا يوجد أي مؤشرات توحي بالخروج من الأزمة في الوقت الذي مرّ فيه 18 سنة على آخر تتويج باللقب الوطني ل»الحمراوة»، و هي مدة طويلة لفريق كان لا يقبل بالمرتبة الثانية أو الثالثة في الترتيب العام مع الذهاب بعيدا في مسابقة الكأس قبل أن تنقلب الأمور رأسا على عقب مع توالي الهزّات والنكسات والفضائح الإدارية والتسييرية في الفريق.