انطلقت صبيحة أمس عبر أغلب المدن المغربية الكبرى، عملية بيع تذاكر مقابلة الداربي المغاربي الذي سيجمع أسود الأطلس بالخضر، يوم 4 جوان القادم، وسط فوضى عارمة، بما أن الطلب عليها فاق بكثير عدد التذاكر التي طرحتها الجامعة الملكية لكرة القدم على مستوى ال18 نقطة بيع التي خصصتها لبيع تذاكر المواجهة النارية. تنقلت "الخبر الرياضي" صبيحة أمس إلى نقاط البيع الثلاث التي وضعتها الجامعة تحت تصرف جماهير مدينة الدارالبيضاء على مستوى المركب الرياضي محمد الخامس، وكذا ميداني التدريب لفريقي الرجاء والوداد البيضاويين، أين وقفنا على احتجاجات كبيرة لآلاف المناصرين الذين لم يسعفهم الحظ في الحصول على تذكرة تتيح لهم فرصة مؤازرة رفقاء الشماخ في لقاء السبت القادم. شباك واحد لأكثر من ثلاثة آلاف مناصر بملعب محمد الخامس لعل الأمر الذي ساهم في وقوع الفوضى وبعض المناوشات المعزولة بين الجماهير المغربية الراغبة في حضور لقاء منتخبها ضد نظيره الجزائري، هو عدم فتح الكثير من الشبابيك لوضعها تحت تصرف المواطنين، فمثلا بمركب محمد الخامس بالدارالبيضاء وضعت إدارة المركب شباكا واحدا لآلاف الجماهير، ما أدى إلى وقوع فوضى ومشاكل أمام ساحة الملعب، ساهمت حرارة الطقس في تحويلها إلى مناوشات بين بعض الشباب الغاضب الذي لم يستسغ برمجة العملية دون أدنى ترتيبات تنظيمية. ثلاث تذاكر لكل مناصر لتفادي البزنسة اشترط المنظمون على المناصرين الذين تنقلوا لاقتناء تذاكر مباراة مراكش، شراء ثلاث تذاكر فقط لكل واحد منهم، وذلك حتى يقفوا في وجه السماسرة الذين اعتادوا استغلال مثل هذه المناسبات لتحقيق الربح السريع، لكنهم لم يفلحوا في ذلك بما أن هؤلاء احتلوا الصفوف الأولى وقاموا بشراء أغلب التذاكر التي طرحت أمس، ولم يغادروا المكان إلى غاية نفاذها، حتى يتمكنوا من إحكام قبضتهم على أسعارها في السوق السوداء. القصر ممنوعون من اقتناء التذاكر وجدنا عشرات المراهقين أمام ملعب محمد الخامس بالدارالبيضاء، والذين حاولوا اقتناء تذاكر لقاء المنتخب المغربي ضد نظيره الجزائري عن طريق السوق السوداء، بعدما رفض الأعوان القائمون على عملية بيع التذاكر منحهم إياها، بما أن الجامعة المغربية وفي مراسلاتها لأغلب مراكز بيع التذاكر شددت على عدم بيع التذاكر للأشخاص غير البالغين، الذين لم يصل سنهم ال18سنة، حتى تتفادى وقوع أعمال شغب بين المناصرين القصر وكذا نظرائهم الجزائريين، الذين سيتنقلون إلى مراكش لمؤازرة رفقاء كريم زياني. العنصر النسوي حضر لكنه لم يقترب من الأكشاك بما أنه اعتاد حضور أغلب مواجهات المنتخب المغربي وكذا الأندية الناشطة في البطولة المحلية، فقد كان العنصر النسوي حاضرا صبيحة أمس ببعض نقاط بيع التذاكر، لكن أغلب من حضرن عدن خائبات، بما أنه لم يتمكن من الاقتراب من الشبابيك واكتفين بمشاهدة الفوضى العارمة قبل مغادرة المنطقة والحسرة بادية على وجوههن، وهن اللواتي كن يردن حضور المقابلة ومؤازرة أشبال المدرب غيريتس من على مدرجات المركب الرياضي الجديد بمدينة مراكش. الشبابيك أغلقت أبوابها في الساعة الحادية عشر بما أننا فضلنا أمس البقاء بمدينة الدارالبيضاء لمعايشة نبض الشارع المغربي قبل أيام قلائل من موعد مباراة الخضر وأسود الأطلس، فقد تنقلنا في ساعة مبكرة إلى المناطق المعنية ببيع التذاكر بالعاصمة الاقتصادية للمغرب، ولاحظنا أن الشبابيك الثلاثة التي وضعت تحت تصرف جماهير الوداد والرجاء البيضاويين، نفذت تذاكرها في حدود الساعة الحادية عشر، بما أن أقل من ثلاث ساعات فقط كانت كافية لبيع ثلاثة آلاف تذكرة، وهي الكمية التي اعتبرها أغلب من تحدثنا إليهم غير كافية ولا تستجيب للكم الهائل من الطلبات لسكان هذه المدينة، الذين يتنفسون كرة القدم وكانوا يمنون النفس ببرمجة المواجهة بمركب محمد الخامس، قبل أن يخيب المسؤولون آمالهم ببرمجة اللقاء بمدينة مراكش لأسباب أمنية وأخرى سياسية بعيدة كل البعد عن الرياضة. مافيا السوق السوداء أحكمت قبضتها على التذاكر ما لاحظناه أثناء حضورنا لعملية بيع التذاكر بالمواقع الثلاثة المرخصة لذلك بمدينة الدارالبيضاء، هو أن فئة قليلة من الجماهير التي حضرت لاقتناء التذاكر من تمكنت من ذلك وأغلبها من رجال السوق السوداء، الذين قاموا بشراء عدد كبير من التذاكر وقاموا بإعادة بيعها، بما أن الفوضى كانت عارمة أمام الشبابيك ولم يتمكن الكثيرون من الاقتراب منها، لأن نفس الأشخاص وبتواطؤ من المكلفين ببيع التذاكر حرموا الآلاف من المناصرين من الحصول عليها. أغلب التذاكر باعها السماسرة ب60 درهما شهدت الساحة المحاذية لمركب محمد الخامس وكذا باب مراكش بوسط مدينة الدارالبيضاء، حركية كبيرة لبعض الشبان الذين كانوا يحملون تذاكر مباراة الأسود ضد الخضر، حيث قام هؤلاء بإعادة بيع التذاكر التي اقتنوها صباحا بمبلغ مضاعف وصل إلى 60 درهما، وقد يتضاعف الثمن مع بدء العد التنازلي لموعد المباراة، خاصة أن العديد ممن لم يسعفهم الحظ في الحصول على التذاكر، يريدون مشاهدة المباراة وفقط، ولا يهمهم ثمن مشاهدتها بما أن اللقاء داربي كبير يجمع منتخبين شقيقين ينافسان على تأشيرة التأهل لكأس إفريقيا القادمة بالغابون وغينيا الاستوائية. عناصر الأمن الغائب الأكبر عن العملية على عكس ما يجري في الجزائر عندما يتعلق الأمر ببيع تذاكر مواجهات المنتخب الجزائري، فإن عملية بيع التذاكر بأغلب أنحاء المملكة المغربية، ورغم الفوضى العارمة التي شهدتها بوقوع مناوشات بين الشباب الراغب في الحصول عليها، إلا أن عناصر الأمن والشرطة المغربية كانت الغائب الأكبر عن الموعد، ولم نشاهد ولو سيارة واحدة لمصالح الأمن بمختلف مناطق البيع التي تنقلنا إليها، الشيء الذي جعل العديد من المواطنين يطرحون التساؤل عن السبب الذي جعل المسؤولين على شؤون الكرة المغربية يتركون أعوان الملاعب لوحدهم في مواجهة السخط الجماهيري الكبير التي تبع العملية. ساحة جامع الفنا بمراكش تتحول إلى سوق لبيع التذاكر بما أنه تعذر علينا العودة مساء أمس إلى مدينة مراكش التي تحتضن معسكر المنتخب المغربي التحضيري للقاء الجزائر، فقد أبلغنا أحد الزملاء الصحفيين المغاربة، أن أغلب التذاكر التي وضعها مسؤولو الجامعة المغربية للبيع بملعب الحارتي وأكشاك توتو فوت والمغربية للرياضة والألعاب، نفذت أمس وتحول عديد الشبان من أبناء المنطقة إلى البزنسة في أسعارها عندما حولوا ساحة مسجد الفنا بوسط المدينة إلى سوق للتذاكر، وكذا كل ما يرمز للمنتخب المغربي حتى يكون مشجعو المنطقة السياحية في الموعد لمؤازرة رفقاء الشماخ. مناصرو وجدة يشتكون جمعية الأنصار ويتهمونها بالمحاباة أكدت عديد التقارير الإعلامية التي وصلت زملاءنا في إذاعة "راديو مارس" المغربية، أن جماهير مدينة وجدة الحدودية الذين تنقلوا إلى الملعب لاقتناء التذاكر، لم يفلحوا في ذلك بما أن المسؤولين على العملية قاموا بوضع ال300 تذكرة المخصصة لأبناء المنطقة تحت تصرف أعضاء جمعية الأنصار، أو ما يعرف بعصبة مولودية وجدة، والذين قاموا بدورهم ببيع التذاكر في السوق السوداء لمعارفهم، في حين عاد الآلاف خائبين واكتفوا بالتجمهر قليلا أمام شبابيك الملعب الشرفي بوجدة، منددين بتصرفات المسؤولين على عملية بيع التذاكر الذين اتهموهم بخدمة مصالحهم الشخصية على حساب المنتخب المغربي. الأمور كانت منظمة بملعب سلا ومولاي عبد الله بالرباط لعل الأنباء المغايرة التي وصلتنا بخصوص عملية بيع التذاكر في المملكة المغربية، كانت من مدينة سلا التي بيعت فيها التذاكر وسط تنظيم محكم بملعب بوبكر عمار، بما أن عددا قليلا من المناصرين من كانوا يعلمون بوضع شباك خاصة بهذه المنطقة الصغيرة تحت تصرف جماهير أسود الأطلس الراغبة في حضور لقاء السبت القادم. نفس الشأن عايشه المجمع الرياضي مولاي عبد الله ومركب الأمير مولاي الحسن بالعاصمة الرباط، حينما قام المسؤولون بفتح عدة شبابيك ووضعها تحت تصرف الجماهير، التي قامت باقتناء التذاكر في وقت قياسي دون إحداث فوضى مثل تلك التي جرت بمدينة الدارالبيضاء. جماهير أغادير لا زالت تنتظر طرح التذاكر بملعب الانبعاث رغم أن الجامعة الملكية لكرة القدم وفي بيان رسمي نشرته على موقعها الإلكتروني، شددت على بدء عملية بيع التذاكر الخاصة بلقاء المنتخب المغربي ضد نظيره الجزائري بداية من صبيحة أمس، إلا أن المسؤولين على العملية بمدينة أغادير السياحية خالفوا أوامر هيئة الفهري، وانتظر الآلاف ممن حجوا إلى ملعب الانبعاث لساعات طويلة في انتظار فتح الشبابيك، لكن أغلبهم عاد خائبا بما أن مسؤولي الملعب لم يظهر لهم أي أثر حتى حدود الساعة الثالثة بعد زوال أمس، الشيء الذي جعل الجماهير تشكك في إمكانية بيع العدد المخصص لمناصري هذه المدينة إلى أحد رؤوس السوق السوداء لإعادة بيع التذاكر بأسعار مضاعفة. البعض لا زال يأمل في إعادة طرح التذاكر خلال الأيام القادمة رغم أن غالبية الجماهير التي فشلت في الحصول على تذكرة لقاء مراكش اتجهت للسوق السوداء لاقتناء التذكرة التي تسمح لها بولوج مدرجات الملعب، إلا أن بعض من تحدثنا إليهم لا زالوا يمنون النفس بإمكانية وضع عدد آخر من التذاكر تحت تصرف الجماهير خلال الأيام القادمة، خاصة أن مبلغها بالشبابيك لا يتعدى ال30درهما فقط، ما يعادل ال300 دينار جزائري، وسيكون بإمكان الجميع اقتناؤها بما أن عملية نقل الجماهير إلى مدينة مراكش ستكون بالمجان، مثلما أكدت ذلك الجامعة المغربية لكرة القدم التي وضعت عدة حافلات وقطارات تحت تصرف الجماهير يوم المقابلة. الجامعة المغربية في قفص الاتهام أجمع كل من تحدثنا إليه نهار أمس، أن الجامعة المغربية هي السبب وراء الفوضى العارمة التي شهدتها عملية بيع التذاكر، بما أنها قامت بتفضيل مدن على حساب أخرى، وكذا طرحها ل40ألف تذكرة فقط في السوق، باعتبار أن ملعب مراكش الجديد لا يتسع لأكثر من 45 ألف مناصر، وهو ما جعل الكل يبدي غضبه من المسؤولين على شؤون الكرة المستديرة في المغرب، والذين لم يكونوا في المستوى، ولم يتمكنوا من تنظيم العملية لتفادي تكرار سيناريو لقاء الذهاب بعنابة، حينما وقعت أعمال شغب بسبب التذاكر التي طرحت بشبابيك ملعب 19 ماي بعنابة. جماهير "كازا" غاضبة من الفهري الذي برمج اللقاء بمراكش بما أن نصيب جماهير العاصمة الاقتصادية، ونعني بها الدارالبيضاء لن يتمكنوا من اقتناء أكثر من 3 آلاف تذكرة خاصة بالموعد المغاربي، فإن هؤلاء كانوا أتعس الناس نهار أمس، بما أن جل التذاكر بيعت في ظرف ساعتين فقط، وحرم منها الآلاف من المناصرين المتعصبين للمنتخب المغربي، والذين أكدوا أن مسؤول الجامعة المغربية علي الفاسي الفهري هو الذي حرمهم من متابعة لقاء الأسود بالخضر بعد برمجته بمدينة مراكش، رغم أن لاعبي المنتخب والمدرب غيريتس كانوا يريدون لعب اللقاء بمركب محمد الخامس بالدارالبيضاء، الشيء الذي جعلهم ينددون بمثل هذه القرارات التي رأوها غير مسؤولة تماما، بما أنها لا تصب في صالح تشكيلة رفقاء مروان الشماخ.