مر على الكرة المصرية العديد من الأسماء التي بزغت في سماء الكرة الأوروبية، فلا أحد يستطيع أن ينسى ما صنعه أحمد حسام "ميدو" في أثناء احترافه بأدي دولةٍ من التي لعب فيها، ولا أحد يستطيع أن يغفل عن العشرة أهداف التي أحرزها عمرو ذكي أثناء احترافه في الدوري الإنجليزي الممتاز "البرميرليج" والتي جعلته مطلوبًا في فرق كبيرة بحجم ليفربول وريال مدريد، أو حتى محمد زيدان الذي حصل على لقب البوندسليجا مع بوروسيا دورتموند وكان قاب قوسين أو أدنى من الانتقال إلى آرسنال الإنجليزي لولا الإصابة. ولكن يَظل اسم لاعب شاب، تخرج من فريق المقاولون العرب وهو أحد فرق الوسط في الكرة المصرية، لم يكن لديه الكثير من الشهرة، بل وأن أحد رؤساء أكبر الأندية في مصر نعته بأنه ليس باللاعب الجيد الذي يستطيع أن يرتدي قميص الفريق، اتجه صوب الكرة السويسرية وتحديدًا إلى فريق بازل، ليتألق بكل ما تحتوي الكلمة من معنى، ويزداد تألقًا عندما يُحرز أهدافًا في مباريات حاسمة، هو الأكثر تأثيرًا على الإطلاق والأكثر نجومية عن جدارة واستحقاق. هذا الشاب الذي سيتم ربيعه الثاني والعشرين في شهر يونيو المقبل هو محمد صلاح، الذي كسب شهرته الكبيرة بسبب تأثيره الواضح في بازل سواء في الدوري المحلي أو الدوري الأوروبي أو دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، مما جعله يكسب شعبية كبيرة جدًا على الصعيد الأوروبي ويصبح محل اهتمام من كثير من فرق المقدمة في القارة العجوز. صلاح الذي كسب حب الجماهير المصرية من تألقه مع المنتخب الوطني وإحرازه هدفًا في الأراضي المحتلة أمام أحد فرق الكيان الصهيوني، قد أعلن انتقاله قبل أيام من إغلاق سوق الانتقالات الشتوية إلى فريق تشيلسي الإنجليزي بعد صراع مع ليفربول، ليكون ثاني لاعب مصري يتدرب تحت قيادة المدرب الكبير جوزيه مورينيو، ويكون اللاعب المصري الأول الذي ينضم إلى فريق له اسم كبير بحجم البلوز. وعلى خلفية انتقاله إلى عاصمة الضباب لندن، اختارت المجلة الرسمية لتشيلسي محمد صلاح كلاعب الشهر، لتُجري معه حوارًا صحفيًا يحكي فيه مسيرته بكرة القدم سوف نسرده لكم متابعينا في النسخة العربية من موقع جول. * كرة القدم تعلمتها في الشارع "لقد تعلمت كرة القدم مع أصدقائي في الشارع عندما كنت في طنطا، حيث نشأت" بهذه الكلمات بدأ صلاح حواره مبتسمًا، ليواصل قائلًا "بعد ذلك وأنا في سن الثالثة عشر انضممت إلى فريق يُسمى المقاولون العرب، لقد كنت أقطع الكثير من الأميال يوميًا للتواجد في التدريبات ومن ثم العودة ليلًا إلى منزلي." "لمدة ثلاث سنوات كنت أفعل ذلك كل يوم تقريبًا، كنت أقوم بهذه الرحلة ربما خمس أو ست مرات في الأسبوع، لم يكن هذا الأمر سهلًا." وأردف متحدثًا عن متابعة الكرة الأوربية وقال "الشعب المصري يحب متابعة كرة القدم كثيرًا. لما كنت صبيًا، كنت أتابع كل مباريات دوري أبطال أوروبا على شاشة التلفزيون، لقد شاهدت العديد والعديد من اللاعبين الجيدين." * أتذكر مباراة ال 4-4 وتابع "اتذكر أنني تابعت مباراة تشيلسي وليفربول التي انتهت بنتيجة 4-4 وتأهل تشيلسي للدور التالي في نهاية المطاف. لقد كانت مباراة كبيرة حقًا، ولقد كان حلمي أن ألعب في إنجلترا. الشعب المصري يُريد أن يرى لاعبين مصريين يلعبون في الدوري الإنجليزي، والآن هم سيتابعوني وأنا ألعب في تشيلسي، وهو الأمر الذي يُلقي على عاتقي مزيدًا من الضغوطات." ويمتلك صلاح سجلًا رائعًا على الصعيد الدولي مع المنتخب المصري، إذ أنه سَجل 17 هدفًا في 27 ظهور له منذ أول انضمام إلى معسكر الفراعنة في سبتمبر عام 2011، وقد علّق على هذا الأمر قائلًا "لقد بدأت قبل عامين التواجد مع المنتخب الأول، وهو أمر جيد بالنسبة لي حتى الآن، آمل أن اتمكن من تسجيل أهداف لتشيلسي مثلما أسجل مع مصر." "في دورة الألعاب الأولمبية بعام 2012 تمكنت من التسجيل ثلاث مرات في أربع مباريات لعبتها، لقد استمعت كثيرًا باللعب هنا في لندن." وكان صلاح قد شارك مع المنتخب المصري الأولمبي في أولمبياد لندن 2012 وكان أنذاك حديث الانضمام إلى فريق بازل السويسري في مارس 2012، وقد كان له مساهمة كبيرة في وصول أبناء النيل إلى ما بعد دور المجموعات خلف منتخب البرازيل، قبل أن يتلقى منتخب هاني رمزي هزيمة قاسية من اليابان ويخرج من البطولة، وقد كانت هذه البطولة بمثابة تقديم محمد صلاح للعالم على أنه لاعب سيكون ذو شأن كبير جدًا في المستقبل. * تشيلسي الخيار الصحيح أما عن انضمامه إلى البرميرليج، فأعرب صلاح عن تحمسه لهذه التجربة الجديدة، فقد قال "إنه لأمر رائع لأنك تلعب مباريات مفتوحة في الكثير من الأوقات، يمكنك لذلك لعب كرة قدم مفتوحة وهو أمر مثير للاهتمام حقًا." "لندن مدينة لطيفة جدًا، الجميع قال لي أنها مدينة رائعة وأنني سأحب الحياة هنا، الآن أنا اتعلم الإنجليزية أكثر لأتقنها في الفترة المقبلة." كما يؤمن اللاعب الخلوق أنه قد اتخذ الخطوة الصحيحة في مسيرته بكرة القدم بالانضمام إلى تشيلسي، وهذا ما عبر عنه قائلًا "كرة القدم في سويسرا تختلف قليلًا عن كرة القدم في إنجلترا. ولكن في حالة أن ذهبت مباشرًة من مصر إلى البرميرليج فهو أمر صعب جدًا، إنه من غير الممكن من الأساس." "عليك أن تأخذ مشوارك خطوة بخطوة، في بازل، لعبت في الدوري الأوروبي ودوري أبطال أوروبا ولذلك أنا لديّ الخبرة التي تجعلني استطيع اللعب في هذا المستوى. أيضًا، فإن الطريقة التي يلعب بها تشيلسي – مع ثلاثة من المبدعين خلف المهاجم الصريح – هو مثل تكتيك لعبنا في بازل، لذلك فإن 4-2-3-1 طريقة طبيعية بالنسبة إليّ." "يمكنني اللعب في أي مركز من الثلاثة، إلا أنني حقًا أفضل اللعب في الجبهة اليُمنى، لأن هذا يتيح لي الذهاب إلى المرمى على قدمي اليسرى التي أجيد اللعب بها." * حان الوقت للتسجيل لتشيلسي، لا في مرماه! أخيرًا، فإن المصري الذي نال لقب أفضل لاعب في سويسرا عن العام الماضي، يأمل في أن يستطيع احراز الأهداف في شباك خصوم تشيلسي، إذ أنه اختتم حديثه بقوله وهو يضحك "آمل الآن أن أبدأ في تسجيل الأهداف لتشيلسي وليس في تشيلسي" – على خلفية إحرازه ثلاثة أهداف في مرمى البلوز -. "أنا أعلم جيدًا أنه لن يكون سهلًا اللعب في كل مباراة لتشيلسي، لأن لدينا العديد من اللاعبين الجيدين جدًا في نفس مركزي، لكن آمل أن أظهر مدى جديتي في العمل وبعدها سوف نرى. هذه الخطوة هي شيء رائع بالنسبة لي – الذهاب إلى فريق كبير مثل هذا شيء رائع لأي شخص – آمل أن اتمكن من اللعب هنا لوقتٍ طويل وأن أحظى بمسيرة جيدة."